دبي صوت الامارات
على مدى نحو أسبوعين، استدعت سويحان، ومن خلال فعاليات النسخة الـ 11 لمهرجان سلطان بن زايد التراثي 2017 الذي نظمه نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، ماضي الآباء والأجداد العريق، وجمعت تحت ظلال خيامها أبناء الوطن والمقيمين والزائرين من العرب والأجانب، لتظل سويحان قبلة للتراث وعشاقه، ومدرسة تعلم الأبناء مفرداته وكيفية المحافظة عليه، طالما ظلت الأيادي البيضاء للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، ممدودة وداعمة له، وأمينة وحريصة عليه.
وفي كل دورة، يثبت المهرجان أهميته وجدارته وتفرده على الخريطة التراثية للدولة، لما يتميز به من تنوع وإبهار، خطف قلوب وعقول كل من وطئت قدماه سويحان التي لبست أجمل حللها، ابتهاجاً واحتفاء بهذه المناسبة السنوية.
وإذا كان التراث أمانة، والمحافظة عليه مسؤولية، وتعريف النشء الجديد به رسالة، فإن المهرجان جاء ترجمة للرؤية الحكيمة، والتوجيهات السامية للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في حفظ الموروث ونقله للأجيال بكل أمانة، والعمل على تحقيق رؤية الوالد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن تكون الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في المجالات كافة.
وفي هذا الإطار، أشاد الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، راعي المهرجان، بدعم وجهود الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للنشاطات التراثية والتظاهرات الثقافية المهمة التي تقام على أرض الدولة بوجه عام، والمهرجانات التراثية التي ينظمها نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، بوجه خاص.
ونوه في ختام فعاليات المهرجان، بأهمية هذه الاحتفالية التراثية التي تجمع أبناء الدولة والمنطقة، من محبي رياضات الهجن، وما يصاحبها من فعاليات تراثية وثقافية وفنية ومجتمعية ورياضية وعادات وتقاليد أصيلة، تجدد فرص التواصل والتفاعل بين أبناء الوطن الواحد، وظلت مصدراً للفخر والاعتزاز بما تحقق على هذه الأرض الطيبة المعطاءة من تلاحم اجتماعي، في مجتمع بات نسيجه يشكل صورة مثالية مشهوداً لنجاحها وتميزها عربياً ودولياً، وتستحق كل التقدير والإعجاب، لكونها تسهم في ترسيخ ثوابت الهوية الوطنية والموروث الشعبي لدى أبناء الدولة.
وأكد الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، أن إقبال أبناء الإمارات، خاصة الشباب وصغار السن منهم، على إحياء رياضاتنا التراثية والانخراط في ممارستها، أمر يبشر بالخير، وهو في الوقت نفسه دليل على تمسكهم بتراثهم العريق وسط أمواج الحداثة، كما أنه دليل على أن التراث الأصيل سيظل حياً يعيش في عقولنا وقلوبنا، وهو من عناصر ماضينا نحو التقدم في كل المجالات.
وكان لافتاً حرص الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على متابعة كل فعاليات المهرجان التي تنوعت بين مزاينة الإبل وسباقات المحالب والسلوقي، بجانب السوق الشعبي وليالي سويحان التي جمعت الآلاف من محبي هذه الألوان التراثية، والذين عاشوا نحو أسبوعين مع أجواء الماضي الجميل وعبقه الأخاذ.
وتحول المهرجان عبر الجهود الحثيثة لتطويره من قبل اللجنة العليا المنظمة، إلى منصة فريدة استقطبت اهتمام وكالات الأنباء والصحف ومحطات التلفزيون العالمية، والتي تناقلت أخبار مختلف مسابقات وفعاليات المهرجان، وأكدت وسائل الإعلام أهمية هذا الحدث في الترويج التراثي والثقافي والسياحي لإمارة أبوظبي، ودوره الرئيس في صون التراث والعادات والتقاليد الأصيلة لأهل المنطقة. وأكد المهرجان أهمية الوعي اليقظ للإعلام المحلي في طرحه الواعي للرأي العام بكل ما يتعلق بالمهرجان.
وجذبت فعاليات المهرجان التي زادت على 60 فعالية وبصورة يومية لافتة، أعداداً ضخمة من السياح والزوار وأبناء الجاليات الأجنبية المقيمة في الدولة، في ظاهرة أعدت لها اللجنة العليا المنظمة كل الاستعدادات على مستوى توزيع الكتيبات والمنشورات والملصقات، التي تبرز أهمية ونشاطات المهرجان، إضافة إلى توزيع العديد من بيوت الشعر والخيام التراثية في منطقة ميدان سباقات الهجن بسويحان والسوق الشعبي، ووجود عدد من المدربين التراثيين لاستقبال الضيوف والسياح والوفود الزائرة، وتقديم شرح وافٍ لهم عن التراث الوطني، وإطلاعهم على محتويات أجنحة القرية التراثية والسوق الشعبي، وتقديم واجبات الضيافة العربية، بعد أن أصبح المهرجان تقليداً سنوياً، ووجهة سياحية متميزة، يقصدها الآلاف من محبي التراث.
أرسل تعليقك