أوبرا باريس تطلق نقاشًا حول النظرة الاستشراقية في أعمال الباليه الكلاسيكي
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أوبرا باريس تطلق نقاشًا حول النظرة الاستشراقية في أعمال الباليه الكلاسيكي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أوبرا باريس تطلق نقاشًا حول النظرة الاستشراقية في أعمال الباليه الكلاسيكي

أوبرا باريس
باريس ـ صوت الامارت

تستعد دار أوبرا باريس لبدء نقاش حول النظرة الاستشراقية والكليشيهات في أعمال الباليه الكلاسيكي التي تعود إلى القرن التاسع عشر، وهي عملية دقيقة ما بين ضرورة الحفاظ على التراث وأخذ تطور العقليات في الاعتبار، من دون الوصول إلى «ثقافة الإلغاء»، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. فبعد بضعة أشهر من بيان غير مسبوق عن التنوع العرقي في دار الأوبرا أصدره راقصون وموظفون سود ومختلطو الأعراق في المؤسسة، سُلطت الأضواء على مسألة أعمال الباليه التاريخية بعدما صرح المدير العام الجديد للأوبرا ألكسندر نيف في صحيفة «لوموند» في نهاية ديسمبر (كانون الأول) بأن «بعض الأعمال سيختفي بلا شك من السجلّ»،

وجاء كلامه مباشرة بعد فقرة تشير إلى أعمال شهيرة مثل «بحيرة البجع» و«كسّارة البندق». وسرعان ما ثارت ثائرة شبكات التواصل الاجتماعي واليمين المتطرف بلسان رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» مارين لوبن التي رأت أن «مناهضة العنصرية أصبحت مجنونة».وسارعت الأوبرا إلى النفي، مشيرة إلى أن «تلاصقاً مؤسفاً» حصل بين كلام المدير العام والفقرة المذكورة.وقد طال هذا الجدل مسائل أخرى في السنوات السابقة. فقد طرحت صحيفة «نيويورك تايمز» مثلاً سؤالاً عما إذا كان يجوز الاستمرار في عرض لوحات الرسّام الفرنسي بول غوغان لكونه أقام علاقات حميمة مع فتيات صغيرات جداً، كذلك حصل جدل حين تم تعديل عنوان رواية أغاتا كريستي الشهيرة «عشرة زنوج صغار» بالفرنسية إلى «كانوا عشرة»، أما شبكة «إتش بي أو ماكس» فسحبت مؤقتاً فيلم «ذهب مع الريح» لإضافة شرح لسياقه، تأثراً بحركة «حياة السود مهمة».

وفي وقت اشتهرت دور الباليه الأكاديمية في القرن التاسع عشر بتصميمها الرائع للرقصات، فهي معروفة أيضاً بعدم دقتها في تمثيل الثقافات غير الأوروبية. وشرحت مؤرخة الرقص سيلفي جاك ميوش لوكالة الصحافة الفرنسية أن «المسألة تتعلق باهتمام الغرب بالثقافات الغريبة عنه»، وهو أمر كان رائجاً جداً في القرن التاسع عشر في أنواع الفنون كافة، مستشهدة بلوحات الرسّام الفرنسي أوجين ديلاكروا كمثال.وفي السنوات الخمس الأخيرة، تخلت دار الأوبرا عما يُعرف بالـ«بلاكفيس»، أي تلوين وجوه ممثلين أو راقصين بيض باللون الأسود لأداء دور شخصيات من ذوي البشرة الداكنة.

أما تصفيف الشعر المجعد وحصول الراقصين والراقصات السود على جوارب طويلة وأحذية باليه تناسب لون بشرتهم، وكل ما يتعلق بالتنوع العرقي في المؤسسة، فمسائل يمكن العمل على معالجتها مع الوقت، لكنّ مسألة الأعمال التاريخية تبدو أكثر تعقيداً. في «لا بايادير» (راقصة المعبد) يظهر الزاهدون الهندوس على أنهم خانعون بينما هم موضع احترام في الهند، وفي «ريموندا»، يظهر دور زعيم السراسنة (الاسم الذي كان يطلق على العرب) على أنها شخصية سوداوية.

ومن المتوقع أن يقدّم المؤرخ باب ندياي والأمينة العامة لهيئة «المدافع عن الحقوق» المستقلة كونستانس ريفيير قريباً إلى دار الأوبرا تقريراً يتناول كل هذه المواضيع بما فيها الصور النمطية.وأوضحت سيلفي جاك ميوش أن أعمال الباليه التاريخية أعيد تصميمها مرات عدة عبر العالم (في أوبرا باريس، معظمها للراقص السوفياتي الشهير رودولف نورييف)، وذلك يعود «إلى أن الأجساد تغيرت وكذلك التقنية».ولكن ماذا عن العقليات؟ أشارت ميوش إلى أن هذه الأعمال «أثر لماض موجود».

ورأت أن الأعمال الكلاسيكية يمكن أن تتعايش مع تلك المستوحاة منها التي تتناول عالم اليوم، معطية أمثلة على ذلك، منها «جيزيل» للبريطاني أكرم خان و«كوبيليا» لجان كريستوف مايو (أيار) أو «بحيرة البجع» لماثيو بورن التي تضم راقصين ذكوراً حصراً.ويؤكد النجم السابق في أوبرا باريس قادر بلعربي وهو حالياً مدير باليه الكابيتول في مدينة تولوز أن «أي عمل يمكن أن يعاد صوغه في سياق مختلف».وبعدما أعاد النظر في عدد من الأعمال، بينها «لو كورسير» أو «القرصان» (يعود إلى عام 1856 في باريس)، دعا بلعربي إلى «إعادة قراءة متعمقة» للأعمال الكلاسيكية، من دون «فقدان الذاكرة». وأضاف: «لا يمكننا إدانة ماضٍ، ولكن يجب ألا نبقى متعلقين بشخصيات أقرب إلى كليشيهات عفا عليها الزمن».

في باليه «لا بايادير» التي كان من المفترض أن يقدمها «باليه الكابيتول» عام 2020، تقرر مثلاً ألا يكون ماكياج «الهنود» باللون الداكن، على ما أوضح بلعربي الذي أضاف: «بالنسبة لباليه (ليه ميراج)، سنناقش إعادة النظ في الجزء المتعلق بـ(الزنوج)». وشدد بلعربي على ضرورة «الانتباه إلى حساسيات معينة، ولكن من دون الوقوع في الصوابية السياسية».وفي الولايات المتحدة، قال الراقص الأميركي الصيني فيل تشان الذي أسس عام 2017 جمعية تحارب الكليشيهات الآسيوية في أعمال الباليه الكلاسيكي، إن «الباليه يتغير طوال الوقت، وليس مثل لوحة الموناليزا». وتابع موضحاً: «بات الهنود اليوم جيراننا، والسود أقرباءنا، في حين أن الصينيين زملاؤنا. لم يعد بإمكاننا وضع أوروبا في المركز، بينما ترقص الدول الأخرى في الأطراف».

وقد أعاد صوغ قصة باليه «القرصان» مع المحافظة على تصميم الرقص، فلم يعد السياق عبارة عن حريم وقراصنة وباشا.وسأل الراقص: «ما هو الحريم اليوم؟ مسابقة ملكة الجمال! أما الباشا هو ذلك الرجل الذي يعتقد أنه، إذا كان مشهوراً جداً، يمكنه ملامسة النساء من دون إذنهن... هل يذكرنا ذلك بشخص ما؟».

قد يهمك ايضا:

"أوبرا عايدة" تبهر الجمهور في الأقصر بعد 22 عامًا من الغياب

دراما تشكيلية تحاكي رائعة "أوبرا عايدة" في معرض مصري للفنان كلاي قاسم

 

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوبرا باريس تطلق نقاشًا حول النظرة الاستشراقية في أعمال الباليه الكلاسيكي أوبرا باريس تطلق نقاشًا حول النظرة الاستشراقية في أعمال الباليه الكلاسيكي



GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:02 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

برابوس تكشف عن "مرسيدس E63 AMG" بقوة 789 حصان

GMT 00:59 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حبوب البن تقي الجسم من أمراض كثيرة

GMT 15:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

طُرق بسيطة بشأن تحويل حديقة صغيرة إلى أخرى مُميَّزة

GMT 09:16 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستضيف العام الجديد 2016

GMT 10:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حاكم الشارقة يفتتح أعمال "الاتحاد العربي للنقل الجوي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates