عين معاصرة تُعيد اكتشاف الفنون التاريخية في الأقصر
آخر تحديث 15:07:19 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

عبر معرض تشكيلي دائم يستضيفه "البر الغربي"

"عين معاصرة" تُعيد اكتشاف الفنون التاريخية في الأقصر

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "عين معاصرة" تُعيد اكتشاف الفنون التاريخية في الأقصر

وزارة الآثار المصرية
القاهرة - صوت الإمارات

تشهد مدينة الأقصر جنوب جمهورية مصر العربية العديد من الفنون التاريخية المختلفة، فعلى مقربة من تمثالي «ممنون» العملاقين، يقع غاليري «الأقصر آرت غاليري» الذي تأسس قبل نحو عام مُحتفظاً بكيانه وموقعه المميز داخل منطقة «البر الغربي» بمدينة الأقصر جنوب مصر، إلا أن عروضه الفنية انتقلت أخيراً إلى الفضاء الإلكتروني بعد أن أثرت جائحة «كورونا» على حركة زوار وسائحي تلك المدينة التاريخية المعروفة بمدينة «الشمس».

وقد شغلت الكاتبة والفنانة الأميركية دومينيك نافارو خلال زياراتها الطويلة لمدينة الأقصر تساؤلات عن تلك العلاقة بين الفنان المصري القديم الذي ملأ جدران المعابد والأحجار بنقوشه، وبين الفنان المصري المُعاصر حفيد ذلك الإبداع البصري، وخلال رحلة بحثها تعرفت دومينيك على العديد من الفنانين المعاصرين في الأقصر، تقول: «لقد بحثت عن فنانين معاصرين في الأقصر لسنوات، وأنا أحاول فهم معنى الفن المعاصر في مدينة بعراقة الأقصر وتاريخها التي ما زال السائحون يأتون إليها من جميع أنحاء العالم لمشاهدة المعابد والمقابر، وسط رهبة النقوش وتماثيل المصريين القدماء».

وتقول نافارو لـ«الشرق الأوسط»: «ما اكتشفته تدريجياً هو أن الفن حي ومزدهر في الأقصر رغم قلة فرص عرضه، فرغم زخم حركة الفن المعاصر في مصر، ولكن نادراً ما توجد أي فرص لمشاهدة مثل هذه الأعمال في الأقصر، مع وجود عدد قليل من المعارض المؤقتة في أماكن محدودة كل عام، لذلك فكرت أن الأقصر بحاجة إلى معرض فني دائم ومعاصر، وكان القرار بافتتاح معرض فنون الأقصر».

ومع تفشي جائحة «كورونا» تم تفعيل نشاط المعرض إلكترونياً بتقنية العرض الافتراضي، كما تقول دومينيك نافارو، مؤسسة «الأقصر آرت غاليري»: «فضلنا نقل نشاط الغاليري حاليا إلى العالم الافتراضي، خصوصا أن حركة السياحة الآن منخفضة للغاية، لذلك فتلك الخطوة يمكنها أن تُبقي على هذا المشروع الفني الحديث إلى حين تستقر الأمور من جديد كما نأمل». وقد تم أخيراً إعادة افتتاح أربعة من المواقع الأثرية بالأقصر بعد إغلاق دام نحو ثلاثة أشهر، حيث تم إعادة فتح معابد الكرنك والأقصر شرقاً، ومقابر وادي الملوك ومعبد الملكة حتشبسوت بالبر الغربي، بعد تأكيد وزارة السياحة المصرية الانتهاء من تنفيذ تدابير السلامة الاحترازية الخاصة بافتتاح المناطق الأثرية، ضمن خطتها لتجنب تفشي فيروس «كورونا».

وتتسم عروض غاليري الأقصر بغنى فني لافت، يتخذ من فنون مصر القديمة والتراث المحلي بصعيد مصر خيطاً مشتركاً يجمع المشاركات الفنية به من مختلف الأجيال، معظمهم لفنانين مقيمين بالأقصر أو الذين يجمعهم حب لتلك المدينة القديمة سواء من مصريين أو فنانين أجانب، من بينها أعمال الفنان المصري علاء عوض المقيم في الأقصر، التي تزخر بسرديات مصر الفرعونية، والتراث الحي للحياة الريفية التي لا تزال قائمة في الضفة الغربية بالأقصر، ومن بين أعماله في المعرض لوحة تحاكي الطقوس الجنائزية في مصر القديمة، وكذلك يعرض الغاليري بورتريهات فوتوغرافية للفنان المصري خالد أبو الدهب المعروف ببورتريهاته النوبية التي يقترب فيها من جماليات وجوه النوبة من مختلف الأعمار، كما يعرض الغاليري عددا من لوحات الفنانة إيناس عمارة التي تجد في معالم الأقصر ومعابدها والمناظر الطبيعية النوبية عالماً بصرياً بانورامياً خصباً.

وخلال الجولة الافتراضية لأعمال الغاليري، تسكن دائماً القصص والحكايات وراء إلهامات فنانيها، ففي لوحة للفنانة التشكيلية المصرية شذى خالد، تبرز عرائس محلية من القماش وكأنها جزء من حكاية محلية، وتقول عنها شذى خالد لـ«الشرق الأوسط»: «استوحيت تلك اللوحة من أطفال البر الغربي بالأقصر، الذين يقومون منذ الصغر بتعلم صنع العرائس من الأقمشة، فقد تعلقت جداً بهذا النوع من الفنون بما فيه من فطرة وقيمة جمالية عالية، فاستوحيت من تصميم الأطفال لعرائسهم المفهوم الفني لعملي هذا، وخاصة من طريقة حياكتهم للعرائس وتفاعلهم مع قصاقيص الأقمشة، لذلك أضفت إلى الرسم أيضاً عنصر الكولاج بالخيط والقماش، وكأنني أقدم مع هؤلاء الأطفال عملا مشتركاً».

وما زالت تسكن أرض الأقصر (طيبة) قديما حكايات وميثولوجيا مصر القديمة التي لا تكف عن إدهاش فناني العالم، يستلهم الفنان التشكيلي المصري مصطفى سيف النصر لوحتين له معروضتين في الغاليري من الحكايات التي ارتبطت بتمثال الإلهة «سخمت»، التي يوجد لها تماثيل في البر الغربى بالأقصر، وكان المصريون القدماء يطلقون عليها إلهة الحرب، في رمز للقوة النارية للشمس، يقول عنها مصطفى سيف النصر في كلمته لـ«الشرق الأوسط»: «حاولت من خلال لوحتي التعبير عن مشاعر الغضب والرعب المحيطة بأسطورة سخمت مستعينا بالتوظيف اللوني لدرجات اللون الأحمر، علاوة على الظلال التي تقترب من الإحساس بالنار والحرارة، وفي لوحة ثانية لفت نظري في إحدى المرات رؤية سائحين مذهولين أمام تمثال سخمت، فحاولت التقاط هذا الاقتراب ما بين مشاعر المتلقي الحديث وقوة سخمت عبر الزمن»

قد يهمك أيضًا:

افتتاح معرض الملك الفرعوني توت عنخ آمون في العاصمة البريطانية لندن

مصر تعرض للجمهور مومياوات لحيوانات عُثر عليها العام الماضي

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عين معاصرة تُعيد اكتشاف الفنون التاريخية في الأقصر عين معاصرة تُعيد اكتشاف الفنون التاريخية في الأقصر



GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates