الحب في زمن كورونا تقدّم رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي بشكل جديد
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تصورّ حبيبين من قارة آسيا يتبادلان قبلة الوداع من وراء كمامتيهما

"الحب في زمن كورونا" تقدّم رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي بشكل جديد

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الحب في زمن كورونا" تقدّم رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي بشكل جديد

فن رسوم الشوارع
لندن - صوت الامارات

هو واحد من أشهر رسامي الفضاء العام. ولا يشعر كريستيان جيمي بالحرج وهو يعلن عن نفسه بأنّه فنان شوارع. فقد تطورت تلك اللوحات التي تتخذ من جدران المباني المهجورة مجالًا لها وصار لها جمهورها الواسع ومتابعوها ونقادها بل ودخل بعضها المتاحف وصالات العرض الفني. إن الفضل يعود لفنان الجداريات البريطاني بانكسي الذي فرض أعماله على المزادات العالمية رغم أنها من بنات اللحظة، تتعرض لكل ما يمكن أن يصيب فن الهواء الطلق من اضمحلال بسبب الشمس والريح والرطوبة.

لا تمكن المقارنة بين جيمي وبانكسي. فالفنان الفرنسي الذي يوقع رسومه باسم "C215" يعتني بشكل خاص بتلوين أعماله. ولهذا فإنها تلقى الإعجاب من شبيبة الضواحي الذين يجدون فيها التعويض عن الشمس البخيلة والبهجة المفتقدة. وآخر تلك الأعمال لوحة بعنوان "الحب في زمن كورونا"، تصور حبيبين يتبادلان قبلة من وراء كمامتيهما. ولقي الرسم الذي ظهر على أحد الجدران في ضاحية "إيفري"، جنوب باريس، اهتمامًا إعلاميًا كب

يرًا نظرًا لما يعكسه من طاقة لونية إيجابية تساهم في التخفيف من القلق العام بسبب انتشار الوباء. ولا يمكن لمن يتمعن في الجدارية أن تغيب عنه مسحة الحزن على وجهي الحبيبين. وكأنها قبلة الوداع الأخيرة بينهما. وكانت هذه آخر رسالة عمومية يوجهها كريستيان جيمي لجمهوره من المارة وعابري السبيل، قبل أن يلزم بيته ويتقيد بتعليمات التباعد.

لم تتوقف مساهمة الفنان البالغ من العمر 46 عامًا عند رسم الجدارية بل بادر إلى طرحها للبيع، عبر "النت"، لكي يذهب ريعها إلى "مؤسسة مستشفيات فرنسا". وهو يقول إنه أنجزها بشكل عفوي وهو تحت تأثير صدمة الجائحة. وقد خطرت فكرتها في باله منذ أن بدأت أخبار "كورونا" تصل من الصين وتضرب إيطاليا. لهذا تبدو ملامح الحبيبين آسيوية. وكان هدفه من اللوحة توثيق تلك اللحظة الحرجة والاستثنائية من تاريخ البشرية حين أحس بأن الفيروس سيصيب الكرة الأرضية كلها، وسيكون لكل واحد منا ذكرياته الخاصة عن هذه اللحظة. كان لا بد من رسم يعكس قوة التضامن في زمن الحجر والتباعد.

على غرار بانكسي، يضع جيمي رسوماته في خدمة القضايا الإنسانية. وقد خصص جانبًا كبيرًا منها للتعبير عن هموم اللاجئين الذين يجدون أنفسهم مشردين في شوارع المدن الكبرى، بلا سقف ولا مورد. وهو قادر على أن يطبع نماذج من رسومه على كل ما تقع عليه العين في الطريق، مثل صناديق البريد الصفراء في فرنسا، وكابينات الهاتف، والجدران العتيقة المتصدعة، وحتى جذوع الأشجار المعمرة.

كان جيمي يسعى لأن يرى الناس الحقائق الصادمة التي يتهربون من رؤيتها. كما اهتم في آخر معرض له، قبل الحجر، برواد الطيران ورسم سلسلة من "البورتريهات" لأولئك المغامرين الذين يسروا سبيل السفر والتنقل للإنسان وساهموا في التقريب بين بني البشر. وكانت إحدى اللوحات مخصصة للطيار والشاعر سانت إكزبيري، مؤلف كتاب "الأمير الصغير".

ثم جاء "كوفيد ـ 19" وبعث الهلع في النفوس لأنه فيروس غير مرئي، والمرضى محتجزون في صالات الرعاية المركزة والإنعاش حيث لا يراهم أحد ولا يعرف ما يجري هناك. فكيف يمكن التعبير عن كل هذا من خلال واحد من الفنون البصرية؟ لاحظ الرسام أن مشاعر الناس تجمع ما بين الخوف والتوتر والشك والعصبية والتطيّر وحتى التهيؤات.

وظهرت لدى البعض ردة فعل عنصرية ضد الصينيين والآسيويين عمومًا، وهم فئة تعد بالملايين في فرنسا. لذلك بحث عن صورة تعبر عن شعور التعاطف الإنساني، قبل أي شعور آخر.

عرض الفنان لوحته التي تمثل قبلة من وراء كمامتين، على الشبكة الإلكترونية بحيث يمكن لمن يرغب طباعتها مقابل مبلغ معين يذهب لتجهيز المستشفيات التي انكشف عجز بعضها أمام الداء.

قد يهمك ايضا 

مجلتا "الشرقية" و"الوسطى" تبحثان في شؤون تنموية وثقافة الإنسان

"جميل للفنون" في "دبي" يستقبل جمهوره بعد إغلاق استمر أكثر من شهرين

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب في زمن كورونا تقدّم رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي بشكل جديد الحب في زمن كورونا تقدّم رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي بشكل جديد



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية

GMT 21:47 2020 الخميس ,13 شباط / فبراير

موديلات عباية مخصّرة تفضلها النجمات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates