افتتح معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، المعرض الثاني لمتحف اللوفر أبوظبي لهذا العام تحت عنوان "التنين والعنقاء - قرون من الإلهام بين الثقافتين الصينية والإسلامية" والذي يستقبل زواره من يوم غد 6 أكتوبر حتى 12 فبراير 2022.وسيكتشف زوار المعرض التبادل الثقافي والفني الذي نتج عن لقاء العالمين الصيني والإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الثامن عشر، وذلك من خلال أكثر من 200 عمل فنّي. ويترافق مع المعرض برنامج ثقافي غني يشمل مجموعة من الفعاليات، منها جولات ركوب قوارب التنين، وسينما الكاياك، وعروض الأفلام العائلية.
المعرض من تنظيم متحف اللوفر أبوظبي، بالتعاون مع المتحف الوطني للفنون الآسيوية – غيميه ووكالة متاحف فرنسا، ومن تنسيق صوفي مكاريو، رئيسة المتحف الوطني للفنون الآسيوية – غيميه، بدعم من الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، وغيليم أندريه، أمين متحف رئيسي لقسم الفنون الآسيوية وفنون العصور الوسطى في اللوفر أبوظبي.
وتجسد الأعمال الفنّية في معرض "التنين والعنقاء" الحوار الممتد بين الصين /التنين/ والعالم الإسلامي /العنقاء/، وقد تم اختيار تلك الأعمال من بين مجموعات متحف اللوفر أبوظبي والمتحف الوطني للفنون الآسيوية -غيميه، إلى جانب أعمال فنية مستعارة من 12 متحفاً ومؤسسة ثقافية من حول العالم.
ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على قرون من التبادل الثقافي والإنتاج الفني الزاخر بين العالمين، الذي يكشف عن الطلب الكبير على المواد الفاخرة والأعمال الفنّية المرغوبة بشدة على مدار أكثر من 800 عام.
من جهته، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: "يعكس عنوان المعرض الشاعري، بما يحمله هذان المخلوقان الأسطوريان من رمزية، أهمية التبادل الفنّي والثقافي الذي شهده التاريخ بين هاتين الثقافتين العريقتين. إذ من المذهل تأمّل الإنتاج الفني الغزير والقطع الفنّية والمواد الرائعة التي رأت النور نتيجة لقاء هاتين الحضارتين عبر البر والبحر. أتطلع إلى الترحيب بالزوار ليستمتعوا بهذا المعرض الرائع وأتوجه بجزيل الشكر إلى صوفي مكاريو والمتحف الوطني للفنون الآسيوية - غيميه ومتحف اللوفر ومتحف شنغهاي وجميع المتاحف التي تعاونا معها والتي ساهمت في إطلاق هذا المعرض." .
يأخذ المعرض زواره في رحلة من خمسة أقسام، عبر طرق التجارة البرية والبحرية، لاستكشاف العلاقات التي قامت بين الحضارتين وأوجه التأثر الفني لكل حضارة بالأخرى، فضلاً عن القصص الرائعة التي لم يروِها أحد من قبل، منذ أن أنشأ التجار العرب أول مقرات لهم في كانتون في القرن الثامن وحتى بداية القرن الثامن عشر. ويشير مصطلح "العالم الإسلامي" إلى المناطق التي تشمل البلدان والثقافات والمجموعات العرقية المسلمة خلال تلك الفترة، مثل منطقة المشرق وشرق أفريقيا وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا.
أما صوفي مكاريو، رئيسة المتحف الوطني للفنون الآسيوية - غيميه قالت : "من القرن الثامن وحتى بداية القرن الثامن عشر لم يتوقف العالم الإسلامي أبداً عن اعتبار الصين مثالاً للإنجاز الفني والجمال، في حين قدّم العالم الإسلامي إلى الصين مقتنيات معدنية وزجاجية فاخرة. في هذا الإطار، يسلط هذا المعرض الفريد من نوعه الضوء على التاريخ الطويل من التبادلات الثقافية، سواء المادية أو غير المادية، وعلى العلاقات السلمية التي نشأت بين هاتين الثقافتين العريقتين." .
وقالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتاحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي: "يحيي هذا المعرض صورة المخلوقات الأسطورية التي نراها على القطع الفنّية الثمينة، ومنها التنين والعنقاء والعديد من المخلوقات الأخرى. فقد انتقلت المنسوجات والأحجار الكريمة والطلاء والحرير والخزف من المملكة الوسطى إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط وشكّلت مصدر إلهام للثقافتين. إذ تُعتبر حركة نقل الأشخاص والسلع عبر التبادلات الدبلوماسية والتجارية والثقافية في صميم هذا المعرض. وتروي أقسام المعرض الخمسة قصة التأثير المتبادل بين الثقافتين، حيث لم تحدّ العوامل الخارجية الجديدة التي دخلت على أي منهما من التعبير الجمالي، بل على العكس، فقد حفزّت الإبداع.".
و يضم معرض "التنين والعنقاء" أعمالًا فنّية من مجموعة اللوفر أبوظبي، إلى جانب أعمال مُستعارة من المتحف الوطني للفنون الآسيوية- غيميه، ومتحف اللوفر، ومتحف شنغهاي، ومتحف كيه برانلي- جاك شيراك، والأرشيف الوطني الفرنسي، ومتحف مدينة الخزف – سيفر وليموج، والمكتبة الوطنية الفرنسية، ومتحف كلوني- المتحف الوطني للعصور الوسطى، ومتحف الفنون الزخرفية، ومتحف جاكمار أندريه- معهد فرنسا، والمتحف الوطني للنهضة- قلعة إيكوون، والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، ومتحف الأقمشة في ليون.
ويتزامن معرض "التنين والعنقاء" مع برنامج ثقافي يأخذ الزائر في رحلة تلامس الحواس في السياق السردي للمعرض ويشمل مجموعة متنوّعة من الفعاليات والأنشطة. يقدّم المتحف لزواره سلسلة مختارة من عروض الأفلام العائلية في عطلة نهاية الأسبوع، فضلاً عن عروض سينما الكاياك، وذلك خلال جولتين في نوفمبر وجولة في ديسمبر. إذ سيتمكن الزوار من مشاهدة فيلم "الملك القرد" وحلقة من "مغامرات سندباد" في 19 نوفمبر، وزيارة المتحف من جديد في 26 نوفمبر لمشاهدة حلقة ثانية من "مغامرات سندباد" إلى جانب مشاهدة فيلم "بلال: سلالة بطل جديد" في مسرح المتحف. وتستمر ملحمة سندباد، إذ سيتم عرض الحلقة الأخيرة من السلسلة في 10 ديسمبر، حيث ستتاح، في اليوم نفسه، للأطفال مشاهدة الفيلم الشهير "رايا والتنين الأخير". ومن المقرر أيضاً عرض سلسلة أفلام قصيرة بعنوان "حكايات من حول العالم" طوال عرض الأفلام المذكورة أعلاه. مع الإشارة إلى أن الزوار سيتمكنون من مشاهدة "مغامرات سندباد" فيما يجدفون بقوارب الكاياك حول المتحف.
وإضافة إلى جلسات اليوغا وجولات الكاياك التي ينظمها المتحف، سيتمكن الزوار من الاستمتاع بنشاط جديد مستوحى من الثقافة الصينية التقليدية، عبر جولة في قوارب التنين من 18 نوفمبر إلى 31 ديسمبر. ومع بداية العام المقبل، سيتمكن الزوار أيضاً من مشاهدة عمل فنّي تركيبي للفنان الإماراتي أحمد العريف مستوحى من الأبراج الفلكية، من منظور الثقافتين.
وفي إطار المعرض، يمكن للزوار الاستمتاع بسلسلة من الأنشطة والبرامج التعليمية تشمل جولات يومية سريعة في المعرض ستساعد الزوار على اكتشاف تاريخ التبادلات الثقافية بين الحضارتين العريقتين. كما سيتمكن الطلاب من اكتشاف تأثير التبادلات الثقافية عبر المجتمعات في آسيا على الإنتاج الفني وطرق العيش من خلال اللقاءات التفاعلية التي تُعقد مع معلمي المتاحف تحت عنوان "خذني إلى آسيا".
إلى جانب ذلك، يمكن للعائلات المشاركة في أنشطة "اصنع والعب" المستوحاة من المعرض سواء في المتحف أو من راحة منازلهم عبر اتباع التعليمات التي يقدّمها المتحف لهم في مقاطع الفيديو التي ينشرها عبر موقعه الإلكتروني، ليتمكنوا من ابتكار طبق إزنيك الخاص بهم. وابتداءً من شهر نوفمبر، يقدّم المتحف لزواره سلسلة من ورش العمل تستضيف فنانين يستمدون الإلهام من الأعمال الفنية داخل المعرض، ثم يتشاركون مهاراتهم في أنشطة إبداعية مع الزوار الذين لا تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وأخيراً، يعود "استديو المبدعين" هذا الشتاء بقيادة فنانين مقيمين في الإمارات العربية المتحدة لتشجيع رواد المتحف على ابتكار أعمالهم الفنّية الخاصة المستوحاة من التنانين وطيور العنقاء.
قد يهمك أيضًا:
"لا موم دبي" يستحضر فن العشاء الفرنسي العريق وفق الأسلوب الباريسي
أشهر المعالم المعمارية وأكثرها إبهارًا في دولة الإمارات تعرّف عليها
أرسل تعليقك