المدينة المنورة ـ صوت الإمارات
أولت الحكومة السعودية، منذ تأسيسها، قبل أكثر من مائة عام، اهتمامًا بالغًا بعمارة الحرم النبوي الشريف، وذلك بإقامة عدد من مشاريع التطوير والتوسعة والعمارة، كما سجلت المدينة المنورة في وقتها الجاري، أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي منذ إنشائه، إذ تشهد مشاريع توسعة ضخمة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمصلين، وتوفير العديد من الخدمات.
وحافظت الحكومة السعودية في مشاريعها للتوسعة في المدينة المنورة على البناء القديم للمسجد النبوي، وذلك بالإبقاء على مظهره الجمالي، وتجديد المحراب النبوي الشريف، وتدعيم جميع أعمدة الروضة الشريفة وتكسيتها بالرخام الأبيض الجديد، إضافة إلى تدعيم جميع أعمدة البناء القديمة واستكمال قواعدها النحاسية، وعمل أطواق نحاسية، وتوفير التكييف المركزي، إضافة إلى إعادة النقوش والخطوط التي في القباب وعلى الجدران لكي تحافظ على جمالها ورونقها.
وشهد المسجد النبوي توسعة كبرى في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، قبل أن يعلن الملك عبدالله، توسعة هي الأضخم في تاريخ المسجد النبوي، وهي توسعة أمر الملك سلمان باستمرار العمل فيها، إذ ترفع هذه التوسعة الطاقة الاستيعابية للمسجد إلى 1.6 مليون مصلٍ.
وتتالت المشاريع السعودية لتطوير وتوسعة الحرم النبوي الشريف منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، الذي أعلن في خطاب رسمي عام 1368هـ عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف والبدء في المشروع، وفي عام 1370هـ بدأت أعمال الهدم للمباني المجاورة للمسجد النبوي الشريف.
ومنذ ذلك الحين وأعمال التطوير والتوسعة السعودية مستمرة في المسجد النبوي، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يواصل متابعة مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي دشن أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ، إلى جانب مشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها، وهي من المشاريع العملاقة، إذ جاء التوجيه بتصنيعها وتركيبها على أعمدته، التي يصل عددها إلى 250 مظلة، تغطي مساحة 143 ألف متر مربع من الساحات المحيطة غب المسجد من جهاته الأربع، ويصلي تحت الواحدة منها ما يزيد على 800 مصلٍ، يضاف إلى ذلك تظليل ستة مسارات في الجهة الجنوبية، يسير تحتها الزوار والمصلون، وهذه المظلات صنعت خصيصًا لساحات المسجد النبوي بأحدث تقنيات العصر وجودتها.
وخضعت لتجارب في بلد التصنيع، واستفيد من التجربة في المظلات التي قبلها، والتي تعمل بكفاءة جيدة منذ أن انتهت التوسعة، ومع ذلك فإن المظلات الجديدة طورت وأدخل عليها تحسينات في شكلها ومادتها ومساحتها، وصممت بارتفاعين مختلفين، بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة فيما بينها، ويبلغ ارتفاع الواحدة 14,40 سنتميترًا، والأخرى ارتفاع 15،30 سنتميترًا، ويتساوى ارتفاع جميع المظلات في حال الإغلاق بارتفاع 21,70 سنتميترًا.
ويؤدي المصلون صلاتهم تحت هذه المظلات، التي تقيهم حرارة الشمس أثناء الصلاة، كما تحجب عنهم الماء إذا نزل المطر، فيسلمون من مخاطر الانزلاق والسقوط، ويحصل لهم الأمان والاطمئنان في ذهابهم وإيابهم إلى المسجد النبوي، كما تعتمد التوسعة الجارية على التاريخ الإسلامي الغني للمدينة، إذ تتضمن توسعتها الدينية المقترحة تطوير المباني المحيطة بها المعروفة باسم الرواق وتوسعتها، مترابطة في ذلك مع المناخة التاريخية وسيوفر الرواق عتبة تواصل وظيفي وعمراني بين المدينة والمسجد الشريف، وتحسين الخدمات، وزيادة ساحة المصلى.
وتوصي أيضًا الإستراتيجية بتحسينات الساحات العامة والساحة الاجتماعية حول المسجد الشريف، كما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أهمية الحرص على متابعة العمل في مشروع التوسعة الكبرى للمسجد النبوي والمشاريع المرتبطة بها، والتي تصب جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين من شتى أرجاء العالم، وكذلك خدمة أهالي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوارها.
ويجسد إطلاع خادم الحرمين الشريفين على تلك المشاريع اهتمام وحرص ملوك السعودية الرامية لخدمة زوار المدينة المنورة، وبخاصة المسجد النبوي الشريف، الذي يحتل مكانة عظيمة في قلوب المسلمين كافة، إذ يزوره من يفد إلى المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة للصلاة فيه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تؤكد توسعة المسجد النبوي القائمة مواكبة رؤية المملكة ٢٠٣٠، التي تهدف إلى إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المعتمرين والزوار، وتجهيز وتهيئة جميع المرافق لهم حتى يؤدوا عبادتهم ومناسكهم على أكمل وجه بيسر وسهولة.
أرسل تعليقك