قِصّة مُستشرق هولندي أقام في مكة وألَّف أوّل كتاب مُصوَّر عن المدينة
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يُعرَض للبيع في لندن ضمن مزاد الأطالس في دار "سوذبيز"

قِصّة مُستشرق هولندي أقام في مكة وألَّف أوّل كتاب مُصوَّر عن المدينة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قِصّة مُستشرق هولندي أقام في مكة وألَّف أوّل كتاب مُصوَّر عن المدينة

مزاد الأطالس في دار "سوذبيز"
مكة المكرمة - صوت الامارات

شهدت مكة المكرمة عبر تاريخها تدفق الملايين من الحجاج والمعتمرين من جميع الجنسيات والأعراق وسجلت الكتب والصور تفاصيل كثيرة عن رحلاتهم، لكن يبقى للصور الأولى التي التقطت في نهايات القرن التاسع عشر رونقها ومكانها المميز في التاريخ. ولعل أشهر الصور التي التقطت للمدينة المقدسة وأولها هي مجموعة الصور التي التقطها المصور المصري صادق بيه في عام 1881 وحصل على الميدالية الذهبية ببينالي فينيسا عنها، ومن بعد صادق بيه كان هناك عدد قليل من الصور للمدينة برز منها مجموعة التقطها مستشرق هولندي اعتنق الإسلام في عام 1884 وعاش في مكة لأشهر في ضيافة طبيب من مكة يدعى عبد الغفار، وهو نفس الاسم الذي اتخذه المستشرق لنفسه، لكن لنعد لبداية قصة المستشرق الهولندي ويدعى سنوك هرخرونيه وكتبه المصورة عن مكة والحج، القصة يرويها لنا ريتشارد فاتوريني مدير قسم الكتب والأطالس بدار «سوذبيز».

يذكر أن الدار قدمت في العام الماضي عددا من الصور المأخوذة من كتب هرخرونيه وتلميذه الطبيب المكي عبد الغفار. وفي مزادها الأسبوع المقبل تعود للمستشرق الهولندي ولكن لتقدم النسخة الأصلية الكاملة المكونة من مجلدين من كتابه المصور عن مكة المكرمة. وحسب المعلومات الموجودة في كتب التاريخ نعرف أن سنوك هرخرونيه أقام في مدينة جدة عام 1884 لمدة سبعة أشهر، واعتنق الإسلام على يد قاضي جدة الشيخ إسماعيل أغا، وسمى نفسه عبد الغفار. ويقول المؤرخون، إن هرخرونيه ادعى اعتناق الإسلام ليتسنى له الدخول إلى مكة، وفعل ذلك وأقام بها لأشهر ودرس على أيدي علماء مكة. وتمكن هرخرونيه من جمع معلومات كثيرة مكّنته من تأليف كتاب سماه «صفحات من تاريخ مكة». وبسبب شكوك كثيرة حول نيته من دخول مكة والتشكيك في إسلامه طلب شريف مكة من هرخرونيه مغادرة مكة ليعود إلى هولندا. وقبل رحيله قام هرخرونيه بتعليم الطبيب عبد الغفار التصوير وترك له معدات التصوير الخاصة به وطلب من الدكتور السيد عبدالغفار أن يلتقط مجموعة من الصور لمكة ولمنى ومواقع الحجيج، وأن يرسلها له بالبريد.

 اقرا ايضا

منتزه بني غازي يحتضن مهرجانًا ثقافيًا بإشراف مؤسسة "الأهرام"

يقول فاتوريني إن هرخرونيه اضطر لمغادرة مكة في عام 1885 قبل أن يتسنى له تصوير صور الحج والحجاج القادمين من المستعمرات الهولندية في جنوب شرقي آسيا وهو كان من أهم أهدافه ويشير إلى أن هرخرونيه اتهم بسرقة قطعة أثرية وتم إقصاؤه عن مكة. المهم في القصة هو أن المستشرق كان قد نجح في إقامة استوديو في منزل الطبيب المكي عبد الغفار ونجح في التقاط صور لعدد من سكان المدينة وزوار لمكة من عدد من الدول، وهي الصور التي نراها اليوم في قاعة بدار سوذبيز. وعلى طاولة خشبية نجد أمامنا المجلدات الكاملة التي تروي بالصور رحلة هرخرونيه للمدينة المقدسة.

أسأل فاتوريني: «ما الذي يجعل هذه المجموعة متميزة، إذا كانت الصور الموجودة بها قد نشرت من قبل في نسخ من الكتاب؟»، يجيب: «عندما توفي هرخرونيه في عام 1936 أوصى بمنزله ومكتبته لجامعة ليدن بهولندا، ولكنه ترك نسخته الخاصة من مجلدات كتابه عن مكة لزوجته، وهي النسخة التي تعرض للبيع الأسبوع المقبل. الكتاب لم يعرض من قبل للبيع حيث احتفظت به عائلته حتى الآن ولم أعرف بوجوده حتى وصلني إيميل في يناير/ كانون الثاني الماضي عنه. الكتاب مهم لأنه نسخة المؤلف الخاصة التي تصفحها بنفسه وعرضها على أصدقائه. بالنسبة إلينا فهذه معلومة قيمة جدا»، ومن الصور المميزة في الكتاب صورة لسيدة من مكة ترتدي الملابس التراثية، وصور لرجال من مصر ومن بغداد ومن عمان، يعلق الخبير هنا: «هذا ما كان يثير اهتمام هرخرونيه، التنوع في الثقافة الإسلامية، قد تكون عملية التقاط هذه الصور استغرقت أسابيع من إقناع هؤلاء الأشخاص بالجلوس للتصوير ربما للمرة الأولى في حياتهم».

مكة والمدينة بعدسة صبحي صالح
إلى جانب مجلد هرخرونيه يضم المزاد عدداً من الصور الأخرى عن مكة والمدينة التقطها المصري صبحي صالح الموظف بوزارة الصحة المصرية وكان ضمن الوفد المصري الرسمي للحج في عام 1888 - 1891. تضم المجموعة لقطات مختلفة للكعبة ولقطات للمسجد النبوي ولقطات من مدينة جدة للمحمل الذي كان ينقل كسوة الكعبة، كما يضم المزاد عددا آخر من الصور للكعبة والحرم التقطت في بدايات القرن العشرين.

قد يهمك أيضًا  :

اكتشاف حطام سفن إسبانية غارقة منذ القرن السادس عشر قبالة كاب كانافيرال

جدران منازل شوارع "هافانا" القديمة تغطى بلوحات جدارية تصور وجوه الأطفال

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قِصّة مُستشرق هولندي أقام في مكة وألَّف أوّل كتاب مُصوَّر عن المدينة قِصّة مُستشرق هولندي أقام في مكة وألَّف أوّل كتاب مُصوَّر عن المدينة



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates