الشارقة للمتاحف تقيم معرضًا بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يسلّط الضوء على التبادل الثقافي بين الحضارة الإسلامية وأوروبا

"الشارقة للمتاحف" تقيم معرضًا بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الشارقة للمتاحف" تقيم معرضًا بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين

متحف الفن الإسلامي
الشارقة - صوت الإمارات

أقامت هيئة الشارقة للمتاحف بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين معرضًا بعنوان "طرق التقاطع.. التبادل الثقافي بين الحضارة الإسلامية، أوروبا وما بعدها" ويوضح هذا المعرض أننا نحيا في عالمٍ متداخل،ٍ وأن البشر والمقتنيات في حالة حركة دائمة، وإيقاع الزمن السريع وإيقاع حياتنا يزداد على نحوٍ مطردٍ، وفي الحقيقة ليس هناك من ثقافة ولا تنميةٍ ثقافية دون تغييرٍ، وقد تشكّل هذا التغيير بفعل التبادل الثقافي العالمي، فعلى مدار التاريخ كانت هجرة الأفكار وحركتها التي حملها التجار والمهاجرون والباحثون هي أساس ثقافة البشر، مثل حروف الهجاء والأعداد وطرق الحساب والعلوم والموسيقى، فلا شيء يولد معزولاً عن بعضه بل لا بد من التفاعل الدائم بين المناطق.

يسلّط معرض "طرق التقاطع" الضوء على التبادل الثقافي بين الحضارة الإسلامية وأوروبا، ويوّضح مدى تأثر العالم بأثرهِ للتنقل المستمر للأشخاص والأفكار والتقنيات والفنون عبر طرق التبادل القديمة.. أما تاريخياً فيُعدُ ارتحال البشر سواء أكان ذلك اختيارياً أم إجبارياً من الأسس التى يقوم عليها التبادل الثقافي بين المجتمعات ابتداءً من العصور الوسطى وحتى وقتنا الحالي، حيث يركز المعرض على التنقلات والترحال من العالم الإسلامى وإليه، والأثر الذى تركهُ هذا التواصل بين الأقاليم والأديان، والدور البارز الذى سَاهمَ به هذا التواصل في صياغة شكل المجتمعات الحالية الحديثة فى أوروبا والشرق.

وتشير منال عطايا المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف إلى أن المعرض يعرض مجموعة تتضمن أربعة وخمسين قطعة أثرية مميزة ذات أهمية تاريخية وثقافية هائلة، من متحف الفن الإسلامى فى برلين لتعرض فى متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، فيما تُساهم هيئة الشارقة للمتاحف بعرض عشر قطع من مجموعاتها الدائمة، ويُقدّم المعرض ولأول مرة فرصة مهمة للجمهور لمشاهدة أكبر مجموعة من المعروضات الخاصة من متحف الفن الإسلامي فى برلين.

إقرا ايضًا:

هيئة الشارقة للمتاحف تشارك في تنظيم معرض "لتتعارفوا" في أستراليا

ومن جانبه يؤكد مدير متحف برلين البروفيسور استيفان ويبر على أهمية الجغرافيا في عملية التبادل تلك، فيقول: إن طرق التقاطع متنوعة تماماً، وقد كانت هناك طرق سريعة للتبادل مثل طرق الحرير، وهي شبكة واسعة من الطرق والمسارات التي جمعت الصين وآسيا الوسطى والصين والهند والشرق الأوسط وأوروبا، وقد كُتبَ لمناطق معينة مثل خراسان أن تكونَ بمثابة وحدة إرسال أو ناقلة للعلاقات الشرقية الغربية.. وقد كشفت الحفريات عن أوانٍ فخارية صُممت على نمط نماذج صينية بالإضافة إلى واردات مباشرة من الصين، وساعد امتداد طرق الحرير على ازدهار مدن أخرى، وقد تميزت كافة المدن التجارية بتعددية ثقافية وعرقية ودينية هائلة، وقد قُدِمَت هناك من خلال تشكليةٍ من القطع الثمينة ودلت على تغير الأذواق على نحوٍ مستمر، وهذه المقتنيات تعكس ما كان يُنظرُ إليه على أنهُ أنيق في زمانهِ فهذا المعرض يدعو الزائرين إلى جولة داخل منزل بسيط عارضاً بعض القطع التي اعتاد الناس أن يضعوها في بيوتهم لتعكس نمط حياتهم آنذاك.

إن تنوع المؤثرات مذهل، فعلى سبيل المثال هناك وصف للأشخاص الأوروبيين وهم يرتدون ملابسهم المثيرة، أو صوراً للمخلوقات الروحية من الشرق الأقصى بأجمل طريقة وتستند الجودة على انفتاح المالك – مالكُ القطع في زمانه- على كثير من المؤثرات الثقافية، وينطبقُ ذات الشيء على المقتنيات المختلفة التي تم اختيارها للعرض.

يركز المعرض على حركة الناس والأفكار والمقتنيات، وعلى الدور المهم الذي لعبته حركات الهجرة والقصص المشتركة في تشكيل ونقل الثقافات والمجتمعات في كافة أرجاء العالم، ومن تشكيلات متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ومتحف برلين للفن الإسلامي، فإن شطراً من قصة التبادل الثقافي العالمي يعرض هنا، ولو أخذنا طبيعة المجموعتين فإن المعروضات تخبرنا قصصاً عن الفن والثقافة التي ما قبل الحداثة في الشرق الأوسط وعلاقته مع أوروبا وشرق آسيا خلال فترة الحكم الإسلامي، وأن التبادل بين هذه المناطق موغل في القدم فقد كانت كلاً من الصين ومنطقة الشرق الأوسط موطن ولادة العديد من التغيرات الثقافية التي تطورت قبل آلاف السنوات وانتشرت في العالم ولا تزال تشكل حياتنا اليوم، مثل الزراعة والتخطيط الحضري وتقسيم العمل والكتابة والحساب وعلم الفلك، وقد تشتت التطورات في طرق عديدة وقليلاً ما اتخذت خطاً مستقيماً.

يضربُ المعرض أمثلة على بعض الحواضر التي كانت محطات أساسية لطرق التقاطع ومنها مدينة القاهرة، فهي كمدينة كبرى من القرون الوسطى كانت متعددة الأديان ومركزاً ثقافياً مهماً وعاصمة للسلطة في القارة الأفريقية، وقد شكل المعلمون والتلاميذ عاملاً حيوياً في عملية التبادل الثقافي وسرعان ما توسّعت جامعة الأزهر والتي كانت في البداية مركزاً لتدريس علوم الدين والشريعة لتشمل تدريس الطب والعلوم الأخرى، وتدل الخطوط المكتوبة على أعمال الرخام البارزة على زهو وعظمة القاهرة آنذاك، وكانت الأعمال الفنية الفخمة المصنوعة من المعادن الثمينة والأواني الزجاجية والسجاد تحظى بإعجاب الشخصيات البارزة من المسلمين والأرستقراطيين من الغرب على حدٍ سواء، ويُعطي القماش المُطرّز بالحرير انطباعاً عن التنوع الديني الذي كان موجوداً آنذاك. ويسلّط المعرض الضوء على طريق التنين، فمع تقدم المغوليين غرباً جلبوا معهم تراثهم الثقافي بما يتضمنهُ من لغةٍ وفنون بالإضافة إلى الأزياء والأفكار الدينية، وقد شجّع الحكام الجُدد الفنانون المحليون على استئناف عملهم، وُجدت حيوانات لها رمزية روحية قديمة مثل التنين وطائر العنقاء المعروفين في الصين لقرونٍ من الزمن طريقها إلى الشرق الأوسط، ونجد مثالاً جيداً عن مزج النمط والأسلوب في تزيين البلاط في تخت سليمان، وهو مقر إقامة الحكام المغول الألخانيين، وفي الوقت الذي استمرت فيه تقاليد الخزف المحلي بدأت تظهر عناصر جديدة لوصف العنقاء والتنين مما يشيرُ إلى الثقة بالنفس لدى أولئك الحكام، وحتى بعد سقوط الإمبراطورية المغولية بقيت هذه العناصر لتصبح بعد ذلك جزءاً مكملاً من الأسلوب الفني بما خلقته من نمطٍ جديدٍ.

يؤكد استيفان ويبر أن الناس ظلوا يتبادلون السلع والأفكار والفلسفات والأيديولوجيات منذ أقدم الأزمان، وفي ترحالهم كانوا يواجهون مشكلة النقل بحيث كان بالإمكان قطع المسافات القصيرة مشياً، ولكن المسافات البعيدة مع الأحمال الثقيلة تطلّبت حلولاً مختلفة. وقد كانت العربات والحيوانات المُدجنة تُستخدم منذ أقدم الأزمنة، كما استخدم الناس الذين كانوا يعيشون على الأنهار أو على شاطئ البحر الزوارق والسفن، وكانت التجارة بالزوارق على امتداد شاطئ البحر آمنة نسبياً للسفر، في حين تطلّب عبور البحار المفتوحة معدات خاصة للملاحة مثل الاسطرلاب والخرائط، وفي المناطق الصحراوية كانت الملاحة مطلوبة أيضاً ووفرت الجمال وسيلة للنقل المثالي وقد تم نقل التوابل والنسيج والأحجار والزجاج والسجاد.

قد يهمك أيضًا: 

حاكم الشارقة يزور متحف الفن الإسلامي في برلين

محاضرة لمديري متحف اللوفر في متحف الفن الإسلامي

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشارقة للمتاحف تقيم معرضًا بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين الشارقة للمتاحف تقيم معرضًا بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates