مكتبة الإسكندرية تحتفي بالتراث الأثري والحضاري لـ فُوة المصريّة
آخر تحديث 20:11:20 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

نالت المدينة شهرة تاريخية منذ بواكير التاريخ حتى العصور الحديثة

مكتبة الإسكندرية تحتفي بالتراث الأثري والحضاري لـ "فُوة" المصريّة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مكتبة الإسكندرية تحتفي بالتراث الأثري والحضاري لـ "فُوة" المصريّة

مكتبة الإسكندرية
القاهرة - صوت الإمارات

ساهم موقع مدينة «فوّة» المطل على مجرى نهر النيل (فرع رشيد)، في تميزها سياسيا واقتصاديا وأثريا وتاريخيا وسط مدن الدلتا المصرية الأخرى، خلال القرون الفائتة، واحتلت بذلك المرتبة الثالثة في عدد الآثار الإسلامية بالبلاد، بعد العاصمة المصرية القاهرة، ومدينة رشيد المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.ويحتفي متحف الآثار، بالتعاون مع مركز دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية، بتراث مدينة فوّة عبر تنظيم معرض فني عن المدينة العتيقة، بعنوان «مدينة فوة وتراثها الأثري والحضاري»، بجانب تنظيم لقاءات علمية تتناول تطورات مدينة فوة تاريخيا، حيث نالت المدينة شهرة تاريخية منذ بواكير التاريخ حتى العصور الحديثة؛ حتى أصبحت مُتحَفاً مفتوحاً للتراث الحضاري عبر العصور.

ويقدم المعرض الذي يستمر حتى 30 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، مجموعة من الصور الخاصة بالتراث الأثري وعمارة المساجد والقباب والمنشآت المدنية، والوكالات التجارية، والربوع، ومصنعي الطرابيش والكتان إلى جانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، لسكان المدينة وأهم الحرف والصناعات التي تميزت بها مثل صناعة الكليم والنسيج والسجاد اليدوي والتحف الخشبية بجانب صيد الأسماك من نهر النيل.وتضم فوة نحو 26 أثرا إسلاميا متنوعا أقدمها «المسجد العمري»، الذي أقيم في القرن السابع الهجري، وسمي بهذا الاسم نسبة لفاتح مصر الصحابي عمرو بن العاص، بالإضافة إلى مسجد «القنائي» الذي يطل على نهر النيل وبه أعلى مئذنة أثرية بمنطقة وسط الدلتا بطول «36 مترا» وتم إنشاؤه في القرن الـ12 الهجري، ويعد من المساجد الفريدة التي تمتزج فيها الحضارات، حيث توجد بداخله أعمدة وعتب وتيجان تعود للعصرين الفرعوني والروماني، بالإضافة إلى مسجد «أبو المكارم»، ومسجد «عبد الله البرلسي»، ومسجد «النميري» وغيرها. ووفق الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، فإنه تم نقل بعض الآثار الفرعونية من منطقة صا الحجر الأثرية بمركز بسيون بمحافظة الغربية، للاستفادة منها في بناء المساجد ذات الطرز المعمارية المتنوعة بمدينة فوة».

ويعد مبنى «ربع الخطايبة»، من أهم وأشهر المباني الأثرية بمدينة فوة، والذي كان يستخدم كمنشأة فندقية وتجارية في القرن الـ19 الميلادي، حيث كان يقيم فيه التجار الذين يأتون من مختلف مدن وقرى مصر إلى فوة لبيع بضائعهم، خصوصا أن المدينة كانت إحدى أشهر المدن التجارية بالدلتا، فيما تقبع وكالة «ماجور» الأثرية التي أنشئت عام 1276 هجريا، خلف ربع «الخطايبة»، وكانت تستخدم كذلك في المعاملات التجارية.ويقول عبد البصير: «نتمنى ضم أحد المباني التراثية بالمدينة إلى مكتبة الإسكندرية، ليكون مركزا ثقافيا تابعا للمكتبة، على غرار بيت السناري وقصر الأميرة خديجة بالقاهرة»، مشيرا إلى أن «حالة المباني الأثرية والتراثية بالمدينة جيدة وتستوعب فكرة خدمة أهالي المدينة ثقافيا وفنيا». وتعاني الآثار الإسلامية في فوة من الزحف العمراني العشوائي الذي يؤثر على إطلالاتها المعمارية والتاريخية المميزة.

ويطالب سكان المدينة بوضعها على الخريطة السياحية والاهتمام بها أثريا. وانتهت وزارة السياحة والآثار المصرية من تنفيذ مشروع ترميم وتطوير عدد من المساجد الأثرية بالمدينة من بينها «الفقاعي» و«أبو عيسى» و«السادة السباع في عام 2015.

وتهتم مكتبة الإسكندرية بالمدن التراثية القريبة من مدينة الإسكندرية، ففي العام الماضي تم تسليط الضوء على آثار مدينة رشيد (شمال دلتا مصر) العام الماضي، والتي تحتل المرتبة الثانية في عدد الآثار الإسلامية بعد القاهرة.وبجانب تميزها في الصناعات والفنون اليدوية، اشتهرت فوة، كذلك بتصنيع الطرابيش والكتان في عصر محمد علي باشا، حيث كانت مركزا مهما في صناعة الطرابيش، حيث كان يتم تصنيع نحو 142 ألف طربوش بها شهريا، بحسب عبد البصير الذي يؤكد اهتمام محمد علي بالمدينة حيث كانت من أهم مناطق تصنيع كسوة وزي الجنود المصريين خلال القرن التاسع عشر، ولا تزال بوابتا مصنعي الطرابيش والكتان موجودتين حتى الآن، لتوثق لتلك الحقبة المهمة من تاريخ المدينة.ومن بين الآثار التي تتميز بها مدينة فوة أيضا «التكية الخلوتية» والتي أنشئت سنة 1100 هجرية، لإيواء عابري السبيل والغرباء والفقراء، بالإضافة إلى مجموعة من القباب والأضرحة التاريخية، وأشهرها قبة سيدي سالم أبو النجاة، التي تعود للقرن الـ12 الهجري، وتتمتع بزخارف إسلامية نادرة.

قد يهمك ايضا

ناشطون يتداولون صورًا تظهر انحسار المياه وجفاف نهر النيل في السودان

حسام الحداد يوقع "حكاية مكتبة الإسكندرية" في معرض الكتاب الاثنين

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتبة الإسكندرية تحتفي بالتراث الأثري والحضاري لـ فُوة المصريّة مكتبة الإسكندرية تحتفي بالتراث الأثري والحضاري لـ فُوة المصريّة



GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates