الفن في قطاع غزة خيط يلوّن حياة المقهورين
آخر تحديث 23:43:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الأعمال كافة تحاكي زمن الانقسام والحصار

"الفن في قطاع غزة" خيط يلوّن حياة المقهورين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الفن في قطاع غزة" خيط يلوّن حياة المقهورين

"الفن في قطاع غزة" خيط يلوّن حياة المقهورين
غزة – صوت الإمارات

الحدث المؤلم الذي مزق قطبي فلسطين عام 2006، أفرز الكثير من الأزمات التي اكتوى بنارها عامة الشعب الفلسطيني، حيث عزل قطاع غزة تماماً عن العالم، وفرض عليه حصاراً هو الأطول.

فالانقسام والحصار زادا الطين بلة، وأرهقا كل أهالي القطاع ضحية الحدث الدامي ونتيجته، إذ تعد غزة الشطر الثاني من الوطن المنقسم الأكثر تضرراً من خلافات الساسة، وممارسات عدوهم، فمازال سكانها يرزحون تحت حصار أفرز العديد من الأزمات المركبة والمتفاقمة يومياً.

مشاهد الحصار اقتحمت كل مجالات الحياة اليومية للغزيين، ولم تقتصر على النواحي السياسية والاقتصادية والإنسانية، بل طالت كل شريحة تتنفس الهواء المحاصر، فشؤون حياتهم كافة متوقفة في انتظار فتح المعابر المغلقة، وإدخال المواد الضرورية، وكذلك تصالح الأشقاء المتناحرين، وتحقيق الوحدة الوطنية، لتعود الحياة تدريجياً لهم من جديد.

مجالات الفن كافة في قطاع غزة سواء كان أدباً أو فناً تشكيلياً أو مسرحاً، وقعت تحت تأثير الانقسام والحصار، ولكن فناني غزة لم يفسحوا المجال أمام الأزمات المتعددة لتنل منهم، فكانوا أداة تواجهها بقوة وحزم، بل عدلوا من مسارات الحياة التي شوهت تلك الأزمات ملامحها.

فمنهم من نظم أشعاراً وقصصاً قصيرة، وأصدر كتباً صفحاتها طويلة تتحدث عن تأثير الحصار، وبسالة الشعب، وهناك من رسم عيون الأطفال الباكية، فيما أخرج العديد من هواة العمل المسرحي مسرحيات وطنية جسدت معاناة الفلسطينيين، ولامست جراحهم.

الكاتب والأديب الفلسطيني يسري الغول من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، أصدر العديد من مؤلفات الكتب ومجموعة قصص قصيرة جميعها حمل عناوين أزمات الحصار والانقسام، وتناولت مضامينها معاناة الغزيين وتأثير تلك الأزمات فيهم.

وكان آخر إصدار نشره الأديب الغول كتاباً بعنوان "الموتى يبعثون في غزة"، وهو عبارة عن مجموعة قصصية تتناول واقع الحياة المعاش في غزة، بأسلوب سينمائي يستخدم لغة تقص حكايات المعذبين والمقهورين حول العالم.

وعن ذلك يقول الكاتب الغول إن: "عناوين مجموعتي القصصية كانت مفعمة بالتنوع والتعدد، ومنها، ترنيم الوجع، والهاوية، ونافذة قلعة، ولكنها كانت مجتمعة حول قضية واحدة، حيث تروي حكايات الفلسطيني الموجوع الذي ينبعث من الرماد كطائر الفينيق".

ويؤكد الغول وجود حالة نهوض ثقافي فردي في غزة، على الرغم من حالة الضعف والهزال التي تسبب فيها كل من الانقسام الفلسطيني والحصار الإسرائيلي.

ويضيف الأديب الغزي "إن الإبداعات الشابة والأصوات الجديدة في فلسطين تؤسس لمرحلة نضوج في الفكر والثقافة، فمن خلال متابعتي لعدد من الأعمال الإبداعية، سواء في القصة أم في غيرها، أجد بأن هناك أنفاساً متلاحقة، قوية تضج بالحياة، ومفعمة بالقوة".

وإيماناً منه بدور الفنان تجاه فئات المجتمع كافة وقضاياهم العادلة، أسس الأديب الغول تجمع قرطبة الثقافة، وهو عبارة عن حاضنة ثقافية لكل الفنانيين الفلسطينيين في شتى المجالات، فمنهم موسيقي شاب، وشاعر صاحب بيان، وكاتب ساخر وآخر روائي، إلى جانب عدد من الفنانين الحاصلين على جوائز في المسرح، وشعراء.

ويجتمع فنانو "قرطبة الغزي" بشكل دوري ومنتظم، لتبادل الآراء المختلفة في سبيل إخراج أعمال فنية تحاكي واقع المجتمع الفلسطيني في غزة، ويساندون بواسطتها المضطهدين والمسلوبة حقوقهم، حتى ينهضوا من جديد، لممارسة حياتهم اليومية متحدين كل الظروف المفروضة عليهم.

ويقول مؤسس تجمع قرطبة إن "حالة التشرذم التي يعيشها أطياف الشعب اجتماعياً وسياسياً، إضافة إلى انحراف بوصلة قادة الفصائل السياسية عن العمل الوطني الموحد، دفعنا للأخذ بأيدي المواطنين إلى المسار الصحيح، فنوضح لهم أهداف الحياة الحقيقية، ونتلمس آلامهم، ونعرضها من خلال كتاباتنا وأعمالنا الفنية، لنخلق حالة وعي متكاملة تكون نقطة انطلاقها الحاضنة الثقافية المتكاملة التي نسعى إلى توسيعها لتشمل الكل الفلسطيني".

الفنان التشكيلي الفلسطيني بلال خالد من سكان مدينة خان يونس جنوب القطاع، يعد صاحب المبادرة الأولى في انتشار الفن "الغرافيتي" في مناطق غزة كافة، فقد خط على جدران المدينة المحاصر أهلها لوحات غرافيتية، التي تروي حكايات الناس اليومية، وتخط صورة مقربة عن أدق التفاصيل لمعاناتهم المتعددة.

ومن أضخم الأعمال التي رسمها الفنان خالد، جدارية "لما الحيطان تحكي"، التي تعد أكبر لوحة فن "غرافيتي" في فلسطين كافة، حيث جسدت ملامح طفلة متشحة بالكوفية الفلسطينية، وتقبع خلف قضبان حديدية، فيما تروي عيناها حكايات الحزن والحرمان الذي يسيطر على حياة أطفال فلسطين، خصوصاً سكان قطاع غزة.

ويقول الفنان الغرافيتي خالد أن: "الفنانين في غزة حملوا على عاتقهم مسؤولية كبيرة، فهم يمثلون صوت المجتمع وأمله المنتظر، فيما تعلق عليهم آمال كبيرة في تعميق حالة الحداثة والتجديد المفقودة في غزة منذ 10 أعوام بفعل أزمات الحصار والانقسام".

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن في قطاع غزة خيط يلوّن حياة المقهورين الفن في قطاع غزة خيط يلوّن حياة المقهورين



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates