القدس – صوت الإمارات
أطلق غاليري "بيت مريم" الفلسطيني في مدينة رام الله، في الذكرى الـ68 للنكبة، بالتعاون مع مجلة "فُسْحَة" الثقافية الفلسطينية، حملة استمرت أربعة أيام، داعيًا من خلالها الفنانين الفلسطينيين في الوطن والشتات إلى نشر صور أعمال فنية لهم، تتناول الوطن والقضية الفلسطينية، وذلك عبر موقع التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك"، موسومة بوسم "#الذاكرة_البصرية_الفلسطينية".
وشهدت الحملة مشاركة واسعة وفعالة من الفنانين من مختلف الأجيال، ومن مختلف مناطق الوطن والشتات، وقد جاءت لتحقق أهدافًا عدة، أهمها ضرورة البحث والتأمل في الذاكرة البصرية للفنان الفلسطيني، التي اختزلت العديد من الصور والتصورات حول مأساة لا يمكن القول إنها تاريخ مضى فحسب، بل هي مستمرة باستمرار مظاهرها من تهجير واستلاب الأرض وحصار الإنسان والمكان، والاعتداء على الوجود الفلسطيني، الجسدي والهوياتي.
وقدم 78 فنانًا وفنّانة عبر وسم "#الذاكرة_البصرية_الفلسطينية" صورًا لمئات الأعمال الفنية، وقد اختير من بين هذه الأعمال 134 عملًا فنيًا، لتُعرض تحت عنوان "رمّان"، في مجلة "فسحة" الثقافية الفلسطينية، ضمن أربعة فضاءات بصرية إلكترونية، ابتداءً من الأول من يونيو الجاري، وبواقع فضاء واحد أسبوعيًا حتى نهاية الشهر.
وذكرت مديرة "بيت مريم"، الباحثة في الفن التشكيلي، الدكتورة مليحة مسلماني، إن "عنوان المعرض الافتراضي (رمان)، جاء لما يحيل إليه هذا اللفظ من طبيعة فلسطينية، ولما يتضمنه من دلالات تتمثل في اختزال هذه الفاكهة لحلاوة المذاق المغطاة بالقشر الصلب والمر، في ترادف مع الهوية الفلسطينية الحديثة التي تقوم على التضاد بين قسوة واقعها وجماليات عناصرها التي تشكل فسيفساءها. كما أن اصطفاف حبات الرمان يرادف التفاف الذاكرة البصريّة الفلسطينية حول المأساة والحق الفلسطيني".
ويذكر أن رمان عنوان لوحة للفنان رائد عيسى أيضًا، وتشارك اللوحة في المعرض؛ ويحمل الفتى في اللوحة فاكهة الرمان الحمراء التي تبدو كأنها جمر أو قنابل، وقودها الحب والغضب والألم والدّم.
أعمال "رُمّان"، وإن تنوعت في مضامينها البصرية وأساليبها التقنية، إلا أنها تلتف حول المأساة الفلسطينية، وتشرّح بصريًا وفلسفيًا مسائل وعناصر مثل التهجير، والمنفى، والبيت، والوطن، والخيمة، والمخيم، والقرية، والمرأة التي مازالت تُصوَّر في أعمال الفنانين الفلسطينيين وطنًا مسلوبًا وثورة محتملة وحتمية.
أرسل تعليقك