تعدّ سالفاتور موندي، لوحة ليوناردو دا فنشي المفقودة منذ فترة طويلة، وهي لوحة زيتية تبلغ من العمر 500 عام، وتجسّد المسيح وهو يرتدي ملابس عصر النهضة، ويرفع يده اليمنى حاملا كرة زجاجية يعلوها صليب، وهي من بين 20 لوحة معروفة لدا فنشي.
وأعلنت دار "كريستي الأميركية" للمزادات بيع لوحة دافنشي، في مزاد بنيويورك مقابل أكثر من 450 مليون دولار، لتصبح بذلك العمل الفني الأغلى في العالم على الإطلاق.
وبهذا الثمن تكون اللوحة المسماة "سالفاتور موندي" بيعت بأكثر من أربعة أضعاف السعر المتوقع الذي قدر بـ100 مليون دولار، وبدأ المزاد على تلك اللوحة، وهي آخر لوحة معروفة للفنان الإيطالي الذي يعود إلى عصر النهضة بمبلغ 75 مليون دولار واستمر لـ19 دقيقة، وبعدها قفز السعر إلى 300 مليون دولار دفعة واحدة ليقفل المزاد على 450 مليون دولار باتصال هاتفي من شخص لم تذكر هويته.
يذكر أن أغلى لوحة بيعت في مزاد في العالم مؤخرا للفنان بابلو بيكاسو، واسمها "نساء الجزائر" بمبلغ 179 مليون دولار في مايو/أيار 2015، من خلال دار كرستي نفسها.
وتعد لوحة "المسيح سالفاتور موندي"، من بين 15 لوحة معروفة عن دافنشي، وظلت مفقودة لقرون، قبل إعادة اكتشافها وتأكيد أصالتها عام 2011.
وحسب خبراء، فقد تم رسم هذه اللوحة بين عامي 1506 و1516 لأجل الملك لويس الثاني عشر ملك فرنسا.
كانت اللوحة ضمن المجموعة الفنية المملوكة لتشارلز الأول ملك إنجلترا في العام 1763.
وفي هذا السياق، قال جوسي بيلكانن، الرئيس الدولي لدار كريستيز: "شكرا لكم جميعا على عطاءاتكم، فقد بيعت اللوحة في كريستيز هنا بأربعمئة مليون".
وبعدها اندلعت سلسلة من الهتافات والتصفيق الحار، ولكن الدار لم تكشف عن هوية المشتري أو حتى البلد التي جاء منها.
وقال الرئيس التنفيذي لكرستي، غيوم سيروتي، إنه لا يعرف ما إذا كان المشتري سوف يكشف عن هويته.
وفي ذروة المزاد، ومع وجود ستة أشخاص يتنافسون على اللوحة، أكد سيروتي أن القفزة المفاجئة بنحو 20 و30 مليون دولار، كان أمرا غير عاديا، موضحا "يعكس هذا أهمية اللوحة، كما أن المنافسين أدركوا أن الأسعار ربما ترتفع لأعلى من عروضهم، وهم يريدون أن ينجزوا هذه المهمة سريعا، ولكن الأمر استغرق وقتا طويلا".
وباع المزاد لوحات أخرى مثل، "Reclining Nude" لأميديو موديلياني، 1917-1918، بقيمة 170.4 ملايين دولار، ويعتقد بأن هناك مبيعات خاصة مسجلة تشمل 250 مليون دولار للفنان بول سيزان، و300 مليون دولار للفنان لبول غوغان.
وأكدت كريستي أن لوحة المسيح تعد أكبر اكتشاف في القرن الحادي والعشرين.
وهذ اللوحة التي طالما كانت محط نزاع بين الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف وتاجر الأعمال الفنية السويسري إيف بوفييه الذي كان يساعده في الاستثمار في القطع الفنية، أصبحت اليوم في عهدة مشتر لم تكشف هويته بعد.
ونقل الفنان الروسي ديمري ريبولوفليف، اللوحة إلى كريستي، وكان متورطا في فضيحة في عالم الفن تنطوي على ادعاءات بأن تاجر في باريس، خدع البعض ببيع 3 لوحة فنية بمبلغ مليون دولار، بما في ذلك لوحات لليوناردو.
وقبل ريبولوفليف، كانت سالفاتور موندي مملوكة من قبل مجموعة من التجار بما في ذلك ألكسندر باريش، الذي كان اشتراها مقابل 10 الآف دولار، في بيع العقارات في الولايات المتحدة في عام 2005، وتم الكشف عنها لأول مرة للجمهور في المعرض الوطني في لندن في عام 2011.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت مشاركة سالفاتور موندي في قضية ريبولوفليف، قد تطغى على بيعها، قال لويك غوزر، رئيس كريستي في فترة ما بعد الحرب والرئيس المعاصر، الذي حصل على ضمان بقيمة 100 مليون دولار "لا يمكننا التعليق على البائعين، فكل شخص لديه جواز سفر، وتأشيرة".
وقدرت دار المزادات قيمة هذه اللوحة البالغ طولها 65 سنتيمترا وعرضها 45 بمئة مليون دولار، علما بأنها بيعت بمبلغ زهيد جدا قدره 45 جنيها إسترلينيا في العام 1958، وذلك قبل أن تثبت نسبتها إلى صاحبها في عام 2005.
أرسل تعليقك