أكد الفنان المرحي أنور الشعافي، أن المسرح هو موقف سياسي من العالم والانتخابات جعلت الجميع يهتم بها، فالمناظرات بين المرشحين جعلت الشباب يتابعونها بكثافة، كما كانواي تابعون مباريات كرة القدم، موضحًا أنه كرجل مسرح كان يتابع المضمون ويركز على الشكل، وهما مسألتان يتّسم فيهما أغلب السياسيين بعدم الوعي تواضع المعرفة.
وتحدث "الشعافي" عن مرحلة الطفولة والتي كان لها دورًا حاسمًا في تحديد ملامح شخصيته، قائلًا: "هذه المرحلة من العمر هي بداية تشكّل الشخصية والملامح الأولى لمساراتها وما تستعيد الذاكرة هو الكتب والمجلات التي كان يأتي بها والدي رحمه الله وكنت قد تعلمت القراءة والكتابة قبل دخولي للمدرسة وكذلك اكتشاف المسرح وممارسته في عمر ثماني سنوات بنادي الأطفال بمدينتي البعيدة"، وتابع: التأثير بدأ مع آنستي خيرية في نادي الأطفال في بداية السبعينات ثم معلمي في السنة السادسة ابتدائي الذي كان يمنحني أفضل الأعداد في التعبير الكتابي.
وعن اختياره للمسرح قال "الشعافي": "نعم وكما أسلفت القول فقد اكتشفت المسرح مبكرا وتحديدا عروس القفاز حيث كنت صحبة صديقي رشيد ناجي الذي أصبح أستاذ موسيقى فيما بعد نكتب حوارات مسرحية انطلاقا من كتاب كليلة ودمنة ونعرضها لجمهور الأطفال أيام الآحاد وقد لقينا وقتها نجاحا كبيرا فأدمت على هذا الفن في عمر مبكّر".
وتحدث "الشعافي" عن إنجازاته وأعماله عما حققه حتى الآن في المسرح، قائلًا: "أن ما حققه حتى الإن ليس في مستوى تطلعاته، نظرًا لأن الظروف الإنتاجية غبر مناسبة والوسط المسرحي مليء بالأدعياء والمتطفلين ومسرحيي الفايسبوك وقد ندمت على عدم البقاء في الخارج وقد توفرت لي فرص وظروف البقاء".
وعن مكان الفنان من السلطة قال "الشعافي": "مكان الفنان البديهي أن يكون على يسار السلطة وأنا لم أنتم إلى أي حزب أو فئة طيلة حياتي فالفنان هو حر أو لا يكون ومن المستحيل أن أصطف خلف سياسيين أفضلهم أغباهم وأصدقهم أكذبهم بينما الفن يقوم على الصدق والتضحية".
وأوضح قائلًا: "النتائج فاجأت الجميع بمن فيهم من نجح أو فشل من المترشحين ويبدو أن الناخبين قد عاقبوا المشغلين بالسياسة موالاة ومعارضة وهذا يؤكد غباء السياسيين فكيف يريدون حكم شعب لا يعرفونه فكانت النتائج موقفا صريحا من الطبقة الحاكمة وانتصار الناخبين لوجوه غير تقليدية وفي هذا الإطار علقت صحيفة Die zrit الألمانية بأن النتائج كانت ثورة داخل الثورة".
وأجاب "الشعافي" عن سؤال حول الدوافع التي جعلته يتجه إلى تحليل رجال السياسية بعين رجل المسرح، قائلًا: "أنا لست محللا سياسيا ولا أسعى لذلك وقد تناولت المسألة بالأدوات المسرحية باعتماد الحركة والإيماءة والتلفظ والشكل والمظهر وهي مسائل تكشف طبائع يسعى السياسيون إلى إخفائها وقد فوجئت بالتقبل الإيجابي لبعضهم وهناك من اتصل بصديق محتجا على عدم تناول شخصيته بالتحليل وأعتبر هذا مؤشرا على بداية وعى السياسيين بالنقد وتقبل الاختلاف".
وعن أهل الثقة داخل البرلمان قال "الشعافي": "يوجد بالبرلمان القديم والجديد أستاذا مسرح وهما نعمان العش عن التيار الديموقراطي وعماد أولاد جبريل الذي انتقل أخيرا إلى قلب تونس كما وجد في البرلمان السابق الممثل على بنور عن آفاق تونس، أما بالنسبة للرئاسة فمازلنا بعيدين عن أوكرانيا وكولومبيا وتشيكيا وهي دول ترأسها مسرحيون".
كما أجاب "الشعافي" على تساؤل يتردد على لسان الجمعية هو "أين نسير اليوم؟، قائلًا: "إلى المجهول طبعا فنتائج الانتخابات الرئاسية عوض أن توحد التونسيين قسمتهم إلى فئتين: واحدة تستهزئ بقرابة ثلاثة ملايين ناخب اختاروا أحد المترشحين وفئة تحرّض ضد المستهزئين"، مشرًا إلى وجود انطباع عام لدى التونسيين بأن السياسيين اليوم كلما توجهوا بكلمة إلى الشعب إلا وكانت الفوضى والتشنج والتكذيب، قائلًا: "لأن أغلبهم تحركهم انتماءاتهم الحزبية والجغرافية وأغلب أغلبهم لا يتوفر لديهم المشروع والثقافة وكل همهم المناصب والامتيازات".
وعن رؤيته للمسرح التونسي قال "الشعافي": "مليء بالأدعياء وأشباه المسرحيين أغلبهم لا يقرؤون وإن قرؤوا فبلغة واحدة، مشهد لا يوجد فيه نقد مسرحي وهو بوصلة المبدعين، مشهد يغلب فيه الكم على الكيف مشهد بائس يفتقر لميثاق شرف مما ترك المجال الصراعات والتموقعات، مشهد نرى فيه نفس الوجوه من كل الأجيال وأغلبها إما لم يقدم الإضافة أو هو محتكر للإبداع فهل يجب أن ننتظر تسونامي مسرحي مثلما حدث مع السياسيين"
قد يهمك ايضاً :
كتّاب مصر يؤكدون أن القراءة لا يجب أن ترتبط بموسم معين سواء أكان حارًا أم باردًا
أرسل تعليقك