شهر رمضان عبادة وتـراحم وتكافل بين الناس
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مدفع الإفطار و"أبوطبيلة" أبرز مظاهره زمان

شهر "رمضان" عبادة وتـراحم وتكافل بين الناس

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - شهر "رمضان" عبادة وتـراحم وتكافل بين الناس

شهر "رمضان" عبادة وتـراحم وتكافل بين الناس
أبوظبي – صوت الإمارات

ارتبط شهر رمضان منذ سنوات بعيدة بعادات وتقاليد وطقوس خاصة، لا تحدث في سواه من شهور السنة، وفي الإمارات كانت الأجواء الروحانية والإقبال على العبادة والتقرب إلى الله، بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي والتكافل بين السكان، سمات طالما صاحبت الشهر الكريم وارتبطت به في ذاكرة الكثيرين. بشكل عام كانت مظاهر شهر رمضان تتسم بالبساطة، مثل طبيعة الحياة في ذلك الوقت،

ورغم بساطتها؛ كانت قادرة على إدخال السرور في نفوس الكبار والصغار على السواء. فكان التقارب بين سكان الفريج والأسر المقيمة فيه من أبرز مظاهر شهر رمضان في الإمارات قديمً، وهو ما يظهر بوضوح عند اقتراب موعد أذان المغرب، حيث كانت توضع الموائد ويجتمع الجيران في بيت أحدهم، ويأتي كل منهم بإفطاره. في حين كان الموسرون يقيمون الموائد، ويدعون إليها الآخرين، ويكثرون من دعوة الصائمين للإفطار لديهم، ويرحبون بهم سعيً لكسب الثواب.


على خلاف ما يحدث في الوقت الحالي من إسراف وتبذير في استهلاك الطعام، وقيام أغلب الأسر بإعداد أصناف وأشكال من الأطعمة والحلويات تفوق حاجتها، وفي نهاية اليوم يتم التخلص منها لإعداد غيرها في اليوم التالي؛ كانت مائدة الإفطار في رمضان قديمً تعكس بساطة الحياة في ذلك الوقت، فلم يكن هناك تبذير أو إسراف، بل اعتماد كبير على البيئة وما يتوافر فيها من أطعمة، لذلك كان إفطار وسحور رمضان لدى أغلب الناس بسيطين، وكان التمر واللبن أو الحليب والماء عناصر رئيسة في طعام رمضان، وكثيرً ما كان الرجال يذهبون إلى المساجد للصلاة وكل منهم يحمل طبقً من الطعام الذي لديه في المنزل، وعقب الصلاة يتجمعون لتناول الطعام معً. وإلى جانب الأطعمة الرئيسة؛ كانت الأسر تعد أنواعً من الحلويات مثل الساقو والخبيص والعصيد واللقيمات، أما القهوة فكانت لها مكانتها الخاصة في المنازل والمجالس.

إلى جانب المائدة الرمضانية والتقارب بين أفراد المجتمع، ارتبط رمضان بطقوس بداية من استطلاع رؤية الهلال في ليلة الرؤية، أو "التحري"، حيث يجري فيها تحري رؤية الهلال، الذي كان يتم بالنظر إلى السماء عبر منظار غالبً، ويقوم بذلك أشخاص محل ثقة في المجتمع، وبمجرد ثبوت رؤية هلال رمضان؛ ينطلق مدفع رمضان، وبعض الأعيرة النارية، ليخرج الناس إلى الشوارع لتهنئة بعضهم بعضً، ويتوجه الرجال إلى المساجد لتأدية صلاة التراويح. ويعد مدفع الإفطار من العلامات المميزة لشهر رمضان، فعلى صوته كان يفطر السكان في السابق، خصوصً أن المناطق السكنية كانت محدودة ومتقاربة، فكان صوت المدفع يصل إلى جميع السكان معلنً موعد الإفطار، وكان مدفع الإفطار في أبوظبي يقف في ساحة قصر الحصن.

ويمثل "أبوطبيلة"، الذي يعرف في بعض الدول العربية باسم المسحراتي، أحد المشاهد المهمة التي ترسم ملامح أجواء رمضان قديمً، وهو مشهد اندثر في الوقت الحالي ولم يعد أحد يراه، و"أبوطبيلة" هو رجل يقوم بتنبيه الناس إلى موعد السحور، فكان يدور في الطرقات على قدميه، أو راكبً حماره، وفي يده طبلة صغيرة يدق عليها مرددً عبارة "يا نايم قم اتسحر" بوقع خاص، وبصوت مرتفع حتى يصل إلى أكبر عدد من الناس. ولم يكن "أبوطبيلة" يحصل على أجر نظير هذا العمل، لكن مع انتهاء شهر رمضان وقدوم عيد الفطر كان يدور على بيوت الفريج فيقوم سكانها بتقديم نقود أو هدايا أو أطعمة له.

أيضً يحتل شهر رمضان مكانة خاصة لدى الأطفال الصغار، فكان يمثل بالنسبة لهم مناسبة للاحتفال والخروج إلى طرقات الفريج، والبقاء فيها إلى ما بعد المغرب، وهو أمر لا يحدث في بقية شهور السنة، حيث يجتمعون للعب ويمارسون الألعاب الشعبية المختلفة، وكانوا يصرون على الصيام مثل الكبار، فكان الجميع يصوم في نهار رمضان، وقد يتمكن بعض الأطفال من إكمال صيام اليوم، والبعض الآخر لا يستطيع خصوصً في ظل حرارة الجو وصعوبة الطقس، فيختلس شربة ماء أو بعض الطعام.

وربما كان الاختلاف الجوهري الذي يميز شهر رمضان قديمً عنه حاليً، هو الأجواء الروحانية والدينية التي كانت تفرض نفسها على الحياة خلال الشهر، على عكس الوقت الحالي الذي تتوزع فيه اهتمامات الناس في نهار رمضان على إعداد وتجهيز موائد الإفطار العامرة، وبعد الإفطار على ما تعرضه القنوات التلفزيونية من مسلسلات وبرامج تبتلع الفترة الممتدة من الإفطار وحتى بدء صيام اليوم التالي، في حين يفضل البعض الخروج إلى المراكز التجارية والخيم الرمضانية المزودة بكل وسائل التسلية وألذ الأطعمة والحلويات. أما قديما؛ فلم تكن هذه المغريات موجودة، وكان اهتمام الناس ينصب، بعد تأدية أعمالهم اليومية، على الإكثار من العبادات وعلى قراءة القرآن الكريم، وختم المصحف مرة أو أكثر، وحضور الدروس والحلقات الدينية في المساجد. ولم يكن هذا الأمر يقتصر على الرجال فقط، فكانت النساء كذلك يحرصن على الذهاب إلى المسجد وتأدية صلاة التراويح وحضور بعض الحلقات الدينية. أما في الصباح؛ وقبل أن تنشغل النساء في أعمال المنزل وإعداد الطعام، فكن يجتمعن عند المطوعة لتلقي الدروس الدينية، بعد ذلك ينصرفن إلى إعداد الإفطار، الذي غالبً ما كان يتنوع بين وجبات معروفة، مثل الهريس والعيش، إلى جانب حلويات، مثل الخبز المحلي واللقيمات، وعند الإفطار وبينما يجتمع الرجال في المسجد أو في أحد البيوت لتناول الطعام، كانت النساء أيضً يجتمعن كل يوم في منزل واحدة من سكان الفريج للإفطار، وقد أحضرت كل واحدة منهن من الأصناف التي أعدتها في منزلها، وهو ما يعكس أجواء من المودة والتواصل والتراحم بين الجيران لم تعد موجودة في الوقت الحالي، في ظل الحياة العصرية التي ينكفئ فيها كل شخص على ذاته، وتعيش الأسر في المبنى نفسه من دون أن تكون بينها معرفة أو علاقات اجتماعية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهر رمضان عبادة وتـراحم وتكافل بين الناس شهر رمضان عبادة وتـراحم وتكافل بين الناس



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 11:36 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

فندق النحل في لندن أغرب مناطق العالم وأكثرها لمعانًا

GMT 05:26 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

عالم بريطاني يكشف أنّ "الوقواق" طائر مخادع وذكيّ

GMT 08:32 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

بلوزة الغرب الأميركي تعود بقوة

GMT 23:56 2016 السبت ,25 حزيران / يونيو

الكنافة "حلويات شامية"

GMT 05:26 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفيتش خارج قائمة ريال مدريد لمواجهة إيبار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates