المنامة _ صوت الإمارات
وصف الفنان البحريني الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة دبي بالمدينة العالمية، التي تزدهر فيها الحركة الثقافية والفنية، مشيراً إلى أنه لذلك السبب وقع الاختيار عليها لتحتضن معرض "جسور ملكية".
ويهدف المعرض إلى إثراء الفنون، وتقديم أعمال مبدعين من العائلات الملكية والأسر الحاكمة من حول العالم، إذ ستباع الأعمال في مزاد خيري، بالتعاون مع دار كريستيز للمزادات، في 30 نوفمبر المقبل بدبي.
وتنظم "جسور ملكية" معرضها متعدد الأبعاد "تقارب"، والذي يتضمن حكايات فردية متنوعة ومتناغمة للفنانين.
وتبلورت فكرة "جسور ملكية" وتأسست مع الشيخ راشد بن خليفة، الذي أوضح في حواره مع "الإمارات اليوم"، أن "الفكرة بدأت من نقاش مع الفنان العراقي المقيم في السويد الدكتور مظهر أحمد، حول العائلة المالكة والورش الفنية بالسويد، إذ تأخذ الفنون حيزاً مهنياً وثقافياً، وناقشنا فكرة إقامة ورش عمل شبيهة، ثم بعد ذلك فكرنا في دور العائلات المالكة في الفن". وأضاف "بعد ذلك التقيت أحد معارفي، وهو على صلة بالعائلات الملكية في عديد من الدول، وفوجئت بالعدد الكبير منهم، ممن هم موجودون على الساحة الفنية، وهكذا تبلورت الفكرة، وأحببت أن يكون هناك تجمع لهم تحت سقف واحد، ويكون الهدف خيرياً، وأن يرتبط بالمجتمع".
ولفت آل خليفة إلى "دور العائلات الملكية منذ مئات السنين، في تسجيل مواقع ومعارك وصور شخصية أو مشاهير في حقب زمنية قديمة، وهذا يحمل فائدة توثيقية في عصرنا الحالي".
وأشار إلى أن الفكرة خرجت بشكلها النهائي، من خلال التعاون مع دار كريستيز التي ستشرف على المزاد، إذ وصل عدد الأعمال إلى 15 عملاً، إذ حددت مشاركة كل فنان بعمل واحد، لسهولة القيام بالإجراءات اللوجستية لنقل الأعمال، وكذلك المدة وإقامة المعرض والحفل الخيري الذي يعود ريعه للبرنامج العالمي للأغذية. وذكر أن اختيار المشاركين أتى بتعددية تسمح بوجود فنانين من مختلف المناطق والجنسيات.
وحول اختيار دبي مقراً لهذا المعرض والمزاد، أشار آل خليفة إلى أن ذلك يعود إلى أسباب عدة "لأن دبي مدينة عالمية، وكان هدفنا إقامة الفعالية في مدينة عالمية وليست إقليمية، إلى جانب الحركة الثقافية والفنية الكبيرة في دبي"، مشيراً إلى أن لندن كانت خياراً مطروحاً، ولكن بُعد المسافة كان من العوامل غير المساعدة، "وتم اختيار دبي كونها بلدنا أيضاً".
وبخصوص أسعار بعض الأعمال، أوضح أنه لم تحدد الأسعار التي تبدأ منها المزايدة إلى الآن، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الفنانين أو من خلال المختصين في المزاد، لافتاً إلى أن ثقافة الاقتناء اليوم باتت مميزة في العالم العربي، وهناك أكثر من سبب جاذب للاقتناء، فمنهم من يبحث عن الاستثمار، أو محاولة إكمال مجموعة معينة، ومنهم من يقتني العمل محبة فيه.
وعن الحركة الفنية في المنامة، أشار آل خليفة إلى أن البحرين جزء من المنطقة، والخليج جزء من المنظومة العربية والشرق الأوسط، معبراً عن سعادته بما يحدث في الساحة، والفنانين الذين يبرزون، إذ رأى ان هذه الانطلاقة حديثة نسبياً، لكن المستوى الذي تتميز به عالياً.
وأوضح أن "التصوير على سبيل المثال يلقى الكثير من الاهتمام، وبات الجميع يلتقط صوراً من خلال الهواتف، وهناك معارض تقام لصور الهواتف، وهذا يبرز المواهب الكثيرة التي انطلقت في عالمنا، ويأخذنا لمراحل وتطور آخر".
وذكر آل خليفة أن ما ينقص البحرين هو صالات العرض، معتبراً أن أسباب نقصها ترتبط بالهم التجاري، وكذلك النقص في المعارض الكبيرة، معرباً عن إعجابه بالثقافة البصرية الجيدة عند الجمهور، رغم كل النواقص في المجال الفني. وأشاد بالاهتمام الحكومي بالثقافة، سواء في البحرين أو المنطقة بسبب الوعي بأنها الأساس لبناء المجتمعات.
وحول الحركة الفنية النسائية في البحرين، قال آل خليفة: "إنها كانت خجولة ومتوارية عن الأنظار، لكن اليوم عدد النساء العاملات في الفن في تزايد مستمر، لكن دور المرأة في مجال الفنون يجب أن يأخذ حيزاً كبيراً، لأنها نصف المجتمع، ودخولها يعطي زخماً للثقافة، فهي الأم التي تعد أجيالاً تقدر الفن؛ إن كانت هي تقدر العمل الفني".
أرسل تعليقك