أسرار نادرة عن حياة الراحل نجيب محفوظ وحقيقة تهديده بالقتل تكشفها ابنته
آخر تحديث 22:45:33 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أبرز طقوسه الخاصة وأقرب أصدقائه وسبب فقدانه لبصره وسمعه

أسرار نادرة عن حياة الراحل نجيب محفوظ وحقيقة تهديده بالقتل تكشفها ابنته

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أسرار نادرة عن حياة الراحل نجيب محفوظ وحقيقة تهديده بالقتل تكشفها ابنته

الراحل نجيب محفوظ
القاهرة - صوت الامارات

تكشف أم كلثوم نجيب محفوظ، ابنة الأديب الراحل نجيب محفوظ، للمرة الأولى تفاصيل جديدة عن حياته وطقوسه الخاصة وأقرب أصدقائه وسبب فقدانه لبصره وسمعه في آخر سنوات عمره، ولماذا كان مهددًا دائمًا بالقتل.

أسباب فقد بصره
وقالت أم كلثوم في مقابلة مع موقع "العربية.نت"، "إن أديب نوبل عاش آخر سنوات عمره فاقدا للبصر بسبب مرض السكر الذي أصيب به، وتوقف عن القراءة بسبب ذلك، واضطر بعدها للاستعانة بسكرتير صديقه المقرب الأديب الراحل ثروت أباظة ليتولى مهمة القراءة له، وبعد ذلك الكتابة.

وأكدت أم كلثوم أن والدها لم يكن مقربا من السلطة، وكان يتحاشى الاقتراب منها حتى لا يؤثر ذلك على كتاباته، مضيفة أن فوزه بجائزة نوبل عام 1988، لم يكن بسبب رواية "أولاد حارتنا" التي أدت لإصدار فتوى بقتله وإهدار دمه، بل كان بسبب 5 روايات أخرى منها الثلاثية.

جائزة نوبل وحراسة شخصية
وقالت ابنة نجيب محفوظ "إن السلطات المصرية قررت تعيين حراسة شخصية على والدها عقب فوزه مباشرة بجائزة نوبل، رغم أنه لم يكن يحب ذلك أو يرغب فيه، فقد كان يراه تقييدا لحريته، وكان سبب تخصيص تلك الحراسة هو أن الجماعات المتطرفة اعتقدت أن الأديب الراحل فاز بجائزة نوبل عن رواية" أولاد حارتنا" التي قالت قيادات هؤلاء المتطرفين إنها تعيب في الذات الإلهية، وهو ما لم يكن صحيحا، مضيفة أن لتلك الرواية دلالات أخرى ومغزى آخر عن ذلك الذي فهمته قيادات المتشددين.

بداية القصَّة
وذكرت أن بداية القصة كانت في نهاية الخمسينيات عندما نجح الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل في ضم أغلب أدباء ومفكري مصر في ذلك الوقت لصحيفة "الأهرام"، وقرر هيكل نشر رواية "أولاد حارتنا"، وفهم السياسيون أنها ترمز لشخص الحاكم، وانتشرت الرواية وحققت نجاحا كبيرا، ولكن بعد تزايد المد المتطرف، اعتقد المتشددون أن الرواية ترمز إلى الله عز وجل، وعقب فوز محفوظ بجائزة نوبل للأدب عام 1988، تصور هؤلاء أن فوزه بالجائزة كان بسبب هذه الرواية، لذا أصدر الشيخ عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية فتوى بقتل محفوظ وإهدار دمه، وظل الأديب الراحل مهددا بالقتل طيلة ما تبقى من عمره بسبب هذه الفتوى.

فتوى قتل محفوظ
وأوضحت أن السلطات المصرية وعقب صدور فتوى قتل محفوظ، قررت تخصيص حراسة أمنية له، وعلى الرغم من رفضه في بادئ الأمر، إلا أنه رضخ في النهاية، ووافق تحت إلحاح المسؤولين الأمنيين حرصا على حياته.
وتؤكد ابنة نجيب محفوظ أن والدها لم يكن له علاقات مع السلطة، ولم يكن هناك اتصال مباشر بينه وبين أي مسؤول حكومي، أو علاقة بالأحزاب، كما لم يكن له انتماء سياسي سوى الولاء للوطن، وكان يرفض كل أفكار التيارات المتشددة والمتطرفة ويراها بعيدة عن الدين الصحيح وتعاليمه الحنيفة.

وكان محفوظ كما تقول أم كلثوم ينتمي للطبقة المتوسطة، ويكتب عن أفرادها، وعن همومهم وحياتهم، فقد قضى فترة كبيرة في الجمالية، قبل أن ينتقل لمنطقة العباسية بعد أن اكتظ الحي الشعبي الكبير بساكنيه، وكانت أغلب رواياته عن الجمالية وسكانها مثل الثلاثية والحرافيش، ورغم أن أغلب رواياته تم تصويرها سينمائيا وتحويلها لأعمال فنية، فقد غضب كثيرا من بعضها لكونها ضعيفة فنيا، ولا تتناسب مع الرواية وحبكتها الدرامية مثل فيلم "الحرافيش"، حيث حصل المخرج يوسف شاهين على الرواية واتفق مع محفوظ على تحويلها لمسلسل، لكنه قدمها كفيلم ولم يكن محفوظ راضيا عن مستواه، لكنه قال حاسبوني على روايتي ولا تحاسبوني على ما قدم من أفلام عنها.

طقوس خاصة
وكان للأديب الراحل طقوس خاصة يمارسها في حياته وخلال الكتابة التي كان يعتبرها حياته الخاصة، ومكتبه محراب خاص به يصعب على أحد اقتحامه أو دخوله عدا زوجته وابنتيه أم كلثوم وفاطمة، وتقول أم كلثوم إن والدها كان يستيقظ مبكرا ثم يمارس رياضة المشي، ويعود بعدها ليقرأ الصحف، ثم يتناول إفطاره، وبعدها يذهب لمكتبه في الأهرام، ويعود الثانية ظهرا ويخلد للنوم قليلا، ليستيقظ على اتصال هاتفي معتاد يوميا من صديقه الأديب الراحل ثروت أباظة في تمام الساعة الرابعة عصرا، وبعد ذلك يقرأ كتابين ويكتب ما يريد، وفي المساء يتفرغ لمشاهدة التلفاز حتى يأتي موعد نومه.

وكانت أم كلثوم وشقيقتها فاطمة تستذكران دروسهما في مكتب والدهما وتجلسان بجواره خلال تفرغه للقراءة والكتابة، وكان يتمنى أن تصبحا أديبتين مثله.

وتذكر أم كلثوم أن والدها ظل على هذا المنوال حتى أصيب بالسكر، وضعف بصره، وعقب فوزه بجائزة نوبل بدأ بصره يضعف تدريجيا حتى أصبح غير قادر على القراءة وفقد البصر بالفعل.

وكان أحد أصدقائه في آخر سنوات حياته، يأتي لمرافقته إلى الندوات التي يقيمها، وعرض عليه ثروت أباظة أن يقوم السكرتير الشخصي له وهو الحاج صبري بزيارة أديب نوبل يوميا في المنزل، لمساعدته في قراءة الصحف اليومية و المجلات، مؤكدة أنه رغم ذلك لم يتوقف محفوظ عن الكتابة واستمر في ممارسة التدريبات التي تقوي عضلات وأعصاب يديه لكي يواظب على الكتابة، حتى توقف تماما بسبب أمراض الشيخوخة، وأصبح يستعين بسكرتير ثروت أباظة ليساعده في القراءة والكتابة معا.

محاولة اغتيال وقدراته الصحية
وأثَّرت حادثة محاولة اغتيال محفوظ على قدراته الصحية وعضلات يديه وأعصابه، فقد قام الجاني بطعنه بسكين في رقبته وغرسها في أعصابه وتمكن من قطعها، وأثر ذلك على أعصاب أطراف نجيب محفوظ، ولولا براعة طبيب أوعية دموية لكان الوضع مختلفا، وتمكن الطبيب من إنقاذه بعناية إلهية.

وتقول الابنة "إن الحادث وقع أمام منزلهم حيث انتظر الجاني والدها في موعد نزوله للذهاب لندوته الأسبوعية، وطلب الحديث معه فور دخوله للسيارة، وفوجئ بعدها أديب نوبل بالمتهم وهو أحد أعضاء الجماعات المتطرفة يطعنه بالسكين وبعنف في رقبته".

وتوضح أن صديق والدها سارع بنقله للمستشفى، وتم إنقاذه بأعجوبة، مؤكدة أن القدر كتب له عمرا جديدا.

تفاصيل الحصول على جائزة نوبل
وقالت أم كلثوم بشأن تفاصيل حصول والدها على نوبل "إن روايات "السكرية "و"قصر الشوق" و"بين القصرين" تمت ترجمتها للفرنسية، وحظيت بانتشار كبير وردود أفعال واسعة النطاق، وبدأ اسم محفوظ يتردد في الآفاق، وانتبهت له لجنة نوبل، وتصادف أنه كان هناك مواطن مصري يقيم في السويد ويحمل الجنسية السويدية وتقدم للجنة، وكشف لها عن وجود أديب مصري له روايات عظمى، لاقت إعجابا كبيرا في فرنسا وبعض دول أوروبا، وبدأت اللجنة في متابعة محفوظ على مدار سنوات، وراجعت أعماله ومؤلفاته، واختارت 6 روايات له لمراجعتها، منها " أولاد حارتنا و"ثرثرة فوق النيل و"الثلاثية" وبعدها قرروا منحه الجائزة".

وتضيف أنه عندما جاء سكرتير لجنة نوبل إلى احتفالية تكريم محفوظ في القاهرة أعلن أنهم قرأوا روايات محفوظ بخمس لغات، وأنه حصل على الجائزة بالإجماع وليس بسبب رواية "أولاد حارتنا" فقط.

روايات لم تُنشر
قصص وروايات أخرى لنجيب محفوظ لم تنشر بعد، هكذا تقول ابنته، وتضيف أن هناك ما لا يقل عن 40 قصة لوالدها لم تظهر بعد للنور، ولا تعرف عنها شيئا، فقد حصل عليها أحد الأشخاص من نجل شقيقة أديب نوبل، ولا تعلم كيف تصرف فيها؟ وأين هي الآن؟ وما مصيرها؟

وأفادت أن هذه القصص كتبها نجيب محفوظ في بدايات حياته عندما كان يقيم في الجمالية، وكتب بعضها عقب عام 1993 وحتى عام 1994، مشيرة إلى أنه كان هناك نحو 18 قصة قصيرة أخرى كتبها محفوظ ونشرت في حياته، ولم تكن معروفة من قبل، فيما نشرت بوابة الأهرام قصتين قصيرتين مؤخرا لأول مرة.

قصص تحوَّلت لأعمال فنية
وتقول ابنة أديب نوبل بشأن مؤلفات محفوظ التي تحولت لأعمال فنية وحظيت بإعجابها "إن من هذه الأعمال "أفراح القبة" و"بين السماء والأرض" و"بداية و نهاية" و"أهل القمة" و"ميرامار" و"ثرثرة فوق النيل" و"حديث الصباح والمساء"".

وقالت أم كلثوم بشأن الأدباء الذين كانوا على تواصل دائم به "إن توفيق الحكيم وثروت أباظة والفنان أحمد مظهر كانوا من أقرب أصدقائه، وكان مسموحا فقط لثروت أباظة أن يزور محفوظ في منزله في أي وقت ودون استئذان أو موعد سابق، موضحة أن والدها كان يتبنى المواهب الشابة، وكان من بينهم الأديب الراحل جمال الغيطاني".
وتحلم أم كلثوم بسرعة إنشاء متحف يحمل اسم والدها ويجمع كافة مقتنياته وقصصه ورواياته ومخطوطاته التي كتبها بخط يده، مضيفة أن والدها عاش ومات محبا وعاشقا لوطنه وعروبته ودينه

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار نادرة عن حياة الراحل نجيب محفوظ وحقيقة تهديده بالقتل تكشفها ابنته أسرار نادرة عن حياة الراحل نجيب محفوظ وحقيقة تهديده بالقتل تكشفها ابنته



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 06:14 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كوثر نجدي تطرح مجموعة جذّابة من فساتين السهرة

GMT 05:31 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

نادي الفروسية في الرياض ينظم حفل سباقه الـ"52"

GMT 11:23 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

جمعية "أم القيوين" الخيرية تتفاعل مع المسنين في عام زايد

GMT 14:49 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

المخ يدخل في صمت عندما نتحدث بصوت عال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates