حرب الشيطان احتفال كبير لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أشبه بـ "رمي الجمرات" في الحج وتصاحبه موسيقي "الوازا" و"الدلوكة"

"حرب الشيطان" احتفال كبير لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "حرب الشيطان" احتفال كبير لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق

احتفالات "أعياد الحصاد" في السودان
الخرطوم – محمد إبراهيم

تدشّن بعض القبائل المحلّية في السودان، احتفالًا سنويًا، قبيل الشروع في حصاد المحاصيل الزراعية في ولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد، يعرف باسم "جدع النار لمحاربة الشيطان وحرقه بالنار"، ويستمر العيد 3 أيام تجتمع فيها كل قبائل "الإنقسنا" والقبائل الأخرى في المنطقة كل بموروثاته وعاداته وتقاليده وموسيقاه المحلية التي تعبر عنه في الحفل الذي يشبه تمامًا رمي الجمرات في موسم الحج في بعض تفاصيله ولكن المفارقة أن العيد يبدأ بموسيقى محلية بحته بأنغام "الوازا" و"الدلوكة" إيذاناً ببداية الموسم و"رجم شيطان الجوع".

وتتوافد القبائل في اليوم الأول إلى الساحة العريضة التي تعرف بـ "الدارة" ومن ثم تتقاطر الحشود العفوية إلى ساحة "أعياد الحصاد" في الخرطوم، ورغم شمس نوفمبر/تشرين الثاني الحارقة، إلا أن المحتفلين اختاروا وقت الظهيرة لبداية مهرجان الحصاد باعتباره تمرين مناسب جداً فالاحتفال يعني ضربة البداية للموسم وهي الفترة التي يتعرضون فيها لأطول مده تحت الشمس.

وأوضح الباحث في تراث منطقة النيل الأزرق موسى نورين، أن "المغزى للاحتفال في شمس الظهيرة ليس احتفالا فقط وإنما استعدادًا إلى عمل مضني لحصاد وفير وسدل لستار الموسم بعد مجهود استمر لشهور ليست باليسيرة بدأت منذ تباشير الخريف "الرشاش" حيث ضربة البداية لتهيئة وفلاحة الأرض البكر لاستقبال رمي البذور ومن ثم مرحلة النظافة "الكديب" إلى أن تعانق سنابل الذرة والدخن والسمسم أيادي الزراع وقبل حصادها يحتفلون لثلاثة أيام بأعياد الحصاد المعروفة وسط القبائل المحلية بـ "جدع النار" ومن ثم يكتبون وثيقة توقع عليها كل القبائل بواسطة المشايخ والسلاطين والعمد ورجالات الإدارة الأهلية يتم تسليمها إلى حاكم الولاية في موروث قديم درج عليه أهل المنطقة منذ الأجداد".

ويبدأ الكرنفال بطابور عرض للفرق المشاركة والتي تمثل كل القبائل، فتتعالى أصوات موسيقي "الوازا" المحلية تتقدم الجموع في طواف يسود ساحة الاحتفال تصاحبه الأغاني باللهجات المحلية من الفرق الشعبية التي تقدم رقصات تراثية من المنطقة ومن ثم تسلم معاهدة القبائل إلى حاكم الولاية.

وأوضح نورين أن "عيد "جدع النار" يرجع إلى اعتقاد راسخ لأهل المنطقة من زمن بعيد  سبق دخول المسيحية والإسلام في السودان، يدل على تدين أهلنا بطريقتهم البسيطة لعبادة الله خالق الكون لأن في اعتقادهم أن الشيطان الملعون يجلب الشر ويرتبط بالأشياء السيئة والتي من ضمنها الفقر والجوع، وفي اعتقادهم أيضاً أن الشيطان يخاف من النار، فعاليات "رمي الجمرات" تتم في المساء  حيث يتم رسم دائرة كبيرة جداً على الأرض ومن ثم تٌشعل على مقربة منها نار ضخمة  تجمع حولها كمية كبيرة من الحطب فيأتي  الشخص المحتفل ليحمل أحد "الأعواد" ويشعله في النار ومن ثم يرميه وسط الدائرة الكبيرة التي رسمت على الأرض ومن ثم يتبارى الجميع في رمي الأعواد المُشتعلة حتى أخر الليل لحرق الشيطان حتى يهرب من المكان.

وكشف نورين أن احتفال "حرب الشياطين" خصص له أهالي المنطقة وقت معين وفي تصورهم ان الإنسان لا يقاتل وهو جائع ولذلك ينتظروا وقت الحصاد  ليحرقوا الشياطين بنيرانهم حتى يهرب من منطقتهم وتخلو من المشاكل التي يُسببها، مشيرًا إلى أن الحرب مع الشيطان تقليد درج أهل المنطقة في عيد "جدع النار" وأن البعض قد ينظر إلى أهل المنطقة في هذا التقليد بغرابه، وداعيًا الجميع إلى احترام ثقافات الغير واعتقاداتهم وتقاليدهم مادامت لا تضر بالآخرين.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الشيطان احتفال كبير لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق حرب الشيطان احتفال كبير لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates