نيويورك ـ مادلين سعاده
عرضت لوحة قديمة لإمرأة رومانية مفقودة ما بين الحمم المنصهرة، والرماد البركاني، والملح والرطوبة ، ولكن نوع جديد من تكنولوجيا الأشعة السينية عالية الدقة ساعد العلماء على اكتشاف مدى براعة الصور الأصلية ، بكل عنصر كيميائي من عناصرها ، ويمكن أن تساعد هذه التقنية المرممين على وجه التحديد في استعادة الصور، وغيرها من الأعمال الفنية القديمة، لمجدها السابق.
وفي إحدى الدراسات الميدانية الأولى من نوعها ، استخدم باحثون من معهد برات في نيويورك أداة فلورية للأشعة السينية المحمولة التي تم تطويرها مؤخرًا ، باستخدام تلك الآلة، قاموا بمسح وتحليل لوحة لإمرأة شابة وجدت في مدينة هيركولانيوم القديمة ، هذه الآلة الجديدة تسمح للعلماء بفحص اللوحة دون الحاجة إلى نقلها أو أن تكون الآلة متصلة بهذا العمل الفني ، ويمكن أن تنتج الآلة خرائط للعناصر الكيميائية ، مثل الحديد والرصاص والنحاس ، التي تحتوي عليها اللوحة.
وتعتقد الدكتورة إليونورا ديل فيديريكو، من كلية برات إنستيتيوت للفنون والعلوم الليبرالية، أنه عندما تم الكشف عن الصورة لأول مرة، ربما كان الأمر مذهلًا ، غير أن بضعة عقود من التعرض للعناصر الكيميائية قد تسببت في أضرار لا تحصى لها.
وقالت الدكتور ديل فيديريكو "ما هو أكثر من رائع من وجهة نظري هو أن الصورة تدهورت بحيث أصبحت غير مرئية ، في الواقع العديد من الكتب عن هيركولانيوم والتي تحدثت عن هذا البيت لا تذكر هذه اللوحة حتى ، ومع ذلك عندما ننظر إلى خريطة ذرات الحديد ، فإنها تكشف عن إمرأة شابة جميلة غارقة في لحظة من التفكير العميق".
وبعد أن استخدمت طريقة الأشعة السينية ، تقول الدكتور ديل فيديريكو إنها فوجئت بكم التفاصيل التي كشفتها ، وكشف التحليل أن الفنان رسم المرأة الشابة بصبغة حديدية ثم سلط الضوء على عينيها بصبغة الرصاص ، بينما المستويات العالية من البوتاسيوم في خديها تشير إلى أن الصبغة الخضراء الترابية كانت تستخدم كدعامة أو خلفية للمساعدة في خلق لون لحمي.
وتقول الدكتور ديل فيديريكو إن هذه الأفكار يمكن أن تساعد الذين يقومون على مهمة الترميم في اختيار مذيبات التنظيف التي تتوافق مع العناصر الكيميائية في اللوحة ، ويمكن أن تساعد في استعادة الكثير من روعة الصورة الأصلية ، مضيفة "يساعدنا العلم أن نقترب من الناس الذين يعيشون في هيركولانيوم ، من خلال الكشف عن تفاصيل لوحات الحائط التي لم تعد مرئية للعين المجردة ، ونحن في أمس الحاجة إلى استحضار هؤلاء الناس القدماء مرة أخرى إلى الحياة ، فهذا مهم جدًا من وجهة نظري لاستحضار اللوحات الجدارية إلى الحياة مرة أخرى ، والتي اعتبرت بالفعل مفقودة نظرًا لحالة التسوس المتسارعة التي تعاني منها هيركولانيوم وبومبي وغيرها من المواقع الأثرية ، وتعلمنا المزيد عن المواد والتقنيات التي استخدموها سوف تساعدنا على الحفاظ على هذه الفن بشكل أفضل للأجيال المقبلة" ، كما يقدم الباحثون أعمالهم في الاجتماع الوطني الـ254 ومعرض الجمعية الكيميائية الأميركية "ACS".
أرسل تعليقك