تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية
آخر تحديث 22:59:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يستخدم العلماء مواد النانو مع وسائل الترميم التقليدية

تقنية جديدة لصيانة "كارتوناج" المومياوات المصرية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تقنية جديدة لصيانة "كارتوناج" المومياوات المصرية

ترميم كارتوناج المومياوات المصرية
القاهرة - صوت الامارات

بعد التأكد من قصور بعض المواد التقليدية التي يستخدمها المرممون الأثريون في تقوية وترميم كارتوناج المومياوات المصرية، إذ أثرت على طبيعة الأثر ولم تحسن من الخواص الفيزيائية والميكانيكية للكارتوناج بالقدر المطلوب، حاولت دراسة جديدة حلها، عبر اللجوء إلى ما يعرف بـ«تكنولوجيا النانو»، وحصلت الباحثة المصرية أسماء مصطفى حسين، بهذا الحل الجديد، على درجة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا المصرية.

الكارتوناج هو نوع من أغلفة المومياء المصرية استخدمه القدماء المصريين للحفاظ على موتاهم لاعتقادهم بالبعث والخلود والحياة الأخرى بعد الموت، ونفذ الفنان المصري القديم الأغلفة بمثالية بالغة اختلفت من فترة زمنية لأخرى، والقاسم المشترك بين الفترات جميعها، هو أن الكارتوناج يتكون من مواد عضوية وغير عضوية، سواء عندما كان عبارة عن طبقات من الكتان أو البردي المغطى بطبقة من الجسو (مزيج من الطلاء الأبيض يتكون من مادة رابطة ممزوجة بالطباشير، أو الجبس، أو الأصباغ، أو أي خليط من هذه المواد)، وطبقة ألوان وأحياناً طبقة تذهيب حيث المناظر الدينية والنصوص الجنائزية.

ويظهر الكارتوناج في أحيان أخرى على هيئة قطعة واحدة تغطي المومياء بالكامل أو على هيئة قطع منفصلة (قناع يغطي الرأس والكتفين - صدرية توضع على الصدر - مئزر يوضع على الساقين - صندل وهو يلبس في القدم).
ولاحتوائه على مواد عضوية وغير عضوية، فهو يحتاج إلى عناية تامة عند الترميم، ومن أهم المشاكل التي تواجه المرممين في هذا الإطار هو ضعف الكارتوناج وتعرضه للتلف بسبب سمكه الضئيل مما يعرضه للكسر والتلف، لذلك تعتبر عملية التقوية خطوة مهمة من خطوات الصيانة العلاجية للكارتوناج، من خلال استخدام مواد التقوية المناسبة مثل «راتنجات الأكريليك» و«مشتقات السليلوز» التي تحسن من خواص المادة.

وخلال الدراسة ألقت الباحثة الضوء على إدخال التكنولوجيا الحديثة (تكنولوجيا النانو) في مجال علاج وصيانة الكارتوناج للعمل على تحسين خواصه، مع إجراء مقارنة بينها وبين مواد التقوية التقليدية للوقوف على مميزات وعيوب كل منهما.

وشملت الدراسة تجارب لاختيار أنسب مواد التقوية لكارتوناج غطاء قدم، وذلك من خلال إجراء مقارنة بين مواد التقوية التقليدية والنانوية على عينات مشابهة للكارتوناج موضوع الدراسة، حيث تم تنفيذ عينات تجريبية مشابهة لتركيب الكارتوناج الأثري ثم تم تعريض العينات للتقادم الصناعي المعجل (إخضاع العينة لحرارة ورطوبة بشكل مكثف لإحداث تأثير يحدث خلال آلاف السنين)، ثم تم تقويتها بعدد من مواد التقوية المختفة، ثم تم تعريضها مرة أخرى لعمليات التقادم الصناعي، وذلك لدراسة مدى مقاومة العينات للظروف الجوية، ثم تم تقييم النتائج من خلال ملاحظة تأثير هذه المواد على المظهر العام للعينات، كما تم إجراء تقييم مورفولوجي للعينات باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني الماسح، وفي النهاية تم تقييم تأثير مواد التقوية المختارة على تثبيط الفطريات المعزولة من كارتوناج غطاء القدم الأثري.

وتقول الباحثة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أظهرت نتائجنا أن استخدام مواد النانو منفردة (مثل جزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم) لتقوية الكارتوناج لم يعط النتائج المرضية والمرجوة، حيث تبين أن بعض المواد التقليدية قد تعطي نتائج أفضل عن استخدام مواد النانو منفردة، وهذا يؤكد أنه رغم التوافق الكيميائي لجزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم المنفردة مع مكونات الكارتوناج إلا أنها لم تحقق نتائج جيدة إلا عند استخدامها مع مواد التقوية التقليدية، وبذلك لا يمكن الاستغناء عن مواد التقوية التقليدية في مجال ترميم الآثار».

وتضيف: «يجب أن يكون هناك توافق بين مادة النانو ومادة التقوية التقليدية عند استخدامها كخليط، لكي يحدث تحسين لخواص المادة، وتبين أن أفضل مادة حسنت من خواص عينات الكارتوناج هي (البارالويد ب72) المدعم بجزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم».

وحول أسباب العمل على عينات تجريبية وليست حقيقية، تقول د.فاطمة مدكور المشرفة على الدراسة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن تعريض الآثار للتجارب، ولكن ما يحدث هو أنه لدى وزارة الآثار بعض القطع المتاحة للبحث العلمي، فأخذنا عينة من قطعة كارتوناج بمنطقة سقارة الأثرية، وقمنا بمحاكاة تلك القطعة، وأخضعنا القطعة الجديدة لعملية التقادم الصناعي لإحداث تأثير يمكن أن يحدث بالقطعة الأصلية بعد آلاف السنين، ثم بدأنا ننفذ تجاربنا على القطعة الجديدة، وعندما توصلنا لنتيجة موثقة قامت الباحثة باستخدام ما توصلت إليه في ترميم كارتوناج حقيقي، وتضمنت الرسالة صورا للكارتوناج الحقيقي وعملية الترميم التي قامت بها الباحثة».

قد يهمك ايضًا:

وزارة الآثار المصرية تطالب بإعادة قطع أثرية مهمة من إسكتلندا

وزارة الآثار المصرية تُعلن اكتشاف أختام لملوك الأسرة الخامسة في أسوان

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية



GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates