عمان - صوت الامارات
يجتمع عدد من المثقفين والسياسيين على مائدة الإفطار الشعبية، الساعة العاشرة من صباح كل يوم جمعة وتصدح صوت فيروز في شوارع اللويبدة في العاصمة عمان، يتبادلون الاحاديث ذات الشجون الجميلة يجسدون تلاحم المجتمع الأردني في مبادرة "قعدة رصيف"، وأكّد الفنان التشكيلي صاحب مبادرة قارئ اللون وعبق اللون الذي يسعى إلى تعليم المكفوفين الرسم سهيل بقاعين ، أنّه "أعشق جبل اللويبدة فهو ملتقى الفنانين والكتاب والشعراء والأدباء يتبادلون شجونهم المختلفة وهمومهم المشتركة".
وأضاف سهيل بقاعين، أنّ جبل اللويبدة يعطيه الكثير من الطاقة الإيجابية وخاصة يوم الجمعة، موضحًا أنه منذ سنوات كان يرتاد جبل الويبدة لوحده ويتمشى لإنعاش ذاكرته بطريقة إيجابية وبعد ذلك اصبح يلتقي ببعض الأصدقاء صدفة يتناولون الإفطار ويتجاذون الحديث وأصبح هذا التجمع أسبوعي بدون مواعيد ونظرا لانتشار مواقع التواصل الاجتماعي ومعرفة الجميع عن هذه المبادرة أصبح الأصدقاء يتوافدون بشكل جميل رغبة منهم في المشاركة، واعتبر اللقاء الصباحي الذي يتضمن الإفطار الشعبي من مناقيش الزعتر والكعك والفول والحمص "الأكلات الشعبية الأردنية" إضافة إلى الفواكه الموسمية التي تشتهر بها الأردن كالتين والحمضيات، بأنه يتميز ببساطته وهذا سر جماليته إضافة إلى أنه خروج عن نطاق العمل اليومي
ويرى المنسق الحكومي باسل الطراونة، أنّ مبادرة "قعدة رصيف" تجمع نحو 20 إلى 25 من الأصدقاء من الوزراء والمثقفين والعاملين في أجهزة الدولة والمجتمع المدني والإعلاميين والفنانين تجسد للمشهد الأردني القديم في التلاحم والمحبة، ويناقش المجتمعون قضايا مختلفة في الشؤون المختلفة ويتسامرون إلى موعد صلاة الظهر فيتجهون إلى صلاتهم وأعمالهم وأسرهم
وأكّد الطراونة أن جبل اللويبدة يرتاده عدد كبير من السياح الأجانب الذي يتناولون الإفطار مع المجموعة ويتحدثون معهم بإعجاب بالفكرة، مشيرًا إلى أن الفكرة بدأت منذ سنتين إلا أنها انتظمت قبل عدة أشهر، واعتبر الوزير الأسبق سميح المعايطة، أن الجلسات متميزة وفيها تنوع ثقافي تثري المشهد، وبيّن الصحافي رسمي الجراح أن هذه المبادرة تعزز التواصل الاكاديمي والثقافي والإنساني بين الناس
وأكد الصحفي أسعد العزوني أن "قعدة الرصيف" تعبر عن روح المجتمع الأردني والتنوع الاجتماعي الموجود فيه مؤكدا الحاجة إلى جلسة لمناقشة الأمور المجتمعية بشكل مختلف، ومن جماليات "قعدة الرصيف" التي لفتت نظر المجتمعون قصة أبو محمد المصري الجنسية والمتواجد في الأردن منذ 27 عاما والذي يعمل ببيع أوراق اليانصيب وعند مواعيد الصلاة يترك مكان البيع لصديقه المسيحي أبو راندي "أديب العكروش" لبيع اليانصيب إلى أن ينهي صلاته، وخلال "قعدة الرصيف " قام الفنان سهيل بقاعين بمساعدة الفنان رسمي الجراح برسم لوحة تشكيلية اطلق عليها اسم "قعدة رصيف" واستعمل اللون الذهبي الذي يدل على السمو واللون الأحمر لون الحرية .
أرسل تعليقك