مشهد من المنطقة ملامح المعاناة والأحلام
آخر تحديث 01:54:10 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

معرض لنحات ومصور ورسام في دبي

"مشهد من المنطقة" ملامح المعاناة والأحلام

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "مشهد من المنطقة" ملامح المعاناة والأحلام

جمال السويدي
دبي – صوت الإمارات

لا تتقاطع التجارب التي يقدمها معرض "مشهد من المنطقة"، الذي افتتح أخيرًا في "برو آرت" غاليري بدبي، مع بعضها بعضًا، لا من حيث الأسلوب ولا المنهج الفني، فلكل تجربة خصوصية في الوسائط الفنية والطرح. ينقلنا المعرض الذي يجمع جمال السويدي، وأنس الديب، وهاني ناجي، الى التصوير والنحت والتشكيل، حيث تقدم هذه الفنون في قالب يحمل تفاصيل حياتنا اليومية، وتفيض من الأعمال ملامح المعاناة بشكل واضح تارة، وبشكل رمزي في الطور الآخر، كما أنها ترصد الأحلام فتحرك في النفس الكثير من المشاعر التي تبدو في هذا الوقت كما لو أنها فائضة عن الحاجة.

تعتبر الثقافة المحلية والتراث الملهم الأوّل للفنان الإماراتي جمال السويدي، فهو يأخذ منهما موضوعاته وأعماله، سواء من جهة الشكل المباشر أو حتى العناصر. يعشق السويدي الحرف العربي، ويستخدمه في أعماله للتعبير عن مشكلات المجتمع، وكذلك في ايصال رسائل للعالم. وتفيض من أعماله النحتية ملامح الجمع بين الماضي والحاضر، فالفن بالنسبة إليه اللغة التي يمكن من خلالها الحديث الى ثقافات العالم، فهو الجسر الذي يربط في ما بينها. وقدم في المعرض مجموعة من المنحوتات المستمدة من التراث، كالصقر، والنفط، بينما خصص للشهيد منحوتة بعنوان "شهيد"، أما العائلة فكانت لها حصة من منحوتاته التي جسدت الأم والأب. وقال عن أعماله: "يحمل المعرض عملًا جديدًا بعنوان (رسالة)، وكذلك منحوتات تحت اسم (العائلة)، وقدم العمل رسالة باعتباره رسالة سلام الى العالم، فهو عبارة عن مغلف تفيض من داخله كلمة سلام بثماني لغات". أما عمل "العائلة" فهو عبارة عن الأب والأم وكأنهما في قارب، واعتمد فيهما على الستانلس الستيل المطلي بالذهب الى جانب البرونز. ولفت الى ان علاقته بالحرف العربي وطيدة، وهذا ناتج عن جماليات الحرف، الذي من شأنه أن يقدم الهوية العربية، وربطها بالتراث الفني، والموضوعات التي تحكي عن الحياة والمجتمع. أما الملامح المحلية وسيطرتها على الأعمال، فأشار الى كونها تشكل المرحلة الكلاسيكية. ورأى ان تحديات النحت في الامارات كثيرة، ولكن تقديم الثقافة المحلية يجذب المقتنين من الاجانب قبل العرب، لأن الفكرة القوية للمنحوتة تجعلها جاذبة للمشاهد، بينما اعتبر مشاركته في المعرض فرصة كي يتشارك فنه مع الآخرين، ويستفيد من التجارب الأخرى.

بالأبيض والأسود اختار المصور العُماني، أنس الديب، تقديم معاناة الصيادين، فالتقطت عدسته تفاصيل حياتهم اليومية، ومشقات هذه المهنة وصعوباتها. ينقلنا المصور الشاب الى عالم البحر وغنائمه التي كانت ومازالت مصدر رزق لكثير من العائلات في عُمان، وكذلك في الخليج. ويحاول تسليط الضوء على المصاعب التي يواجهون، سواء في الصيد أو جمع السمك أو نقله، ولكن بأسلوب يحتفي بجمال المكان. وتتنوع العناصر التي تسيطر على مشاهده، وتتجزأ الصورة الواحدة الى أقسام عدة، بدءًا من السماء وتحليق الطيور، ثم حركة الموج والبحر، وبعدها حركة الصيادين. اجتماع هذه العناصر في الصورة يجعلها صورًا مفعمة بالحركة والحياة. وقال الفنان عن أعماله: "اخترت هذه الثيمة كونها ترتبط بتراثنا العماني والخليجي، وأردت أن أعكس التراث ومعاناة الصيادين، وقد عملت على هذا الموضوع مدة ثلاث سنوات". وأضاف، "تم تصوير الأعمال في صلالة، وقد واجهت صعوبات في التصوير بحكم الضوء، خصوصًا ان الصيادين يعملون في أوقات النهار، حين تكون أشعة الشمس عمودية، بالإضافة إلى أن التعاطي معهم ليس سهلًا، خصوصًا أنهم لا يتقبلون فكرة تصويرهم سريعًا". وأشار الى أنه جلس مع الصيادين لمدة تصل الى أسبوع قبل البدء بالتصوير، الأمر الذي مكّنه من المساهمة في نقل معاناتهم ومشكلاتهم الى الجهات المختصة، وساعدهم على حلها. وصنف الديب أعماله، بكونها تندرج ضمن الاعمال التي توثق التراث، وتنقله الى الخارج، مشيرًا الى أن حرصه على تقديمها بالأبيض والأسود، أتى نتيجة إرادته لنقل المعاناة، موضحًا أن الألوان في الصورة تمثل الفرح والحياة. أما موضوع الصورة فرأى انه أهم من المهارة، خصوصًا مع انتشار التصوير، فالمطلوب اليوم تقديم فكرة مميزة.

التكرار هو المنهج الذي يتبعه الفنان العراقي هاني ناجي في لوحاته، فيأخذ الشمعة لينير فيها الكانفاس، أو يجعلنا نسافر على متن طائرات ورقية كثيرة، في حين تبدو السلالم التي تنتشر على الكانفاس كما لو انها الفرصة للصعود والعلو. تلوج أعماله الخيال عند المتلقي، ولكنه يتمكن بصيغته الخاصة أن يجعل اللوحة مميزة بصريًا ومختلفة، ما يعني أنها تصيب وجدان من يشاهدها، خصوصًا لجهة الطرح الفكري، فهي تحمل قصصًا ترتبط بالرموز المهمة في حياتنا اليومية. وقال ناجي، عن أعماله، إن "الثيمة الخاصة بأعمالي تكمن في كوني أرسم الأغراض الموجودة في حياتنا، بشكل تكراري في اللوحة، ما يجعل اللوحة عصية على النسيان". وأضاف، "العمل الذي تتكدس وتتشابك فيه السلالم، يترسخ في الذهن، لأن المشهد غير مألوف ويثير فضول الجمهور حول سبب تكدسها هكذا". ورأى أن تقديم هذا العمل يؤدي الى ايجاد أفق في العمل، ومساحات كبيرة، معتبرًا ان هذا ينتج عن السكيتش الأولي، فهو ينفذ العمل مباشرة على اللوحة. أما منهج التكرار، فشدد على مرونة تطبيقه في أكثر من مكان، اذ يختار الرموز القابلة للتطبيق في هذه التقنية، كالساعة الرملية وطائرة الورق والشمعة، مشيرًا الى وجود معانٍ كثيرة تحملها الثيمات المطروحة، فالطائرات الورقية تعبر عن السفر بالأحلام، بينما المفاتيح رمز الاستقرار. وأشار الفنان العراقي الى انه عاش في مخيم للاجئين في فترة من حياته لمدة سنتين، وقد تأثر بهذه التجربة كثيرًا، ولكن بشكل ايجابي، مبينًا أنه كان يمضي 16 ساعة في الرسم كل يوم، وذلك لرفضه التعامل مع أي شيء آخر. وأكد أن هذه التجربة هي التي أدت الى احترافه في الرسم، وكذلك تحسين رؤيته للحياة، فتعلم الصبر أكثر، وكذلك النقل بشكل دقيق جدًا، بينما مثّل المعرض فرصة له للتواجد في الشرق الأوسط

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشهد من المنطقة ملامح المعاناة والأحلام مشهد من المنطقة ملامح المعاناة والأحلام



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 21:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 16:04 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Dontnod تعمل على لعبة جديدة لأجهزة الكونسل

GMT 14:12 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

منتجع ماغازان رحلة في أعماق التراث المغربي

GMT 14:05 2017 الأحد ,28 أيار / مايو

لاستوفو في شبه الجزيرة الضيقة "مُنعزلة"

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"جامعة أبوظبي" تطلق برنامج ماجستير في إدارة الأعمال

GMT 15:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد 8 أشخاص بينهم فتاة في قرية حران في السويداء

GMT 15:40 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"قصائد أولى" لأمل دنقل يجمعها شقيقه ليصدرها في كتاب

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:36 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأماكن السياحية في مالطا خلال 2020 تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates