مخاوف المثقف العربي بين انتكاسة الربيع وصعود التطرف
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أسئلة واقع ملتبس وشائك وسريع التحول

مخاوف المثقف العربي بين انتكاسة "الربيع" وصعود التطرف

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مخاوف المثقف العربي بين انتكاسة "الربيع" وصعود التطرف

"ثورات الربيع العربي"
أبو ظبي ـ سعيد المهيري

تنتاب المثقف العربي مخاوف عدة وتدور في هواجسه أسئلة كثيرة شائكة حول مآلات المشهد الثقافي وحتى السياسي والاجتماعي في خضم الصراعات الميدانية والفكرية القائمة لاسيما بعد فشل ما أُطلقَ عليها "ثورات الربيع" في حصد نجاحات التغيير البريئة،وارتداد ذلك سلبا في ظهور قوى متطرفة تحاول إحكام السيطرة وفق مفاهيم لا تلتقي مع الإبداع . ما مخاوف المثقف العربي؟ وما الأسئلة الأكثر قلقا التي تسيطر عليه؟ وكيف يرى انعكاس الأوضاع القائمة على الحالة الإبداعية عموماً؟ أسئلة طرحها "الخليج الثقافي" على عدد من المثقفين العرب في الاستطلاع التالي:

وأضاف الشاعر يوسف عبد العزيز هناك مخاوف كبيرة وكثيرة تسيطر على المثقف العربي في ظل تداعيات "ثورات الربيع العربي" والإخفاق في حصد ثمار إيجابية لافتة، ويتجلى أبرز أوجه تلك المخاوف في انحصار المآل بين أنظمة ديكتاتورية من جانب وقوى سلفية رجعية من جانب آخر، وفي الحالتين، فإن النتائج مريرة مع تفاوت درجات انعكاس ذلك على الحالة الإبداعية التي تتسق مع مقومات مغايرة تماماً تريد تحوّلاً حضارياً حقيقياً بعيداً عن تخلف الماضي وديكتاتورية الحاكم العربي .

إن العودة إلى التاريخ العربي المعاصر منذ البداية تشي بأن الأمور لا تبشّر بنتائج مهمة لأن هذه الثورات قادها أو سطا عليها من يحسِبون أنفسهم على الدين بصورة خاطئة، فضلا عن غياب شبه كامل للمثقف العربي وتأثيره الفاعل في المشهد لأن العديد من الدول رمت الثقافة الواعية والمنصفة في مجاهيل وزوايا النسيان وحاصرت هذه الثقافة وقمعتها واضطهدت المثقفين .

لقد تعاملت تلك الحكومات العربية المختلفة مع المثقفين بصورة غير منتجة للثقافة الحقيقية وصنعت ثقافات مُعوّقة ومُشوّهة غير قادرة على التغيير الحاسم، ولم تترك هامشا صغيرا للمثقف حتى يصل إلى جمهوره كما في الدول المتقدمة، ونتج عن ذلك ثقافة مهدّمة، وكان المثقفون العرب بين قسمين قلّة منهم "تُطبّل" وتُهادن للسلطة، وهناك مجموعات واسعة مُهمشة وما بينهما مجرد محاولات محدودة لا تصل غالبا كما يجب وفقاً لما تستحق .

القاص مفلح العدوان يؤكد أن هناك مخاوف كبيرة من التغوّل على الحريات وإغلاق منافذ العمل التنويري وقد أصبح المثقف اليوم بين سندان الأنظمة العسكرية ومطرقة التطرف الديني، لاسيما بعدما أدّى فشل "الربيع العربي" في السقوط فعليا بين حدّين حادين، خصوصا بعد ثبوت وجود مؤامرات كانت تُحاك جهة قيادة الأمور إلى غير مسربها الصحيح، وباتت الأسئلة "الملتبسة" تتعلق بعودة ذلك ضررا على الحريات والتسامح وثقافة الوعي والتطور والاندماج في الحياة العملية .

إن نبتة "الربيع العربي" منذ بدايتها كانت تحيطها علامات استفهام، بعدما ظهر الحراك فجأة من دون إرهاصات وبوادر منطقية تشي بدخول المنطقة في خضم "دوامة" جديدة، وللأسف ثبت حياكة سيناريوهات أرادت أن تزج العالم العربي في أعاصير خطرة، لذلك ظل حضور المثفف العربي غير مؤثر بصورة لافتة، وإن كان المُتضرر الأساس عند مصادرة الحقوق والمكتسبات التي كانت قائمة حتى في عهد الأنظمة الزائلة .

الروائي هزاع البراري يصف إن أكثر ما يثير القلق حاليا هو مآل التطرف الفكري والديني إلى الدخول في مأزق خطر، والعلّة المخيفة تكمن في إمكانية إنتاج جيل محسوب على الثقافة يقود زمام المستقبل إلى المجهول وفق نوازع غير معتدلة تهدم الحضارة، وتؤدي إلى فتح الباب على مصراعيه أمام قوى استعمارية .
ويضيف البراري إن المخاوف لا تنحصر في الحاضر فقط، بل تتعداه بصورة أكثر خطورة إلى المستقبل وانهيار جيل كامل ثقافيا وفكريا وإبداعيا في ظل تخبط المفاهيم، وهنا استحضر قولاً لأدونيس جاء فيه أن العرب ينقرضون من الناحية الفكرية والثقافية، ومازلت أعتقد أن ما حدث في الوطن العربي ليس "ربيعاً"، وإنما انقيادا صوب قوى دخيلة أخرجت الحراك من إطاره القومي .

الناقد زياد أبو لبن يقول: المثقف العربي يتابع جيداً ما يحدث حوله، وهناك سؤال يحمل قلقا متزايدا حول مصير الحريات، سواء في ظل ارتداد تداعيات "الربيع العربي"، أو ظهور التطرف، وقد أصبح الواقع "ملغّماً" في كل اتجاه بحيث يخشى المثقف قبل كل شيء من انكماش الديمقراطية المتواضعة أساسا إلى حد السقوط في متاهات لا خلاص منها .

الروائية بسمة النسور أكدت أن هناك من سعى إلى إفشال "الربيع العربي" داخل الوطن العربي وخارجه ولا أعتقد أن التأثير آني ومباشر وواضح في المثقف العربي حالياً، لكن أكثر الهواجس تتعلق بإشكالية "التباس" المشهد وغموض وضبابية الأمور، بحيث لا يمكن قراءة المآل بصورة قريبة المدى .

إن أخطر ما ظهر وسط الوضع الراهن اصطفاف بعض المثقفين إلى أجندات تخدم قوى حزبية ذات عباءات دينية وتسيّد حالة الارتباك مفاصل رئيسية في المشهد والفعل الثقافي بحيث تضخّمت الأيدلوجيات، وأصبحت المواقف الحرة نادرة وغير ظاهرة بصورة عامة، إلاّ أن الأمل موجود حتى وإن استغرق وقتاً طويلاً .

يضيف الإعلامي سماح إدريس كلّما تعرّضتْ بلادُنا لتهديد جديد تساءلنا عن "دور المثقّف" . الواضح، في رأيي، أنّ مجرّد تكرار السؤال سنةً بعد سنة، وتهديداً إثر تهديد، يعني واحداً من أمريْن: إمّا أنّ "المثقف" لا يعي "دورَه"؛ وإمّا أنّه لا وجود أصلًا لهذا "المثقف" كشخص مميّز مكلف بلعب "دور" معيّن .

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف المثقف العربي بين انتكاسة الربيع وصعود التطرف مخاوف المثقف العربي بين انتكاسة الربيع وصعود التطرف



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 08:03 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates