دبي - صوت الإمارات
أحيت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، مساء الأحد، في مقرها في دبي، ذكرى اليوم الوطني الـ43 لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر فعاليتين ثقافيتين، الأولى، معرض الفن التشكيلي الثاني عشر لجماعة "الجدار"، والذي حمل عنوان "الأصالة"، والثانية ندوة فكرية بعنوان "الطفولة في ظل دولة الاتحاد".
وافتتح المعرض التشكيلي الأمين العام للمؤسسة الدكتور محمد المطوع، بمشاركة 11 فنانًا هم إحسان الخطيب، وأحمد حيلوز، وعبدالكريم السيد، والدكتور محمد يوسف، ومحمود الرمحي، والدكتورة نجاة مكي، ومحمد فهمي، وعائشة جمعة، وعبدالكريم سكر، وخلود الجابري، وخليل عبدالواحد.
وحضر الافتتاح عدد من الفنانين والمثقفين، الذين تجولوا في المعرض، حيث تنوعت اللوحات، وتعددت المدارس بين نحت وتشكيل وكولاج وغيرها من مسارات التشكيل، التي اعتادت جماعة "الجدار" تقديمها عبر مجموعة كبيرة من المعارض احتضنتها مؤسسة "العويس" منذ البدايات .
وعرضت الدكتورة نجاة مكي 15 عملاً فنيًا، وهي مجموعة منتقاة من معارض مختلفة أبرزها تلك اللوحات المستوحاة من قصائد الشاعر سلطان العويس، حيث أناقة اللون بمساحة تشكيلية ركزت على النمط التعبيري الرمزي، والفنانة نجاة مكي معروفة بخبرتها الفنية وريادتها في التجربة التشكيلية الإماراتية، وهي واحدة من الأسماء المهمة في هذا المجال .
واختار محمد فهمي 6 لوحات بتقنية الأكريليك على كانفاس، تحت عناوين مختلفة "مرآة"، "خريف خلف البيت"، و"قطعة من ثوب عراقية من الجنوب"، وفي لوحاته بدا واضحًا اعتناؤه باللون عبر كثير من المفردات الفنية التي يستلهمها من تجربة تمزج بين التجريد والتعبير، عرضت اللوحات حيوية وحساسية اللون وانفتاحه على المشهد التشكيلي المعاصر .
وقدم عبدالكريم السيد 10 لوحات جسدت الفلكلور الفلسطيني، حيث نسج من وحدات التطريز الشهيرة في التراث المحلي الفلسطيني روحًا جديدة، وهو ما يؤكده الناقد والباحث في تاريخ الفن محمد مهدي حميدة، الذي يرى في أعماله تجسيدًا لإنسانية البشر.
وكان للدكتور محمد يوسف 7 أعمال منحوتة من جذوع وسيقان النباتات المتوفرة في البيئة الإماراتية، وتعبر عن رؤية وفلسفة نحتية يتبناها في مجمل أعماله، وقد أهديت هذه الأعمال للمصور الفوتوغرافي صالح الأستاذ.
ووقع اختيار أحمد حيلوز على 3 لوحات، الأولى باسم "شواهد إنسانية" وهو عمل تركيبي باستخدام أنابيب نحاسية وصفائح، و"تتويج" و"أصالة"، وهما منجزان باستخدام مادة الألمنيوم، وفي أعماله يحرص حيلوز على تجسيد المعنى الإنساني، ضمن فضاء تعبيري تجريدي يرسم المشهد الفلسطيني، عبر مواضيع ورموز كثيرة تعبر عن هذا التاريخ المديد.
وكان لإحسان الخطيب 14 عملاً، جزء منها رسم في زمن سابق وصفه بأيام القهر والموت في تسعينات القرن الماضي، غير أن العنوان الرئيسي لأعمال الخطيب جاء تحت "نهار بلا إرهاب . . ليل بلا أرق"، حيث جسدت أعماله المعروضة في معظمها مآلات وتحولات "آمرلي"، وهي قرية صغيرة في شمال العراق، جسدت كل معاني الفخر والعيش بكرامة وحرية.
وبدوره، عرض محمود الرمحي 5 أعمال نحتية من الفولاذ تجسد كائنًا أسطوريًا، تستند على حجر متين، وتوحي إحدى المنحوتات بـ"الفينيق"، ذلك الطائر الأسطوري الذي يرمز إلى التجدد الدائم والقوة والانطلاق .
وقدّمت خلود الجابري 6 أعمال تحت مسمى "وجوه"، وهي استمرار لمشروع مستقل يحمل سمات الاختلاف بحسب رأي الباحث والتشكيلي محمد يوسف ديوب .
واستوحى خليل عبدالواحد 8 لوحات، من فكرة "أشياء الفنان"، جسدت مقتنيات واستخدامات عدد من الفنانين التشكيليين المعروفين، عرض فيها أدوات الرسم وأشياء أخرى شخصية بوصفها ذات أثر بالغ في إنتاج العمل الفني.
وانتمت لوحات عبدالكريم سكر الأربع للتكعيبية، بأسلوب يمزج بين الحركة واللون، وعبدالكريم سكر سبق له أن أنجز مجموعة من الأعمال التي تنتسب للمدرسة الواقعية التعبيرية، وأعماله قادرة على إثارة دهشة وخيال المتلقي.
أما التشكيلية عائشة جمعة فقدمت 3 لوحات هي جزء من أعمال تركيب تترجم رؤيتها للعلاقة بين مفهومي الفوضى والنظام، تترجم عبرها رومانسية المشهد الطبيعي باستخدام ألوان الأكريليك والأحبار الملونة على قماش.
وشارك في الندوة الفكرية، التي حملت عنوان "الطفولة في ظل دولة الاتحاد"، كل من المستشار التربوي لحاكم الشارقة محمد دياب الموسى، ورئيس المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة صالحة غابش، والباحث طه حسين، وأدارها الدكتور محمد المطوع.
وقدم محمد دياب الموسى ورقة بعنوان "الطفل في الإمارات"، وقدمت صالحة غابش ورقة بعنوان "الطفل الإماراتي من مظلة الحقوق إلى الحضور المؤثر"، وقدم طه حسين حسن ورقته "الطفل في الإمارات . . حماية في التشريع وتميز في الخدمات".
وتطرقت ورقة محمد ذياب الموسى في الندوة لكثير من تفاصيل النهضة التربوية، والتثقيفية في الشارقة، عبر معايشته لكثير من ملامح تطور هذه الخدمات وقد اشتملت ورقته على كثير من العناوين، مثل "التربية والتعليم، والمدارس النموذجية في إمارة الشارقة"، و"مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية"، و"دائرة الخدمات الاجتماعية"، "متاحف الشارقة"، "مؤسسة الشارقة للإعلام"، وغيرها .
وقرأت نجلاء العبدولي ورقة الكاتبة صالحة غابش التي عرضت لمجمل التشريعات المتطورة التي تم إقرارها لحماية للطفل، وهي التشريعات التي تمثل خطوة متقدمة نحو رعاية الطفل وحمايته من الآثار النفسية التي قد يتعرض لها بفعل الإيذاء، مرورًا بقوانين الرعاية المبكرة ومراكز رعاية الأمومة والطفولة التي تسعى إلى توفير بيئة صحية وسوية للطفل والأم، حتى أصبح الطفل قادرًا على تمثيل بلده في الخارج والمحافل الدولية.
وأبرز طه حسين حسن في ورقته القوانين والتشريعات التي تخص الطفل وأصبحت تمثل نموذجًا عربيًا يحتذى في رعاية الطفولة وحمايتها، حيث كانت الإمارات بحسب ما أكّد الباحث من الدول السباقة في هذا المجال .
أرسل تعليقك