على الرغم من أنه لايزال في دورته الأولى، إلا أن إقامة مهرجان الفجيرة للفنون تمكن من إبراز إحدى أهم ثروات الإمارة، وهم شبابها الذين يتصدرون المشهد التنظيمي والإداري باقتدار، من خلال العديد من الأعمال التطوعية المتنوعة، التي يتم إسنادها لهم من قبل اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، الذي يرأسه رئيس هيئة الفجيرة للثقافة الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي،.
وإذا كان نجاح أي مهرجان يعتمد، في جانب منه، على قدرته على نسج علاقة خاصة بينه وبين جمهوره وضيوفه، فإن الأمر يكون منوطًا هنا بلجنة العلاقات العامة، وهي اللجنة التي يرأسها خالد راشد الظنحاني، وتضم عشرات من الشباب والفتيات الإماراتيين يقدمون جهودهم، متى وُجد الحدث، وفي التوقيت والموقع الذي يتطلبه الأمر.
وفي مدينة الفجيرة وحدها يوجد 45 متطوعًا ومتطوعة، في لجنة العلاقات العامة، وهي مجموعة يقيم تناغم العمل فيها المتطوع الإماراتي الشاب سعيد حبيب، الذي أصبح وجهًا مألوفًا لدى ضيوف المهرجان في الفجيرة، بسبب تنقله الدائم بين الفنادق الأربعة المستضيفة للوفود.
حبيب الذي يحافظ على دوامه رئيسًا لقسم الإعلام والعلاقات العامة ببلدية الفجيرة، صباحًا، يقضي ما تبقى من يومه بعد الدوام، متابعًا لشؤون تطوعه، وهو هنا في هذا الموقع جاهز دائمًا للتدخل إذا تطلب الأمر المساعدة في شؤون بعيدة عن نطاق تطوعه، فهو مترجم حاضر من الفرنسية إلى العربية، ومصور بارع برتبة فنان أيضًا.
طارق الهناني، ولقبه "الزميل الذي لا ينام" بين أقرانه، وأول سؤال يتبادر إلى أذهان الضيوف ليوجهوه له هو: "متى تنام؟"، فهو آخر المغادرين لموقعه في تنسيق شؤون الضيوف، بالمقر الرئيس لتجمع ضيوف المهرجان في فندق الملينيوم، وغالبًا يكون قرب الثالثة صباحًا، وأول القادمين إلى المكتب ذاته، في الصباح كذلك.
وعلى الرغم من دراسته الإعلام، وحصوله على تقدير امتياز في السنة النهائية، إلا أن الهنائي لجأ إلى عالم الأعمال الخاصة، من خلال شركة عقارات ونقليات، لكنه هنا في هذا الموقع، "لأن المكان المناسب لكل شاب من أبناء إمارة الفجيرة، يبقى في الموقع والتوقيت اللذين تحتاجهما فيه الإمارة".
ولا يمكن لضيوف المهرجان من نزلاء فندق الملينيوم إلا أن ترتبط ذكرياتهم في المكان، بأحد الوجوه الهادئة والمبتسمة دومًا، وهي الإماراتية الشابة أميرة المسماري، التي تحل العديد من المشكلات الطارئة، بعبارة استهلالية يأتي وراءها السعي إلى إذابة أي سوء تفاهم، وهي "فالك طيب".
المسماري، فتاة ناجحة في عملها في مؤسسة "مواصلات الإمارات"، ولديها الكثير من المبادرات المجتمعية والوطنية الناجحة، منها "#شكرا يا إمارات"، والمشاركة في حملة "ساند" التطوعية في الإسعافات الأولية، ومشاركات تطوعية في نادي العروبة الرياضي، وغيرها، لذلك هي تجيب من يسألونها، بقولها: "نعم.. أميرة في كل مكان، ما دام الأمر يتعلق بخدمة أبناء مجتمعي".
أما شيخة المسماري، فهي وجه يعرفه ضيوف مختلف فعاليات الفجيرة الثقافية والإعلامية خصوصًا، وهي إلى جانب عملها مذيعة في إذاعة الفجيرة، لا تتردد في أن تكون حاضرة لتقديم خدمات إعلامية في كل موقع، وحينما يصعب على زملائها من الصحافيين، خصوصًا ضيوف الإمارة، الحصول على صورة أو معلومة ما موثقة، فإنها تبادر دومًا لحل المشكلة، وتوفير ما هو مطلوب بسرعة وإتقان.
وفي مجال التواصل الإعلامي، تتصدر الإماراتية الشابة عواطف محمد المشهد فهي التي تلعب دورًا كبيرًا في تسهيل مهام الزملاء الإعلاميين، وإمدادهم بما يطلبونه من أجل تسهيل مهامهم، في ظل التعددية والثراء الكبيرين في المشهد اليومي للفعاليات، وهي تفعل ذلك بشكل تطوعي يوميًا، مثل رفيقاتها، مؤمنة بأهمية دورها في إظهار الصورة المشرفة للفجيرة في عيون ضيوف المهرجان.
أما مريم الأسمر، التي يلقبها زملاؤها بأصغر المتطوعات، فتشكك كثيرًا في هذه المعلومة، وتؤكد أنها ليست كذلك، وهناك من هن أصغر منها سنًا في مشهد "المتطوعات"، وهي تعتبر المهرجان فرصة لاكتساب خبرات عملية جديدة، ومحاولة لأن تعكس وعي الفتاة الإماراتية بأهمية الوجود في المحافل الدولية، التي تعكس وجه الفجيرة المشرق.
أرسل تعليقك