أبوظبي – صوت الإمارات
الجمع بين الماضي والحاضر والأصالة والحداثة؛ من أهم سمات الأنشطة والفعاليات التي يقدمها "مهرجان أم الإمارات"، المقام حاليًا على كورنيش أبوظبي بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويختتم فعالياته مساء السبت.
وتضم مناطق المهرجان الخمس العديد من الأنشطة التي ترتبط بتراث وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعرّف الجيل الجديد بجذورهم، وتربطهم بها، وكذلك تعرّف جمهور المهرجان من مختلف الجنسيات بتاريخ الإمارات، ومراحل تطورها في مختلف المجالات.
ومن الأنشطة التفاعلية التي تتبع مسيرة تطور الحياة في الدولة، ركن يقع في منطقة السوق في المهرجان، تم تخصيصه لتعريف الزوار بمراحل تطور بناء البيت الإماراتي، وتطوره مع الزمن ومع تطور أسلوب الحياة في المنطقة، كما يوضح اختلاف المواد المستخدمة في بناء البيت الإماراتي باختلاف موقعه والبيئة التي ينتمي إليها، وكذلك الفترة الزمنية، حيث يدعو هذا الركن زواره من الأطفال إلى بناء بيوت ترابية مصغرة، وخلال ذلك التعرف إلى طرق البناء في الماضي بتتبع مسيرة تطور المنازل في الإمارات، بترتيب زمني من المواد المستخدمة في العمارة قديمًا وحتى يومنا هذا، مع تقديم عرض لهذه المواد؛ مثل جص البحر، وهو مادة لاصقة طبيعية تصنع بحرق الأحجار المرجانية والأصداف التي تطحن بعدها للحصول على مسحوق يمزج مع الماء والرمل.
ويعرض العريش الذي كان يستخدم لبناء الجدران والأسقف، ويصنع من سعف النخيل الذي يتم نقعه في الماء، ومن ثم ربطه جنبًا إلى جنب باستخدام الحبال المصنوعة من ألياف النخل. ومن ضمن المواد التي كانت تستخدم في بناء البيوت أخشاب المانغروف التي جلبها البحارة من رحلاتهم إلى الساحل الشرقي لإفريقيا، وتم استخدامها كأعمدة لتثبيت السقف.
هناك أيضًا الطوب النيئ، والأحجار البحرية المرجانية التي استخدمت لبناء جدران المنازل في المناطق التي تجاور البحر، بعد جمعها من قاع البحر، وتتميز الأحجار المرجانية بانها توفر عازلًا حراريًا بسبب طبيعتها واحتوائها على الجيوب التي تمتص الحرارة لتحافظ على الجو الملائم في المنزل، فكان يتم تجزئة هذه الأحجار على شكل مكعبات وتترك لتجف على الشاطئ لأيام عدة لتجمع معًا بعدها باستخدام جص البحر.
أما الحصيرة فقد كانت تستخدم كسجاد أو لتغطية السقف، حيث توضع فوق العريش، وتصنع من سعف النخيل المنسوج بشكل متقاطع. وفي نهاية الرحلة بين مراحل تطور المنازل، يقوم الاطفال بصنع مجسمات رملية تتم اضافتها إلى مجسم كبير لقلعة كبيرة قامت بصنعها فنانة فرنسية.
وبشكل عام؛ تم تصميم منطقة السوق لتعكس التراث الإماراتي بمنظور عصري وحديث ممزوج بلمسة من الإبداع الذي يتماشى مع التاريخ، ويبرز في الوقت ذاته سمات من الحاضر والمستقبل، بحيث تأخذ منطقة السوق زوارها في جولة بين سبعة أركان يعرض كلٌ منها لجانب ذي علامة بارزة في التاريخ الإماراتي، لتحتفي بالتطور الثقافي والحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة على مدار العقود. فيسرد أحد الأركان صورًا لمشاهد من التاريخ الإماراتي مع عرض خاص لآلات تصوير فوتوغرافي قديمة، إلى جانب صور لأهم المعالم التي تميز الدولة الحديثة في مكان واحد.
ويأتي ركن آخر ليصور حجرة فصل دراسي بمدرسة قديمة بالإمارات، بكل تفاصيلها، بينما يعرض لوح تدريس حائطي مبتكر لأهم إنجازات طلاب الدولة في الوقت الحاضر بفضل المبادرات التعليمية التي تتبناها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. كما يوجد ركن تفاعلي يتيح للزوار فرصة تخيل تجربة الغوص بحثًا عن اللآلئ، والذي كان يعد أحد مجالات التجارة قديمًا، مع مشاهدة مجموعة من اللآلئ الأصلية المعروضة.
أرسل تعليقك