المدقة الخشبية رفيقة الأجداد تصارع البقاء
آخر تحديث 22:58:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أصبحت أدوات للزينة والديكور فقط

"المدقة الخشبية" رفيقة الأجداد تصارع البقاء

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "المدقة الخشبية" رفيقة الأجداد تصارع البقاء

"المدقة الخشبية"
بيروت - فادي سماحة

تلفظ صناعة "المدقات" الخشبية أنفاسها الأخيرة . حرفة يفوق عمرها 100 عام تحتضر كما الكثير من حرف غابت عن البال واندثرت، بعد أن كانت تتربع على عرش حياة الأجداد، فالمدقة الخشبية كانت رفيقة رب المنزل في "دق لحمة الكبة والزعتر والثوم والمتبلات وغيرها" .

لكن أحمد داوود فرحات يستمر مرتبطا بها و"يحرتق" عليها من وقت لآخر . ابن السبعين لم يمنعه تعب الدهر من مزاولة مهنة تعلمها في الصغر وباتت صديقته، كما يقول، وفي غرفة صغيرة خلف منزله العتيق يمضي ساعات ينحت مدقة بحب لتصير بعد خروجها من بين يديه تحفة منزلية .

مبرد، ومطرقة، ورق بردخ، وخشب سنديان هي عدة فرحات البسيطة التي رافقته عقودا من الزمن، يحول بها خشب إلى مدقات خشبية إلى سكك للحراثة اليدوية وفي أحيان إلى مناخل وكل عدة رافقت الفلاح القديم في حياته، إلا أنها تحولت مؤخراً إلى أدوات للزينة في المنازل . ويرى فرحات أن حرفته في الطريق إلى الزوال على الرغم من أن البعض يقتني هذه المعدات للزينة ليس أكثر .
ويوضح تكاد مدقات الكبة والثوم الخشبية أن تنقرض، فضلاً عن كونها لم تعد من متطلبات العصر، لم يعد أحد يعيرها أي اهتمام باستثناء بعض عجائز القرى والبلدات .
تعلم فرحات الحرفة في عمر الرابعة عشر وعمل بها مع والده وما زال "يحرتق" بها من وقت لآخر، فهي "أنيسته ورفيقة عمره" كما يقول . يستعيد ذكرياته العتيقة معها قائلاً: كانت حرفة الفلاح وربة المنزل، فالمدقة الخشبية أساسية لدق اللحم على البلاطة، وكل سيدة تحتاج إليها، إضافة إلى مدقة الثوم والجوز وكل أنواع المدقات التي كنت أتفنن بصناعتها .

حين يحصل فرحات على خشب السنديان العمود الفقري لحرفته، يأتي بالمنشار ويقطعه حسب حاجته والغاية منه . بعدها ينحت بالمبرد المدقة بالشكل الذي يريده لتنطلق بعدها رحلة التنعيم عبر ورقة البردخ والتي تتطلب عمل ساعتين أو أكثر لتخرج من بين يديه "كاملة الأوصاف" .

يؤكد أن نحت الخشب وصقله وتجميله هو فن فالحرف القديمة كان فيها نوع من الجدلية بين الحرفي وعدته، ولم تكن مجرد عمل مجبر عليه، يقول: "أمضي أحياناً ساعات وساعات وأنا أصنع مدقة، تحتاج إلى صبر وطولة البال وربما هذا سبب انحسارها وزوال معظمها" .
بين ذكريات العمل وحاضر الخمول تقف حرفة العم أحمد اليوم، يطرق بابها الاندثار في ظل تراجع الطلب على المدقات الخشبية وأخواتها، ومع ذلك يؤكد أنه "ماض في صناعتها طالما يملك رمقاً للحياة"، بين يديه مدقة ينعمها تحتاج إلى أكثر من ساعتي عمل لتنجز، يضيف: لم يتعلم أحد الحرفة لا يملك أحد طولة البال الآن، فجيل "الواتس آب" لا يملك الصبر والمهنة تحتاج صبراً وتركيزاً . اليوم تقبع مدقات الخشب في الزاوية تنتظر من يشتريها ليضعها تحفة في مكتبته التراثية كنوع من وجاهة العصر التي غلبت على حرف الوطن، يقول العم فرحات وقد أنهكه تعب الخمول وقلة العمل .

تدخل حرفة المدقات والمنجد والإسكافي والمبيض والفاخوري النفق النهائي في ظل غياب آلية وسياسة عامة تنتشل الحرف من الموت فبدلاً من أن يكون هناك سوق الحرفيين السياحي الذي يشجع الجيل الشاب على امتهانها كمصدر رزق، تضرب الدولة مدقتها على إرثها العتيق وتدفنه، على حسب ما يقول العم فرحات، إن برحيله ينقطع وجود الحرفة . يضيف: بعد أن أكلت الحداثة حرف لبنان، يحتاج البلد إلى "مدقة" ليستيقظ من غفوة أفول تاريخ الأجداد .

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدقة الخشبية رفيقة الأجداد تصارع البقاء المدقة الخشبية رفيقة الأجداد تصارع البقاء



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates