الذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

حارب عميد الأدب العربي الرتابة والتقليد وناضل من أجل مجانية التعليم

الذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية

عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين
القاهرة - أسامة الهواري

يصادف اليوم الأربعاء الموافق 28 تشرين الأول/ أكتوبر، ذكرى وفاة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي ولد في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 1889، وعاش في منطقة تسمى عزبة الكيلو تبعد 10 كيلو متر عن محافظة المينا في صعيد مصر.

الذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية

وفقد طه حسين بصره وعمره 3 أعوام بسبب "رمد" في عينه فعالجه حلاق الصحة بطريقة خاطئة أودت بعينيه، وفقد البصر بسبب الجهل والتخلف، وربما كانت تلك العاهة بمثابة ولادة لإنسان لم ينسه التاريخ العالمي.

الذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية

وكان والده موظفا في شركة السكر وأنجب 13 ولدًا، كان طه حسين السابع في الترتيب، وكان انطوائيًا يشعر أحيانا بالاكتئاب، ولكنه كان جادا في حياته، انصرف في طفولته إلى الاستماع إلى القصص والأحاديث، وإلى آيات القرآن وقصص الغزوات والفتوحات الإسلامية، ومن ثم أتقن التجويد وحفظ القرآن كاملًا قبل أن يكمل عامه العاشر.

وغادر بلدته إلى القاهرة طلبًا للعلم وهو في الرابعة عشر من عمره ، فالتحق بالأزهر الشريف، وفي عام 1908 ظهر تمرده على معظم شيوخ الأزهر واتهمهم بالجمود، وتتلمذ وقتها على يد الإمام محمد عبده الذي كان يراه الإمام العصري المجدد وصاحب النظرة العقلية والدعوة المستنيرة مما جعله معجبًا بآرائه وأطروحاته الفكرية العصرية.

وانتهى به الحال بطرده من الأزهر بسبب انتقاداته الشديدة لشيوخه مما اعتبر سلوكا غير قويم يتنافى مع عادات وتقاليد الأزهر الشريف من تبجيل الشيخ وتوقيره، ولم يعد إلى الأزهر إلا بواسطة من احدالذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية.

 

وفي عام 1908 ترك الأزهر والتحق بالجامعة المصرية، وسمع دروس أحمد زكي باشا، وأحمد كمال باشا، في الحضارات الإسلامية والمصرية، ودروسا في الجغرافية والتاريخ والفلك والأدب والفلسفة ، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في حياة طه حسين في تثقيف النفس وتحديد الهدف.

وأعد طه حسين رسالته للحصول على درجة الدكتوراة وكان موضوعها عن" أبي العلاء"، ونوقشت الرسالة في 15 أيار/ مايو 1914 ، ولقد أحدثت الرسالة ضجة هائلة ومواقف متضاربة، وصلت إلى مطالبة أحد النواب في البرلمان بحرمان طه حسين من درجته الجامعية لأنه ألف كتابا عن الإلحاد والكفر، وتدخل رئيس الجمعية التشريعية في البرلمان الزعيم سعد زغلول ، وساعد "حسين " في الحصول على بعثة دراسية إلى فرنسا .

والتحق طه حسين بجامعة مونبلييه، وكان العالم في تلك المرحلة يواجه ظرفًا حرجًا وهو الحرب العالمية الأولى ، بما صحبها من ثورة فكرية وصراعات أيدلوجية لا تقل في شدتها عن حرب السلاح والبارود، فدرس اللغة الفرنسية واطلع على الأدب الفرنسي وانفتح على الفكر الغربي المعاصر.

الذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية

وفي عام 1915 ألغت الجامعة المصرية مبعوثيها لأسباب مالية، ولكنه عاد إلى جامعة باريس في كلية الآداب وتلقى دروسه في التاريخ ، ثم في علم الاجتماع ، وأعد رسالة أخرى على يد عالم الاجتماع "اميل دوركايم" وكانت عن موضوع "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون" وحصل على الدكتوراة عام 1919، ثم على دبلوم الدراسات العليا.

وفي تلك الأثناء تعرف طه حسين على "سوزان" عندما كانت تقرأ مقطعًا من شعر "رايسين" فأحب نغمات صوتها وعشق طريقة إلقائها وتعلق قلبه بهذا الطائر الأجنبي المغرد، وذات يوم كان في مقعده في قاعة المحاضرات، وسمع صوت صبية تقول له: "إني أستطيع أن أساعدك في استذكار دروسك".

وما كانت تلك الصبية إلا "سوزان" تلك الطالبة الفرنسية من عائلة كاثوليكية، التي تزوجها في 9 آب/ أغسطس 1917 وعاشت أجمل أيامها مع إنسان أحبها بقلبه دون أن تراها عينه، وكان لها الأثر العظيم في حياته، فقال عنها يوما: "كأنها تلك الشمس التي أقبلت في ذلك اليوم من أيام الربيع".

وعاد "حسين " إلى مصر عام 1919 وعين أستاذا في التاريخ اليوناني والروماني حتى عام 1925، وتحولت الجامعة المصرية إلى جامعة حكومية وعين فيها أستاذ للتاريخ الأدب العربي، وفي عام  1926 اصدر كتابه في الشعر الجاهلي، الذي أحدث ضجة سياسية أخرى، ورفعت دعوى قضائية ضده ، فأمرت النيابة بسحب الكتاب وأوقفت توزيعه .

وفي عام 1928 تفجرت الضجة الثانية عند تعيينه عميدًا لكلية الآداب، فاستقال طه حسين ولكنه اشترط أن يداوم يوما واحدا أسبوعيا كأستاذ في الجامعة، وفي عام 1930 عاد عميدًا للكلية .

وفي عام 1932 كانت الأزمة الكبرى في حياة طه حسين، حيث كانت الحكومة ترغب في منح الدكتوراة الفخرية من كلية الآداب لبعض السياسيين فرفض "حسين" حفاظا على مكانة الدرجة العلمية، مما اضطر الحكومة إلى اللجوء إلى كلية الحقوق بدلا من الآداب، فتابع طه حسين العمل في الحملة ضدهم في الصحف، فصدر قرار بإحالته للتقاعد عام 1932 ، فلزم بيته ومارس الكتابة ثم عاد إلى الجامعة في نهاية 1934، وعين عميد لكلية الآداب في علم 1936 حتى 1939.

ثم عين مديرًا لجامعة الإسكندرية حتى عام 1950 ، ثم وزيرا للمعارف في الحكومة الوفدية حتى 1952 ، ثم انصرف طه حسين إلى الإنتاج الفكري وظل يكتب عن الثورة المصرية في عهد جمال عبد الناصر وشهد حرب أكتوبر، وتوفي طه حسين في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 وعمره 84 عامًا، بعد أن أثرى المكتبة العربية برصيد من المؤلفات الأدبية القيمة التي ترجمت لكل لغات العالم، وتوجته بلا منازع عميدًا للأدب العربي.

الذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية

من أهم مؤلفاته:

الأيام - الوعد الحق- المعذبون في الأرض - في الشعر الجاهلي - كلمات - نقد وإصلاح - من الأدب التمثيلي اليوناني - طه حسين والمغرب العربي - دعاء الكروان- حديث الأربعاء - صوت أبي العلاء - من بعيد - على هامش السيرة - في الصيف - ذكرى أبي العلاء - فلسفة ابن خلدون الاجتماعية - الديمقراطية في الإسلام .

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية الذكرى 42 لرحيل الأديب طه حسين وانقضاء حياة حافلة بالمعارك الفكرية



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 08:03 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates