القاهرة ـ حسام السيد
عادت فصول الخلافات بين جماهير الأولتراس والسلطات الحاكمة في مصر خاصة بعد صدور وإقرار قانون تنظيم التظاهرات، والذي صدق عليه رئيس الجمهورية الموقت المستشار عدلي منصور ليبدأ تطبيقه فعليًا في حقّ أيّ جماعات تقوم بتنظيم تظاهرات أو وقفات احتجاجية أو مسيرات من دون الحصول
على التراخيص والتصاريح اللازمة من وزارة الداخلية ومن أقسام الشرطة، ووفقًا لقواعد واجراءات محدَّدة، حيث لم يقبل شباب الأولتراس بهذا الوضع، مؤكِّدين أنه عودة لتكريس الحكم المستبدّ من جديد، وتقييد الحريات في التعبير.ومن هذه المتغيرات أصبحت عودة النشاط الرياضي في مصر مهدَّدة في ظل تمسك طرفي النزاع الاولتراس وقوات الامن بالعقيدة الجديدة التي أفرزتها الاوضاع الراهنة ، فالأولتراس غروب شبابي يؤمن بإطلاق اليد لمزيد من حرية التعبير والتظاهرات والمسيرات، ويعتقدون انها كانت محركًا أساسيًا في الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك ودخلت في عدواة مباشرة مع المجلس العسكري الذي تلا حكمه، وفي المقال فرضت الظروف الأمنية على قوات الأمن أن تتوسع في سياسة الصرامة والحزم في التعامل مع المواطنين نتيجة التفجيرات وحوادث الشغب وغيرها، في الوقت الذي تحتاج فيه مسيرات الاولتراس الى تصاريح من الداخلية، وسط عداء مستحكم بين الجانبين سيؤدي في نهاية الأمر الى إعلان الغاء الموسم الجديد من مسابقات الكرة في مصر، ويتبعها بقية الأنشطة، خاصة أن الأمور لم تعد تتحمل مزيدًا من الصدامات، بعد ان عاد النادي المصري البورسعيدي الى المسابقة وسقط قتيل من جانب أولتراس الزمالك في أحداث سابقة، ووجود أجواء مشحونة بالانتقام.
وبدأت مؤشرات الصراع بشأن قانون التظاهر الذي دخل حيز التنفيذ عندما قامت مجموعة من "أولتراس ديفلز" التي تشجع النادي الاهلي بمحاولات اقتحام الصالة المغطاة في مباراة كرة السلة مع نادي سموحة في محافظة الاسكندرية قبل أن يتدخل الأمن، ويقوم بالقبض على عدد من أفرادها، بتهمة التعدي على ممتلكات عامة واثارة الشغب لينفجر غضب الأولتراس، ويخرج أولتراس "وايت نايتس" الزمالكاوي ببيان يؤكد فيه تضاماه مع "الديفلز" ضد قانون التظاهر، ويؤكد أنه يرفضه تمامًا، وان غروبات الأولتراس عازمة على المضيّ قدمًا في تنظيم المسيرات والهتافات والأغاني التي تهاجم بها أعداءها، من دون الأخذ في الاعتبار بالقانون الجديد.
وتتمركز الأزمة في ان الأولتراس يرفض مطلقًا ما يراه تسولاً لحقه في التظاهر من خلال طلب الترخيص بتنظيم المسرات والوقفات الاحتجاجية، وهو المنصوص عليه في المادة الثامنة، كما ان حضور الاولتراس في المباريات يكون مصحوبًا باطلاق الألعاب النارية والمفرقات والشماريخ، وهو ما يخلف المادة السادسة من القانون التي تحظر استخدام هذه الأشياء، مما ينذر بصدام بين الطرفين مع كل مسيرة او مباراة كرة قدم.
وتحمل المادة رقم 22 من القانون عقوبات مشدَّدة بالحبس والغرامة المالية ما بين 50 الى 200 ألف جنية لمن يرتدي قناعًا لإخفاء معالم الوجه خلال المسيرات المخالفة للقانون، مع العلم بان عددًا كبيرًا من الجماهير يقوم بارتداء قناعات فانديتا وقناعات أخرى لاخفاء شخصياتهم عن رجال الأمن.
ويبقى الرهان الحقيقي على تطبيق القانون من عدمه هو أقرب مسيرة أو تظاهرة للاولتراس بفئاته كافة، في الوقت الذي اقتربت فيه وزارة الرياضة المصرية من الانتهاء من بنود قانون شغب الملاعب، الذي تأخر خروجه الى النور بعد رحيل الزير السابق العامري فاروق العامري وتولي طاهر أبوزيد الحقيبة الوزارية، وهو القانون الذي يُجرِّم بشكل كبير الخروج عن النص في المدرَّجات، وينصّ على عقوبات مشددة بالحبس والغرامة المالية الكبيرة لمن يقوم بأي أعمال خارجة عن القانون وتُخلُّ بالأمن والسلامة العامة، وهو ما يشكل مزيدًا من العقبات التي تعرض ثقافة الأولتراس في مصر، والقائمة على مبدأ انتزاع الحقوق بالقوة، بعد أن شهدت السنوات القليلة الماضية عددًا كبيرًا من المسيرات والمظاهرات وصلت قبل محاكمة متهمي مجزرة ستاد بورسعيد إلى حد محاضرة مكتب النائب العام، واقتحام محطات المترو ومبنى البورصة المصرية، وإشعال النيران في مقر اتحاد الكرة ونادي الشرطة الرياضي، وغيرها من الأحداث التي كانت شاهدًا على تصرفات الأولتراس في مصر.
أرسل تعليقك