المنامة – علي الحوسني
المنامة – علي الحوسني
توج المنتخب البحريني (صاحب الأرض والجمهور) بلقب بطولة الخليج الخامسة للمنتخبات الأوليمبية بعد فوزه المثير على المنتخب السعودي (حامل اللقب) بهدف من دون رد في المباراة النهائية للمسابقة التي أقيمت بينهما مساء الإثنين على استاد البحرين الوطني. وسجل حسان جميل قائد (الأحمر) هدف الفوز من ركلة جزاء احتسبها الحكم الدولي العماني ياسر الرواحي في الدقيقة (32 )
من زمن المباراة، ليهدي المنتخب البحريني لقبه الأول في المسابقة، ويرد الدين للمنتخب السعودي الذي كان قد تغلب على البحرين في نهائي النسخة الأخيرة التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة. جاءت أحداث المباراة ساخنة في المجمل العام، وتبادل المنتخبان السيطرة على مجرياتها ،حيث دانت الأفضلية نسبيًا لأصحاب الأرض في الحصة الأولى التي أنهوها متقدمين بهدف من دون رد، قبل أن يفرض المنتخب السعودي سيطرته شبه المطلقة على مجريات الشوط الثاني التي أتيحت له فيها الكثير من الفرص، لكن تألق الحارس البحريني أشرف وحيد حرم الأخضر من تحقيق التعادل ومهد الطريق لزملائه من أجل معانقة اللقب.وبدأ المنتخب البحريني اللقاء بتشكيلة مكونة من أشرف وحيد في حراسة المرمى، ورباعي الدفاع حكيم العريبي، عبدالله أحمد شلال، وليد الحيام، أحمد ميرزا، وفي منتصف الميدان لعب حسان جميل دور المحور بإسناد من السيد ضياء سعيد وحمد منعم الدخيل، بينما تولّى كلاً من أحمد جعفر " كريمي " وعيسى غالب في إمداد رأس الحربة الوحيد عباس الساري بالكرات في المناطق الأمامية. في الجانب المقابل، اعتمد المدير الفني للمنتخب السعودي خالد القروني على التوليفة المكونة من عبدالله الشمري في حراسة المرمى، ولعب في الدفاع طلال علي عبسي، أحمد الشهري عبدالله العمار، معتز هوساوي، وفي خط الوسط إبراهيم طاهر، عبدالله عطيف، حمد الجيزاني، محمد كنو، وتواجد في المقدمة الثنائي صالح آل جمعان وعبدالرحمن الغامدي. وظهرت نوايا كلا المنتخبين مبكراً في هز شباك المنافس من خلال الاندفاع نحو الأمام، وكان الأحمر الأوليمبي أكثر انضباطاً في التحرّر من المواقع الخلفية، وأسهم في ذلك الخطة التكتيكية للمدرب هيدسون بالاعتماد على لاعبين اثنين في المحور أغلب الفترات، وأيقن الجهاز الفني قوة خط المنتصف لدى المنتخب السعودي مما استوجب الضغط على اللاعبين واستخلاص الكرة. بينما كان الاخضر السعودي الافضل نسبياً في الربع ساعة الاولى من الشوط ، وكانت هجماته أكثر من حيث العدد وساعده في ذلك الكثافة العددية في منتصف الملعب والترابط الواضح بين خطوطه كما امتاز بتنوّع طرق الوصول إلى مناطق المنتخب البحريني من العمق والاطراف. التهديد الحقيقي للمرمى جاء سعوديًا عندما سدّد أحمد الشهري كرة من خارج منطقة الجزاء كانت لها أحضان حارس البحرين أشرف وحيد بالمرصاد، أتبعه محمد إبراهيم بقذيفة من بعيد علت العارضة بقليل ، ليساهم سيناريو الدقائق المنقضية في تغيير المعطيات الفنية وإعادة الحسابات تحديداً عند هيدسون الذي شعر ومن خلفه الجهاز الفني بحرج الموقف. وفي غمرة بحث المنتخب السعودي عن هدف السبق، إنسّل أحمد جعفر من خلف المدافعين لتضعه كرة حسان جميل بمواجهة الحارس، لكن الاخير تدخل بعنف احتسب معه حكم اللقاء ركلة جزاء للبحرين اعترض عليها السعوديون ونفذها بنجاح حسان جميل على يسار حارس المرمى هدف التقدم في الدقيقة ( 32 ). شهدت الدقائق المتبقية من عمر الشوط اندفاعاً سعودياً لتعديل النتيجة، ولجأ منتخب البحرين للهجمات المرتدة معتمداً على سرعة المهاجم الوحيد عباس الساري الذي سبّب إرهاقاً لدفاعات المنافس، وكاد الغامدي يسجل هدف التعادل عندما سدّد كرة قوية أبعدها عيسى غالب إلى ركنية، وظلّت النتيجة على حالها مع توتّر المشهد بين لاعبي المنتخبين حتى انتهي الشوط الاول بتقدم البحرين بهدف من دون رد. وحافظ منتخب البحرين على أدائه المتوازن مطلع الشوط الثاني واستدرك هيدسون خطورة السعوديين فلجأ إلى تجديد دماء خط الهجوم باستبدال الساري ليحلّ مكانه عبدالله يوسف، ، بينما دخل القروني مدرب السعودية بالاسماء ذاتها التي لعبت الحصّة الأولى من اللقاء. كثّف المنتخب السعودي من محاولاته على مرمى الأحمر الأوليمبي، وواجه صعوبة كبيرة في إختراق الدفاعات البحرينية، وكاد يحرز هدف التعادل عندما ارتقى عبدالرحمن الغامدي لعرضية إبراهيم طاهر ودكّها برأسه أبعدها بصعوبة بالغة أشرف وحيد إلى ركلة ركنية .
ازدادت الخطورة السعودية مع مرور الوقت، واضطر هيدسون لاجراء عدة تبديلات على فترات متقاربة، إذ دخل عبدالله جوهر بديلاً لحسان جميل، ومحمد خالد بدلاً من حمد الدخيل، بهدف تعويض الاجهاد البدني الذي تعرض له اللاعبون نتيجة الضغط السعودي المكثّف على المرمى. وتألق الحارس البحريني أشرف وحيد بانقاذ المرمى في أكثر من مناسبة، إذ تصدى لقذيفة محمد كنو وأبعد تسديدة آل جمعان إلى ركنية . كبُرت الأحلام البحرينية بالتتويج الاول باللقب الخليجي مع انقضاء الدقائق، وكان آداء اللاعبين أكثر ثقة من نظرائهم، واستبسل أشرف وحيد نجم اللقاء بلا منازع في الذود عن مرماه، لتبقى النتيجة على حالها حتى صافرة النهاية التي أطلقت العنان للأفراح البحرينية.
أرسل تعليقك