القاهرة - صوت الامارات
تبدأ تونس مشوارها في كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين في كرة القدم، والتي انطلقت أمس السبت في الغابون، بمواجهة أولى صعبة أمام السنغال مساء الأحد في فرانسفيل، ضمن الجولة الاولى من المجموعة الثانية التي تضم ايضا الجزائر وزيمبايوي.
وعشية المباراة، رفض مدربا المنتخبين، الفرنسي من اصل بولندي هنري كاسبرجاك مدرب تونس، ومدرب السنغال اليو سيسيه، الخوض في تفاصيل نظرته الى المنتخب المنافس، حيث أوضح كاسبرجاك، 70 عامًا في مؤتمر صحافي بقوله :"أنا سعيد جدا بلقاء السنغال التي اشرفت عليها، وتمتلك منتخبًا قويًا وجيدًا، سعادتي كبيرة بلقاء لاعبين من هذا المستوى أساسيون في أندية أوروبية مهمة"، مضيفًا :" مشوار السنغال استثنائي في التصفيات، وتونس أيضًا، فالمنتخبان يقدمان كرة قدم جيدة ويظهران قوة على الصعيدين الدفاعي والهجومي، لذلك اتوقع أن تكون المباراة قوية".
وكان المدرب الذي سبق له الاشراف على المنتخب التونسي في كأس افريقيا عام 1996، وبلغ فيها معه النهائي ليخسر أمام جنوب أفريقيا المضيفة، وضع في تصريحات سابقة طموحات محدودة للمنتخب في منافسات كأس 2017 التي تستمر حتى الخامس من فبراير/ شباط المقبل، حيث قال في حينه "انها مجموعة صعبة جدًا، لكن لدينا أيضا حظوظنا، وفي كرة القدم، يجب الا نتطلع الى البعيد البعيد، فهدفنا الأول واضح للعيان، أنه ربع النهائي".
وستحدد المباراة مع السنغال، أحد ابرز المنتخبات الأفريقية، إلى حد بعيد المسار الذي يمكن ان تسلكه تونس في الدور الاول من كأس الأمم الأفريقية، لاسيما قبل لقاء الجولة الثانية مع منتخب الجزائر، حيث يعتمد كاسبرجاك على تشكيلة تضم لاعبين بارزين مثل وهبي الخرزي ويوسف المساكني، الا انه شدد على اهمية اللعب الجماعي.
وتابع بقوله :"كرة القدم لعبة جماعية، لكن هناك لاعبين كبارًا يصنعون الفارق ويحققون الفوز، هذه فلسفة بعض المدربين واستطيع القول أن المنتخب التونسي تطور كثيرًا"، مضيفًا :" "لقد تقدمنا على الصعيدين البدني والتكتيكي"، مقدما على سبيل المثال المباراة الودية التي خاضها المنتخب مع نظيره المصري في القاهرة مؤخراً، على رغم خسارته اياها 1-صفر.
واعتبر كاسبرجاك في معرض حديثه عن الطابع التكتيكي للمباراة، أنه "يجب عدم المبالغة في التكتيك لأن ثمة مبادىء أساسية مطلوب تطبيقها، فمن السهل القيام بتكتيك عالي المستوى لكن من الصعب توقع مردود تقني عالي المستوى"، مختتمًا بقوله :" "الهدف الاول بلوغ ربع النهائي والتأهل سيلعب حتى آخر لحظة من آخر مباراة، لا افكر في الجزائر وانما في السنغال حاليًا"، مشددًا على انه "في أمم أفريقيا يجب التفكير بكل مباراة بعد الاخرى".
من جهته، لم يخف مدرب السنغال خشيته من تونس "القوية"، حيث قال :" خسارتنا امامها تعود الى 13 عامًا، وهي صفر-1 في ربع نهائي 2004، فسيخوض منتخبه مباراة الغد بهدوء وتصميم".
اضاف مدرب السنغال بقوله : "هنري يعرف السنغال جيدًا ولا اريد الحديث عن تونس، نحن نعرف أنها مع الجزائر منتخبان عريقان في أمم أفريقيا ولكل منهما حظوظ كبيرة، فالمباراة ستكون تكتيكية وذهنية وتقنية، ونحن واثقون من قدرتنا ومدركون في نفس الوقت لما يملك منتخب تونس من مواهب".
وتعد تونس اطول باعا من السنغال في البطولة القارية، فهي توجت عام 2004 على أرضها وتشارك في النهائيات للمرة الثامنة عشرة بعدما تصدرت المجموعة الاولى في التصفيات، علما انها لم تغب عن نهائيات البطولة منذ عام 1994، الا ان المنتخب التونسي يعاني "عقدة" ربع النهائي، اذ خرج منه اربع مرات في أعوام (2006 و2008 و2012 و2015)، ومرتين من الدور الاول في أعوام (2010 و2013)، كما خاضت تونس نهائيات كأس العالم 4 مرات في أعوام (1978 و1998 و2002 و2006) وخرجت من الدور الأول كل مرة، بينما لا يزال مشوارها مستمرًا في التصفيات المؤهلة إلى روسيا عام 2018 حيث تحتل المركز الثاني في المجموعة الاولى برصيد 6 نقاط بفارق الاهداف خلف الكونغو الديموقراطية.
بدورها، اقتربت السنغال في مشاركاتها الـ13 السابقة من اللقب الأفريقي مرة واحدة عام 2002 حينما حلت وصيفة، وهو العام الذي بلغت فيه ايضا ربع نهائي كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان، وفي تصفيات مونديال عام 2018، تحتل السنغال المركز الثالث في المجموعة الرابعة برصيد 3 نقاط، بفارق نقطة واحدة خلف جنوب أفريقيا وبوركينا فاسو، بينما تحتل صدارة التصنيف الأفريقي والمركز 33 عالميًا، فيما تأتي تونس في المركز الرابع 36 عالميًا.
وتبدأ الجزائر في نفس المجموعة، رحلة جديدة من البحث عن لقب قاري ثان منتظر منذ 27 عامًا، عندما تلتقي الأحد، بمنتخب زيمبابوي، في اولى مبارياتها في المجموعة الثانية ضمن كأس الأمم الأفريقية لعام 2017، حيث أوقعت قرعة البطولة الجزائر في مجموعة صعبة، تضمها الى جانب السنغال وتونس وزيمبابوي، إلا أن المدرب البلجيكي للجزائر، جورج ليكنز، اكد جهوزية المنتخب الفائز بكأس أفريقيا لعام 1990، لخوض نهائيات الجغبون، معتمدًا على لاعبين محترفين ابرزهم لاعب وسط ليستر سيتي الانجليزي رياض محرز، أفضل لاعب أفريقي لعام 2016.
وخلال مؤتمره الصحافي عشية المباراة، أكد ليكنز أن نيل محرز جائزة أفضل لاعب "لا ينعكس ضغطًا عليه وعلى الآخرين"، على رغم ان لاعب الوسط الشاب، يعاني في الأشهر الماضية من تراجع مستواه، ما يثير قلق الجزائريين من أدائه في النهائيات"، مضيفًا بقوله :""خسرنا عددا من اللاعبين بسبب الاصابة ومنهم سفير تايدر، لكنني لا اعتمد على لاعب واحد لأنني اأوقع خسارة أي لاعب في أي لحظة، لهذا حضرت 23 لاعبًا للمشاركة وقد يشاركون كلهم في البطولة، وأثق بكل اللاعبين وقدرتهم على تقديم ما هو مطلوب منهم".
وشدد ليكنز على اهمية المباراة الاولى، على رغم ان زيمبابوي سبق لها المشاركة مرتين في أمم أفريقيا، خرجت فيهما من الدور الاول، حيث أكد أن :"المباراة الاولى مهمة جدًا، وسنضع اللمسات الاخيرة في الحصة التدريبية مساءٍ، فكل منتخب يريد الفوز في كل المباريات، لكن ذلك غير ممكن وتحقيقه يعتبر امرًا تاريخيًا".
وعين الاتحاد الجزائري ليكنز في نوفمبر/تشرين الثاني خلفًا للصربي ميلوفان راييفاتش، الذي اقيل بسبب النتائج المتواضعة في تصفيات كأس العالم لعام 2018 المقامة في روسيا، حيث سبق لليكنز 67 عامًا، أن اشرف على منتخب الجزائر لفترة وجيزة عام 2003، وترك منصبه في حينه لأسباب عائلية.
وتبدو حظوظ الجزائر، الخامسة أفريقيًا، 39 عالميًا، أكبر للفوز على زيمبابوي، 102 عالميًا، في اول لقاء بينهما في النهائيات، حيث التقى الطرفان مرتين فقط حتى الآن وذلك في تصفيات مونديال 2006 في المانيا، وسيطر التعادل مرتين أيضا (1-1 و2-2).
وتخوض الجزائر التي توجت مرة واحدة على أرضها عام 1990، النهائيات الأفريقية للمرة 18 بوجود جيل ذهبي يطمح الى تكرار انجاز جيل رابح ماجر وعبد الحفيظ تسفاوت وبلال دزيري وغيرهم، ومن ابرز اسمائه محرز واسلام سليماني وياسين براهيمي.
وفي التصفيات المؤهلة الى الغابون، لم تجد الجزائر صعوبة في تصدر المجموعة العاشرة برصيد 16 نقطة (5 انتصارات وتعادل).
واضافة الى مشاركاتها الافريقية، وصلت الجزائر نهائيات كأس العالم ثلاث مرات ايضًا أعوام (1982 و1986 و2010) وخرجت من الدور الاول، لكنها حققت مفاجأة من العيار الثقيل في مشاركتها الاولى بفوزها على المانيا الغربية 2-1، اما زيمبابوي، ففاجأت الكثيرين عندما تصدرت المجموعة الثانية عشرة المتواضعة (11 نقطة) وتأهلت الى امم افريقيا للمرة الثالثة.
ويخشى مدرب زيمبابوي، كاليتسو باسوا عدم حصول لاعبيه على المكافآت الموعودة من اتحاد بلادهم وبالتالي عدم تقديم المطلوب منهم في البطولة او الدور الاول على الاقل.
ولم يسبق لزيمبابوي ان بلغت نهائيات كأس العالم، واستبعدت من التصفيات المؤهلة الى مونديال عام 2018، بعد اتهامها بعدم دفع مستحقات لمدربها السابق البرازيلي جوزيه كلاودينيو جيورجينيو.
أرسل تعليقك