أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر أسماء الفرق الفائزة بالنسخة الثانية من جائزة الابتكار العربية "تحدي 22"، وذلك في حفلة استضافها أحد فنادق العاصمة الدوحة،
وجاء الإعلان بعد يومين من عرض الفرق الـ27 المتأهلة إلى نهائي هذه النسخة لمقترحاتها أمام لجنة متخصصة من المحكمين ضمت مجموعة من الخبراء والباحثين والمفكرين والمدراء التنفيذيين ورواد الأعمال من مختلف الدول العربية حيث وقع الاختيار على عشرة مشاريع فائزة من 937 قدموا مقترحاتهم وابتكاراتهم في مجالات رئيسية أربع هي الاستدامة ، والصحة والسلامة ، وإنترنت الأشياء ، والتجربة السياحية.
وأبقت لجنة تحدي 22 على مقترحات جميع الفرق المشاركة من الدول المقاطعة لقطر تاركة الباب مفتوحًا أمامهم للحضور إلى الدوحة، وأشار منظمو الحفل بالفعل إلى حضور عدة فرق من المتأهلين من دول المقاطعة مؤكدين على أهمية البطولة لشعوب المنطقة وتطلعهم ليكونوا جزءًا من هذا الحدث العالمي بعيدًا عن المواقف السياسية وتداعياتها.
وكرم الفرق الفائزة كل من وزير الثقافة والرياضة صلاح بن غانم العلي ومحمد بن عبدالله الرميحي وزير البلدية والبيئة والأمين العام اللجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي، كما حضر الحفل كضيفة شرف راندي زوكربيرغ المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة زوكربيرغ للإعلام، وفاز في الدورة الثانية من مسابقة تحدي 22 كل من فريق "مويستشر" من قطر في مجال الاستدامة وتقوم فكرته على إنتاج فحم حيوي من المخلفات الحيوية وإضافته للتربة لإيجاد بدائل للتربة غنية بالكربون ومنخفضة التكلفة ، وفريق "بونوكل" من قطر في مجال التجربة السياحية وهي تقنية تتيح لضعاف البصر والمكفوفين التعايش في الفصول الدراسية وأماكن العمل مع إمكانية الوصول إلى المحتوى الرقمي بشكل كامل، وفريق "فولاوند" من لبنان في مجال إنترنت الأشياء وهو منصة لتجميع التسجيلات الصوتية الملفات الصوتية أو "البودكاست" من الإنترنت وإتاحتها للمستخدمين وفق تفضيلاتهم.
وتضمنت قائمة الفائزين فريق "فرينديتشر" من الأردن في مجال التجربة السياحية وهو تطبيق يتيح للمسافرين والمغتربين اكتشاف ما يجري في المدينة التي هم فيها بناء على اهتماماتهم ومواقعهم ، وفريق "البلاط الكهروضوئي" من مصر في مجال الاستدامة وهي تقنية لتصنيع بلاط يسهم في تخزين وتوفير طاقة مستدامة للمنشئات ، وفريق "سناب غول" من الأردن في مجال الاستدامة وهو تطبيق للأجهزة النقالة ويستهدف مشجعي كرة القدم في العالم العربي حيث يتيح للمشجعين الحصول على مقاطع فيديو للأهداف المسجلة من فرقهم المفضلة بأقصى سرعة ممكنة، وفريق "إل بالم" من المغرب في مجال الاستدامة وفكرة هذا المقترح هي صناعة توربين الرياح التظليل الشمسي وتوليد الكهرباء بطريقة صديقة للبيئة حيث يجمع بين التظليل من أشعة الشمس والإنارة أو الشحن اللاسلكي.
وفاز فريق "ساينابليكسيس" من مصر في مجال إنترنت الأشياء ويستهدف هذا المنتج مشكلة إدارة الحشود من خلال نشر شبكة من الكاميرات الذكية على أن تقوم كل كاميرا بتشغيل خوارزميات التعلم الآلي العميق لقراءة السلوك ، وفريق "مركب ألياف النخيل" من تونس في مجال الاستدامة وهو مادة مصنوعة من ألياف النخيل يمكن استخدامها لإنتاج مقاعد الاستادات والتظليل الشمسي الفعال ، وفريق "إيلا" من الأردن في مجال إنترنت الأشياء وهو تطبيق مصغر للدردشة الروبوتية يتيح للشركات بيع منتجاتها عبر تطبيق المحادثة الشهير "فيسبوك ماسنجر".
وحصل كل فريقٍ من الفرق الفائزة على جائزة نقدية بقيمة 15 ألف دولار أميركي، بالإضافة لفرصة للحصول على تمويل يصل إلى 100 ألف دولار لتطوير أفكارهم والانتقال إلى مرحلة إثبات النظرية والتأكد من قابلية تنفيذها على أرض الواقع،وتوزعت المقترحات الـ937 التي تسلمها فريق "تحدي 22" في دورته الثانية بين الدول العربية العشر التي زارها تحدي 22 في نسخته الثانية حيث تسلمت اللجنة 116 مقترحاً من قطر، و33 من سلطنة عمان، و24 من الكويت، و52 من تونس، و87 من المغرب، و79 من الأردن، و236 من مصر، و232 من السعودية، و49 من الإمارات، و29 من البحرين.
وفي كلمته قال الذوادي "على الرغم من أهمية الإبداع والابتكار في تحقيق النجاح ، إلا أن صفات عدة لا بد أن تلازمه ، لعل أهمها التواضع والمثابرة ومواصلة العمل والبحث عن الفرص، وهذا ما يقدمه تحدي 22 للمبتكرين ورواد الأعمال في العالم العربي ، إذ يمنحهم الفرصة لتحويل أفكارهم وابتكاراتهم إلى منتجات فعلية ليس فقط من خلال الجائزة المادية أو حتى حاضنات الأعمال، بل من خلال الإسهام في تأسيس مجتمع فكري يقوم على الابتكار ويلتقي فيه الممولون وأصحاب الخبرات مع رواد الأعمال والمبدعين من مختلف الدول العربية".
وأضاف "سنسعى بإذن الله في النسخة الثالثة من تحدي 22 إلى المضي قدمًا والانتقال من مرحلة طرح الأفكار فقط إلى مرحلة الإسهام في دعم المشاريع في مرحلتي الإنتاج والتسويق، لتكتمل بذلك الدائرة الاقتصادية بمختلف مراحلها، ونضمن أن الجهود ستتحول بالفعل إلى منتجات تفيد مبتكريها كما تفيد المنطقة والعالم، وذلك مع إبقاء الفرصة متاحة لأن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم أول داعم حقيقي لتلك المنتجات ومنصة تسويق عالمية لها، بخاصة إذا كانت تلك المنتجات ترتبط بشكل مباشر بالتحديات التي نسعى إلى تتجاوزها خلال عملنا اليومي".
وقالت زوكربيرج "يسعدني التواجد معكم في هذا الحفل الذي نسعد فيه بتوظيف التكنولوجيا في تعزيز الابتكار والإبداع البشري، نحن اليوم أمام ملايين من الأفكار الخلاقة التي ستسهم بشكل أو بآخر في مواجهة المشكلات والتحديات التي يواجهها العالم في ظل الأوضاع الراهنة، وأرى أن هذه المسابقة هي بداية عصر من الابتكار والإبداع".
ويهدف برنامج تحدي 22 ، أحد أبرز المبادرات التي أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث عام 2015 ، بالمقام الأول إلى تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال والتنوع الاقتصادي وبناء مجتمع قائم على المعرفة بالإضافة لخلق منصة لاكتشاف إبداع الشباب في العالم العربي وإطلاق قدراتهم الفكرية الكامنة، كما تعزز هذه المسابقة التزام اللجنة العليا بخلق إرث كروي مستدام سيؤثر بشكل إيجابي ملحوظ على المستوى الثقافي والاجتماعي والبيئي لقطر والعالم أجمع، كما تهدف هذه المسابقة إلى تعميق مفهوم الاقتصاديات المرتبطة بالأنشطة الرياضية التي تعتبر اقتصاديات كبرى بميزانيات ضخمة في أنحاء كثيرة من العالم.
ويأتي برنامج تحدي 22 في إطار جهود قطر لتحقيق رؤيتها الوطنية 2030 الرامية إلى خلق مجتمع قائم على المعرفة، إذ يعكس البرنامج رؤية الدولة في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم والتي تتجاوز مجرد التنظيم إلى اعتبارها محفزًا لعملية التنمية ورافدًا أساسيًا للمجتمع بالأفكار الخلاقة التي تسهم في تطوير البشرية وتحسين نوعية حياتهم، وكانت مشاركة الفرق في النسخة الأولى من تحدي 22 اقتصرت على مواطني ومقيمي دول الخليج العربي "قطر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان"، لكن اللجنة العليا للمشاريع والإرث وسعت نطاق المشاركة لتشمل بلدان من المشرق والمغرب العربي لإعطاء فرصة المشاركة لأكبر عدد من المبدعين ورواد الأعمال.
أرسل تعليقك