يعود المنتخب المصري لكرة القدم لكتابة التاريخ في العُرس العالمي لكرة القدم، وذلك بعد غياب 28 عاما عن آخر مشاركة في كأس العالم ايطاليا 1990، وهي المشاركة الثالثة في تاريخ مصر، حيث كانت الأولى في ايطاليا أيضا 1934، وذلك عندما يواجه المنتخب الوطني في أولى مبارياته في مونديال روسيا 2018، منتخب أوروغواي في الثانية ظهر اليوم، الجمعة، على ملعب "سنترال ستاديوم" بمدينة إكاترينبيرغ، ضمن لقاءات الجولة الأولى للمجموعة الأولى، التي انطلقت أولى مبارياتها أمس بين روسيا والسعودية.
ويبحث المنتخب، عن نتيجة ايجابية في بداية مشواره في المونديال تمنحه فرصة التأهل لدور الـ 16، ويعتمد الارجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لـ"الفراعنة"، على كتيبة من المحترفين بجانب بعض المحليين، في ظل الشكوك حول لحاق نجمه الأول محمد صلاح هدّاف الدوري الانجليزي وأحسن لاعب في "البريمييرليغ"، بالمباراة لعدم اكتمال شفائه من الاصابة.
ورفض كوبر، المجازفة بمحمد صلاح، خلال اللقاء، خاصة أنها مباراة قوية وربما تتسبب قوة الالتحامات في تجدد إصابة اللاعب وبالتالي خروجه من حسابات المونديال بشكل نهائي، ويرفض المدرب استعجال الدفع بصلاح في المباريات، كما يسعى للمحافظة على سلامة اللاعب حرصا على مستقبله سواء مع المنتخب أو ناديه الإنجليزي، وبهذا سيكون صلاح موجودا على مقاعد البدلاء.
وخاض المنتخب، تمرينا وحيدا، وشهدت التدريبات، التركيز على الطريقة والتشكيلة التي سيخوض بها الفراعنة المباراة، وكيفية مواجهة خط هجوم أوروغواي الناري المتمثل في الثنائي لويس سواريز لاعب برشلونة الإسباني وكافاني مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي، واستقر كوبر على خطة المباراة، والتركيز أكثر على التأمين الدفاعي، لمواجهة سرعات وخطورة مهاجمي أوروغواي الذي يعد أقوى منتخبات المجموعة، حيث سيعتمد على طريقة 4/2/3/1 المعتادة، مع توظيفها بالشق الدفاعي، ومنح تعليمات بعدم الزيادة الهجومية للرباعي الدفاعي أو ثنائي خط الوسط، مع منح تعليمات مشددة للجناحين بمساندة الظهيرين في المهام الدفاعية، ليدافع المنتخب بـ 8 لاعبين.
وحرص الجهاز الفني، على مشاهدة مباريات عدة للمنتخب الاوروغوياني، بصحبة اللاعبين، للوقوف على نقاط القوة والضعف لديه، وحث كوبر، لاعبيه بتضييق المساحات وترابط الخطوط، من أجل مواجهة التمريرات البينية والاختراقات من العمق لمنتخب أوروغواي، فيما طالب الثنائي محمد النني وطارق حامد بمهمة كبيرة، في الضغط المكثف وإفساد هجمات الخصم بشكل مبكر، خاصة أن منتخب أوروغواي يميل للتحضير في وسط الملعب، كما طالب الرباعي الدفاعي أحمد فتحي وأحمد حجازي وعلي جبر ومحمد عبدالشافي، باليقظة سواء في الرقابة الدفاعية، أو الكرات العرضية، حيث يجيد كافاني وسواريز الضربات الرأسية واستغلال العرضيات، بالإضافة لمهمة فتحي وعبدالشافي في التغطية العكسية خلف قلبي الدفاع.
كان كوبر، قد حرص خلال التدريبات الماضية، التركيز على التشكيلة التي ستخوض المباراة، ولم يتحدد حتى الآن، موقف الحارس الذي سيحمي عرين الفراعنة أمام أوروغواي، خاصة وان هناك اصواتا تطالب بمشاركة عصام الحضري الحارس الاساسي لخبرته الطويلة وقدرته على السيطرة على المدافعين، حيث يحظى "السد العالي" بدعم من أحمد ناجي مدرب الحراس، في الوقت الذي يسعى البعض الآخر، لإشراك محمد الشناوي اساسيا خلال اللقاء، لصغر سنه وسرعة رد فعله العالي وهو الامر الذي لاحظه الجميع خلال المباريات التي شارك فيها، ويدعم موقف اشراك الشناوي، محمود فايز واسامة نبيه المدربان المساعدان.
ومن المنتظر ان يحسم كوبر، الحارس الأساسي قبل المباراة مباشرة، فيما تتجه النية للدفع بالحضري في حراسة المرمى وفي الدفاع، أحمد حجازي وعلي جبر واحمد فتحي ومحمد عبدالشافي، طارق حامد ومحمد النني وعبدالله السعيد ورمضان صبحي ومحمود حسن تريزيجيه للوسط، مروان محسن للهجوم، وفي حال مشاركة الحضري في المونديال، سيكون على موعد مع التاريخ، كونه سيصبح أكبر لاعب في تاريخ النهائيات.
وينفرد حارس المرمى الكولومبي فريد موندراغون بالرقم القياسي لأكبر لاعب يشارك في المونديال، بعدما شارك في مونديال البرازيل 2014 بعمر 43 عاما و3 أيام، إلا أن إنجازه سيكون مهددا اليوم في حال مشاركة الحضري امام أوروغواي، ويحتل الحارس المخضرم، الذي خاض 158 مباراة دولية، المركز الثاني عشر على لائحة أكثر اللاعبين مشاركة مع منتخبات بلادهم، وسيكون كأس العالم في روسيا، أول مونديال للحضري.
على الجانب الاخير يبحث المنتخب الأوروغوياني، عن كتابة تاريخ ذهبي، يذكرهم بأمجاد الماضي، وستكون فرصة أخيرة للجيل الحالي بقيادة لويس سواريز وإدينسون كافاني ودييجو جودين لتكرار إنجاز 2010، خاصة وان الجيل الحالي يعد هو الأفضل في تاريخ المنتخب المقبل من أمريكا الجنوبية فهو لم يغب عن أي مشاركة سواء قارية أو مونديالية عبر تاريخ المونديال فهو توج بالبطولة مرتين عامي 1930 و1950 بالتساوي مع الأرجنتين، وبعد البرازيلي (5 ألقاب) وألمانيا (4 ألقاب).
ويمتلك منتخب أوروغواي ثنائي هجوم مرعب هو لويس سواريز وإدينسون كافاني، والاخير هداف المنتخب في التصفيات المؤهلة للمونديال بشكل خاص، برصيد 10 أهداف، وهذا يعني أن نسبة 47% من أهداف منتخب أوروغواي جاءت عن طريق سواريز وكافاني فقط، ويعتمد اوسكار تاباريز المدير الفني لأوروغواي، على طريقة 4 ــ 4 ــ 2، خلال المباريات كما يتميز منتخب الأوروغواي بالثبات في التشكيل والعناصر والانضباط التكتيكي، الانسجام بين اللاعبين وروح الفريق الواحد، كما يوجد في التشكيلة قلبي دفاع أقوياء مثل (جودين وخيمينيز).
ولم يتقابل المنتخب المصري مع منتخب أوروغواي سوى في مناسبة واحدة فقط تحت الإطار الودي، وكان ذلك في عام 2006، ونجح حينها منتخب السيليستي في التغلب على الفراعنة بهدفين مقابل هدف واحد، حيث سجل هدفي أوروغواي، دييغو جويد وأحرز هدف مصر عبد الظاهر السقا.
أرسل تعليقك