لم يشذ الأسبوع 20 من دوري الخليج العربي عن التوقعات، بل حمل معه تأكيدا لما حفلت به الأسابيع الماضية، بعدما ثبت رباعي المقدمة مواقعه في جدول الترتيب، ليعلن أن الصراع على الدرع الغالية لا يزال وحتى إشعار آخر ثنائيا بين الزعيم العيناوي والجزيرة، ومن بعدهما الشباب ثالث الترتيب العام .
وإذا كان في كرة القدم كل الأمور ممكنة، فقد برهنت نتائج المرحلة 20 على قدرة العين على تثبيت موقعه في الصدارة، والوصافة ل"فخر العاصمة" وثالثهما الشباب المتميز .
45 ثانية، كانت كفيلة أمام الإمارات ليعلن عن نفسه خصما عنيدا لضيفه العين، عندما تواجها على أرض الأول في رأس الخيمة .
لكن 4 دقائق بعدها، كان الرد العيناوي جاهزا، بأن الاحلام لا تبنى سريعا، وبأن بعضها قد يتحول إلى "كابوس"، بعدما حملت الدقائق المتبقية لأصحاب الأرض مرارة الهزيمة الثقيلة .
دخل العين مرة جديدة حلبة المنافسة، وهو يحارب على جبهات عدة محلياً بالنسبة إلى المنافسة على اللقب وقارياً من خلال بقائه على قمة ترتيب مجموعته بعد الفوز الغالي في أوزبكستان، والمعركة الثالثة خارج الميدان تتمثل في "لعنة الإصابات" التي تطارد بعض مفاتيح لعبه ومكامن قوة الفريق الأساسية .
ووسط غياب الغاني جيان والمبدع عمر عبدالرحمن، خاض العين لقاء الإمارات، واضعاً نصب عينيه تحقيق الفوز للبقاء في القمة، والاقتراب أكثر من منصة التتويج وتعويض التعادل المر مع الظفرة في الجولة السابقة ،والأهم تأكيد مقولة أنه "يلعب بمن حضر" .
ووفق "الزعيم" في تجاوز هدف الصدمة الذي تعرض له مع الثواني الأولى من زمن اللقاء، فتمكن راشد عيسى من منح الفريق هدف التعادل سريعاً، قبل ان يواصل الفريق العيناوي مسلسل الطرب الفني الذي أهداه الانتصار الكبير على أبناء رأس الخيمة .
"العين بمن حضر"، مقولة تجسدت في الدقائق التسعين التي لعبها الفريق أمام الإمارات رغم غياب أبرز مكامن القوة في تشكيلته، لكن خبرة اللاعبين وتوفر البديل المناسب، وحسن القراءة الفنية من قبل المدرب زلاتكو، عوامل عدة تجمعت وأسهمت في منح الفريق البنفسجي الانتصار الكبير الذي ثبت به موقعه على القمة، وأكد انه لن يتنازل عن الصدارة لمن يحلم بها من بعيد .
وتمكن العين أن يكون أول فريق يسجل 5 أهداف عبر لاعبين محليين في مباراة واحدة، كما فعل من قبل حين كان أول فريق يسجل له 4 لاعبين أجانب 4 أهداف في لقاء الشارقة، حين التقى الفريقان على أرض ملعب هزاع بن زايد .
قوة العين تمثلت في جماعية الأداء، وفي رهان المدرب على أوراق رابحة أثبتت جدارتها، فتألق راشد عيسى الذي شارك أساسيا للمرة الأولى ليسجل ثنائية، كما سجل المدافع المتقدم إسماعيل أحمد هدفا رأسيا بعيد المدى، ليتكفل إبراهيما دياكيه بتسجيل الثالث من تسديدة صاروخية من على مشارف المربع، بينما جاء أجمل الاهداف في الرمق الأخير من زمن اللقاء عبر الظهير محمد أحمد الذي قام بجهد جبار وبفاصل مهاري، عندما تلاعب بدفاع الصقور ليسجل هدفاً سيبقى خالدا في الذاكرة .
وضرب العين بفوزه الكبير على الإمارات سرب من العصافير بحجر واحد، حين أكد أنه لن يتنازل عن القمة، ولن يرضى عن الدرع بديلا، كما أثبت قوة وعزيمة كتيبته التي تحارب على كل الجبهات برغبة وهدف واحد، أن يكون العين دائما هو الرقم واحد .
وفي مباراة ثانية كان الجزيرة على موعد مع امتحان صعب ومهم، حين كتب على الفريق أن يلاقي النصر في ختام مباريات الأسبوع .
دخل "فخر العاصمة" ملعب آل مكتوم، بعدما كان الشباب قد خطف منه الوصافة قبل ليلة، وبعدما ابتعد العين 7 نقاط بالصدارة قبل ساعة من صافرة البداية .
لكن كل ذلك كان لا بد من أن يترك بعض الآثار السلبية على فعالية وعطاء اللاعبين الذين لم يظهروا بصورتهم المعهودة في الشوط الأول التي بدا فيها الفريق بعيداً عن مستواه المأمول.
وما زاد الأمور صعوبة بالنسبة إلى "فخر العاصمة" أن طارق أحمد منح أصحاب الأرض التقدم قبل ثوان من إعلان نهاية الحصة الأولى.
لكن ولأن المعدن الأصيل يظهر عند الشدائد، فقد لعب الجزيرة ال45 دقيقة الثانية بشعار "أكون أو لا أكون"، ففرض رجال المدرب غيريتس هيمنتهم على اللقاء، وبدا أنهم استوعبوا خطورة الموقف ليبدأ "الكرنفال" الذي امتع كل من تابع اللقاء .
أرسل تعليقك