كشفت وسائل الإعلام الاسرائيلية مساء الأربعاء، عن جفاء العلاقة بين واشنطن وتل ابيب في أعقاب فوز بنيامين نتانياهو في انتخابات البرلمان الأخيرة، إذ عبّر المسئولون الأميركيون عن امتعاضهم من فوز الأخير.
وأوضحت تقارير إعلامية أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري، كان في مدينة لوزان في سويسرا حين سأله الصحافيون عن رأيه في نتائج الانتخابات الإسرائيلية، لكنه لاذ بالصمت ولم يرد ولم يبارك وكانت لغة جسده تؤكد سلبية موقفه تجاه هذه النتائج.
وتوجّه صحافيون بسؤال إلى الناطق بلسان البيت الأبيض بشان ما إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما سيتصل هاتفيا ويهنئ نتانياهو بهذا الفوز، لكن المسؤول أكّد أنه "حتى تكليفه بتشكيل
الحكومة لا داعٍ للاتصال الهاتفي".
وانشغلت استوديوهات التحليل في قنوات التلفزيون "الإسرائيلية بهذه التقارير التي أضاعت طعم الفوز من أنصار حزب "الليكود"، ولم نيف أي محلل سياسي أو أمني تدهور العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.
واعتبرت الصحافية الإسرائيلية شمريت مئير، أنَّ "المواجهة القادمة بين نتانياهو وأوباما مسألة وقت"، وأوضحت خلال تدوينة لها عبر موقع "تويتر"، أن خطة نتانياهو في الحكم ستكون عبر إعادة إعمار قطاع غزة، ومواجهة أبو مازن، ومنع التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، ومواجهة مع أوباما حول الملف الإيراني، فضلا عن استرضاء مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد محللون أن "الإسرائيليين صوتوا من قلوبهم وليس من عقولهم، صوتوا كقبيلة وليس كحزب سياسي، إنهم خائفون ولا يريدون إقامة دولة فلسطينية ولكنهم يتحفظون على يهودية الدولة لأنها ستعزلهم عن أوروبا وعن الغرب والولايات المتحدة وهم قلقون من هذا الشعار".
وردت عضو "الكنيست" الصاخبة ميري ريجيف، وهي يهودية من أصل مغربي على الولايات المتحدة عبر صفحتها على "فيسبوك" بقولها "مع كل الاحترام للأميركيين إلا أن محاولة تدخلهم في ما يحدث داخل إسرائيل مبالغ فيه، وأن محاولتهم مع جزء من المجتمع الدولي واليسار ووسائل الإعلام إسقاط نتانياهو لم ينجح".
وأضافت "الجمهور الإسرائيلي كلمته بصورة واضحة، وأوباما لم يتصل ليبارك لنتنياهو ولكن البيت الأبيض أعرب عن قلقه إزاء تصريحات الأخير عن العرب حين طلب من اليهود الخروج للتصويت لأن العرب خرجوا للتصويت بشكل جماعي وليس بشكل حر، وأن هذه نتيجة محاولات اليسار لإسقاط حكم اليمين.
وتابعت "العرب وللأسف حصلوا على ثالث كتلة برلمانية وللأسف انتخبوا ممثلين يخدمون مصلحة (حماس) والفلسطينيين ضد دولة ‘سرائيل اليهودية. وبذلك سنلتقي من جديد في البرلمان بأحصنة طروادة العرب وكنت أتمنى لو أن النتائج مختلفة وأن هؤلاء النواب العرب يمثلون مصلحة عرب إسرائيل". على حد قولها.
وأكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن هناك العديد من المخاوف العميقة لدى القيادة الأميركية بشأن استخدام "لغة خطاب مثيرة للانقسام" في الانتخابات الإسرائيلية من شأنها تقويض المواطنين العرب في إسرائيل.
ويشير البيت الأبيض بذلك إلى تفوهات رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يوم الانتخابات في إسرائيل أن اليساريين يجلبون الناخبين العرب "بحافلات" إلى صناديق الاقتراع لتوجيه دفة الانتخابات ضده.
وقال جوش إيرنست للصحافيين المسافرين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، إن الولايات المتحدة ستبلغ الإسرائيليين بصورة مباشرة بمخاوفها.
وربما يكون البيت الأبيض ليس متحمسا لفوز نتنياهو، على ضوء الأزمة والخلافات العميقة في مواقف الجانبين حيال حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني والمحادثات النووية مع إيران وخطاب نتنياهو في "الكونغرس"، قبل أسبوعين.
وأعلن نتنياهو عشية انتخابات "الكنيست" أنه يعارض قيام دولة فلسطينية والانسحاب من أي موقع من الضفة الغربية المحتلة. لكن أرنست، قال "إن أوباما ما زال يعتقد أن حل الدولتين هو الأفضل"، في رد على تصريحات نتنياهو.
وأضاف أرنست "أنه لا يعتقد أي تأثير لفوز نتنياهو في الانتخابات على المفاوضات بين الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووي للأخيرة".
وفي غضون ذلك، هنأ الاتحاد الأوروبي نتنياهو على فوزه في الانتخابات التشريعية داعيا إلى قيادة جريئة لتحريك عملية السلام.
وأعلنت وزير الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني، في بيان لها أن الاتحاد الأوروبي يتعهد بالعمل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة على إقامة علاقة تعود بالمنفعة إلى الطرفين وعلى تحريك عملية السلام.
وقالت موجيريني "إننا في لحظة حاسمة تشهد تهديدات كثيرة في كل مكان في الشرق الأوسط".
وأضافت "إننا إلى جانبكم، يمكنكم الاعتماد علينا". لكنها شددت على أن "المطلوب أكثر من أي وقت مضى قيادة جريئة من الجميع لإيجاد حل شامل ومستقر ومستديم لهذا النزاع الذى حرم الكثير من الاجيال من السلام والأمن".
أرسل تعليقك