بدت مواقع العمل في أماكن عدة بمختلف إمارات الدولة خاوية بلا عمال أو مشرفين، وذلك في أول أيام تنفيذ قرار وقف العمل في الظهيرة الذي دخل حيز التنفيذ أمس الاثنين وحتى 15 أيلول/ سبتمبر المقبل ، حيث تلزم وزارة العمل بموجبه وقف العمل تحت أشعة الشمس المباشرة من الساعة 12.30 ظهرا وحتى الثالثة بعد الظهر.
ورصدت الجولات الصحافية الميدانية بين مواقع العمل التزام الشركات بالقرار، حيث التزمت الشركات بتوصيل العمال إلى سكنهم لأخذ قسط من الراحة خلال ساعات تطبيق القرار ثم إعادتهم إلى مواقعهم بعد الساعة الثالثة لاستئناف العمل، فيما عدلت بعض الشركات مواعيد عملها لتصبح من الخامسة صباحاً، على أن يتوقف العمل قبل الحادية عشرة صباحاً، لتفادي أشعة الشمس والحرارة الشديدة.
وفي أبوظبي وأوضح مدير أحد المواقع الإنشائية في أبوظبي المهندس أسد هاشمي، " شركتنا تأخذ في اعتبارها سلامة العمال في أي وقت، خاصة أشهر الصيف، حيث إن الحرارة ترتفع إلى معدلات يمكن أن تمثل خطورة على صحة الإنسان، خاصة إن كان يبذل مجهودا تحت الشمس".
وأضاف " إنه في الموقع الإنشائي الذي يشرف على تنفيذه يعمل لديه نحو 100 عامل من مختلف الجنسيات، وإنه يشرح لهم وسائل السلامة والأمان في الموقع للعمل، من خلال رسومات توضيحية للعمال".
وأشار إلى أنه لا يترك أي عامل حتى في فترات تجهيز العمل، لأن يبقى في الموقع خلال ساعات حظر العمل في الظهيرة، ويتم نقلهم إلى السكن حتى تكون فترات العمل بعيدة عن ساعات الظهر التي تشتد فيها درجات الحرارة، وتشكل خطورة على صحة العمال.
وأوضح أنه يوفر الماء والعصائر في حال وجود عمال في الموقع، وذلك إذا لم يتم إرسالهم إلى السكن حتى يمكن شربها خلال فترات الظهيرة، بما يتماشى مع قرار وزارة العمل بحظر العمل في أوقات الظهر خلال أشهر الصيف.
وأكد أهمية القرار الذي أصبح من ثقافة الشركات، حيث أدى إلى حماية العمال من الإصابة بأمراض الحرارة التي تنتج عن بذل المجهود في أوقات الظهيرة والحرارة الشديدة.
كما قامت شركات أخرى بوقف العمل خلال الفترة المحددة للحظر، وإرسال العمال أو تركهم في أماكن مغطاة داخل المواقع الإنشائية، مع توفير الماء والعصائر حتى يمكنهم استعادة نشاطهم بعد ذلك في مواقع العمل.
وفي دبي بدأت وزارة العمل أمس حملاتها التفتيشية من خلال 18 فريق عمل على مستوى الدولة، وذلك لمتابعة تنفيذ قرار حظر العمل وقت الظهيرة الذي أصدره وزير العمل صقر غباش بشأن تحديد ساعات العمل للأعمال التي تؤدى تحت الشمس وفي الأماكن المكشوفة منذ الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر الذي يستمر تطبيقه حتى 15 أيلول/ سبتمبر المقبل.
وأكدت وزارة العمل على أن القرار الذي تطبقه للعام الحادي عشر على التوالي يعمل على تعزيز ثقافة واشتراطات السلامة المهنية وينبع من حرصها على توفير بيئة عمل آمنة وصحية للعاملين في سوق العمل، مشيره إلى النجاح الكبير الذي حققه قرار حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة وقت الظهيرة خلال أشهر الصيف على امتداد سنوات تطبيقه.
وأشارت الوزارة إلى أنها شكلت 18 فريق عمل على مستوى الدولة لمتابعة تنفيذ قرار الحظر لهذا العام، حيث تباشر الفرق عملها يومياً عند الساعة الثانية عشرة والنصف وحتى الثالثة من بعد الظهر وهي فترة الحظر.وكانت الوزارة بدأت مطلع الشهر الجاري تنفيذ حملات لتوعية أصحاب العمل والعمال بأهمية القرار الذي يستهدف تحقيق معدلات عالية في درء المخاطر عن العمال في مواقع العمل وتجنيبهم الإصابة بضربات الشمس والإنهاك الحراري ومن المقرر أن تستمر الحملات حتى نهاية العمل بالقرار في 15 أيلول/ سبتمبر المقبل، حيث يتم خلالها توزيع "بروشورات" للتوعية، وكذلك تزويد العمال بالمياه والعصائر الباردة.
وتستهدف وزارة العمل تنفيذ 60 ألف زيارة ميدانية للوقوف على مدى التزام المنشآت بالقرار من عدمه، إلى جانب تنفيذ 20 ألف زيارة ميدانية على مستوى الدولة للتوعية بمضامين القرار، وتأكيد ضرورة التقيد به من قبل طرفي الإنتاج. وأوضحت الوزارة أن فرق التفتيش ستقوم بتوثيق المخالفات المضبوطة من خلال تصوير العمال أثناء أداء الأعمال خلال الحظر فوتوغرافيا، وضم تلك الصور إلى محاضر الضبط التي تعرض لاحقا على اللجنة المعنية للنظر في تلك المخالفات.وأشارت إلى أنها ستتعامل بكل جدية مع أي ملاحظة تصل إليها من الجمهور عن حالات تشغيل العمال خلال فترة الحظر، حيث سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة تلك الملاحظات، والتأكد منها سواء التي ترد منها عبر مركز الاتصال على الرقم المجاني 800665 أو عبر تطبيق الوزارة على الهواتف الذكية.
أرسل تعليقك