موازين القوى تتغيّر بين داعش والأكراد في محيط مدينة عين العرب السوريّة
آخر تحديث 14:59:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

عقب تزويد وحدات الحماية بالسلاح الأميركي وتدخل القوّات الكرديّة العراقيّة

موازين القوى تتغيّر بين "داعش" والأكراد في محيط مدينة عين العرب السوريّة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - موازين القوى تتغيّر بين "داعش" والأكراد في محيط مدينة عين العرب السوريّة

المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب السوريّة
عين العرب ـ صوت الإمارات

يضع القرار التركي علامة على التحول المفاجئ لموقف أنقرة الرافض مساعدة أكراد مدينة عين العرب "كوباني" السوريّة عسكريًا، وقد أتى بعد ساعات من إسقاط الجيش الأميركي 24 طنًا من الأسلحة والأدوية على المدينة المحاصرة من طرف تنظيم "داعش"، فيما اعتبر مقاتلوا القوّات الأمنيّة الكرديّة "البيشمركة" في شمال العراق، سماح تركيا لهم عبور أراضيها، للدفاع عن الأكراد في المدينة الحدودية، خطوة في صالحهم، بعد معارك الأكراد هناك، والتي استمرت قرابة شهر.

وتبع الموقف التركي والأميركي زيادة كبيرة في عدد الغارات الجوية ضد قوات "داعش"، والتي تصفها وحدات حماية الشعب الكردي واللاجئين الأكراد بأنها "تشكل تحوّلاً بصورة مطردة لتيار المعركة".

ويعتقد أنّ الضربات الجوية قد دمرت العديد من أهداف "داعش"، في الأيام الأخيرة، مما اضطرها إلى استخدام عدد متزايد من الكوادر في محاولة للكفاح والصمود.

ودفع "داعش" ثمنًا باهظًا للكفاح من أجل "كوباني"، فقد خسر نحو 400 رجل، والعديد من الأسلحة الثقيلة، التي نهبها من الجيش العراقي.

وكشف دبلوماسي غربيّ مقيم في المنطقة أنَّ "الأمور باتت تبدو أكثر صعوبة بالنسبة لهم، وحال لم يتم تسليمهم أسلحة لن يصبحوا قادرين على الفوز، وسيعيدوا تقويم التزاماهم".

وأكّد محلّلون عسكريون أنّ "حال المعركة، في المرحلة الراهنة، اختلف بصورة ملحوظة، منذ أواخر الأسبوع الماضي، وذلك قبل زيادة الضربات الجوية، عندما كانت قوات (داعش) تتقدم، على الرغم من وجود الولايات المتحدة وطائرات التحالف التي بدت مستعدة لضرب كوباني، أكبر رابع بلدة كردية في سورية".

واعتبر المحلّلون أنَّ "هذا الانتصار كان دفعة كبيرة لداعش، حيث بدا احتمال التغلب على الولايات المتحدة وحلفائها العرب ممكنًا، مع استمراها في الاضطراب عبر مركز المنطقة".

وأشاروا إلى أنّه "حقق التكفيريّون مكاسبًا، في حين رفضت تركيا دعم الأكراد داخل كوباني، بسبب صلتهم بحزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل حكومة أنقرة منذ نحو 40 عامًا".

وأعلن المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب السوريّة أنَّ "الأسلحة الأميركية رفعت من معناوياتهم، وحال استمرت سوف يتمكنون من كبح جماح هجمات داعش".

وبيّن المتحدث باسم قوات حماية الشعب الكردي سوريس حسن، في تصريح صحافي، أنَّ "الأسلحة ليست كافية لتغيير موازين اللعبة في ليلة واحدة، ولكن إذا استمرت المساعدات، سوف تساعدنا كثيرًا، فهذا الدعم يساعدنا معنويًا أكثر من المساعدة على الأرض، نحن نتحدث إلى التحالف عبر قنوات مختلفة، بغية مواصلة الدعم، ونأمل أن يحدث ذلك في كثير من الأحيان".

ورأى مقاتل آخر "لقد تغيرت اللعبة بعد إسقاط الأميركان للسلاح، تحوّلنا من الدفاع عن المدينة إلى مهاجمة داعش، لعبتنا لم تعد دفاعية في هذه الحرب، أعتقد أن اليومين المقبلين سيجلبون لنا النصر".

وفي سياق متصل، أكّد عضو في لجنة الأمن "البيشمركة" في برلمان كردستان العراق محمود حاجي عمر أنَّ "القوات كانت مستعدة للانتشار في عين العرب"، مضيفًا "نحن نخطط لإرسال عدد من القوات إلى كوباني لمواجهة داعش، والآن نختار المقاتلين الذاهبين إلى هناك".

يذكر أنَّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن أنّ "إدارة الرئيس باراك أوباما قررت إسقاط الأسلحة والذخائر للأكراد، بغية تشجعيهم"، معتبرًا أنَّ "عدم دعمهم يعد قرارًا أخلاقيًا صعبًا للغاية، وغير مسؤول".

وأوضح كيري للمسؤولين في العاصمة الإندونسية جاكرتا أنَّ "الإدارة الأميركية تفهم مخاوف تركيا في شأن تزويد الأكراد بالسلاح، ولكن الوضع في كوباني يعدّ ضرورة مطلقة في لحظة أزمة".

ومن جانبه، كشف وزير الخارجية التركي ميلفوت شاوش أوغلو أنّ "قرار السماح للبيشمركة بعبور أراضي تركيا يأتي عقب جهد إقليمي واسع، لدرء داعش"، مضيفًا "نريد تطهير المنطقة من كل التهديدات".

وفي شأن الأسلحة الأميركية للأكراد، بيّن أوغلو "نقيم المساعدات العسكرية والمواد الطبية الأميركية المقدمة للأكراد، وهي في إطار الدفاع عن عين العرب (كوباني)".

إلى ذلك، أشار بعض المراقبين إلى أنَّ "تحول السياسة التركية لم يكن مفاجئًا، بعد سلسلة الاحتجاجات العنيفة التي هزت تركيا قبل أسبوعين، لتقاعس أنقرة عن الأزمة في كوباني، فضلاً عن قصف تركيا مواقع لحزب العمال الكردستاني، في الأسبوع الماضي، داخل حدودها".

وأوضح المؤرخ في القضية التركية مسعود يجين أنَّ "تركيا لا يمكن أن تخاطر بسقوط كوباني، فمنذ أسبوعين أظهرت الأحداث حتمية سقوط المدينة الكردية، مما سينهي عملية السلام، فقط الحكومة التركية أرادت اختبار رد فعل الناس، وراء ما كان سيحدث، ولم يعد من الممكن مشاهدة الدراما في كوباني دون فعل شيء".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موازين القوى تتغيّر بين داعش والأكراد في محيط مدينة عين العرب السوريّة موازين القوى تتغيّر بين داعش والأكراد في محيط مدينة عين العرب السوريّة



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 00:13 2020 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال تركيا "المدمر"

GMT 23:59 2019 السبت ,23 آذار/ مارس

رئيس النصر السعودي يسخر من جمهور الشباب

GMT 06:58 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

الأجهزة اللوحية في المدارس سقوط حرّ لمهارات الكتابة

GMT 15:53 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"لينكولن" تستعيد الأناقة الكلاسيكية بطرح محدود لـ"61 Continental"

GMT 12:42 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق برنامج "Little Big Stars- نجوم صغار" على "MBC مصر" السبت المقبل

GMT 19:42 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة "هارفاد" تواجه اتهامات بالتمييز العنصري ضد الأميركيين

GMT 04:16 2014 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

عطور "الفانيلا" مطلب كل امرأة أنيقة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates