صنعاء ـ عبد الغني يحيى
قتلت طائرة من دون طيّار قائد تنظيم "داعش" في اليمن جلال بلعيدي بعدما شنّت غارة على سيّارته على طريق بين بلدتي زنجبار وشقراء في الجنوب اليمني الخميس وقتل معه اثنان من مساعديه. كما قتل ستة أشخاص، يرّجح أنهم من أعضاء تنظيم "القاعدة" في غارة أميركية منفصلة لطائرة من دون طيار أيضا، وقال مصدر إن الطائرة استهدفت آلية تقل عشرة متطرفين من "القاعدة" في قطاع رضوم في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
وتعدّ الولايات المتحدة الوحيدة التي تملك طائرات من دون طيار في شبه الجزيرة العربية. ولم تتوقف الهجمات من هذا النوع في اليمن على رغم الحرب بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.
وتعتبر الولايات المتحدة تنظيم "القاعدة" في اليمن الفرع الأخطرفي هذه الشبكة الذي استغلّ حال الفوضى السائدة واستغل "القاعدة" حال الفوضى السائدة في اليمن منذ تصعيد النزاع اليمني في آذار/ مارس الماضي، ليستولي في الشهر التالي على المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، ومهد عائلة أسامة بن لادن مؤسس الشبكة المتطرفة.
وينافس "داعش" تنظيم "القاعدة" المنتشر منذ سنوات في جنوب اليمن وقام في الأشهر الأخيرة بسلسلة اعتداءات دامية، خصوصا في عدن العاصمة "الموقتة" للحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي.
واشتدت المعارك التي تخوضها القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني ضد مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح في مختلف الجبهات بالتزامن مع انهيار قواتهم في منطقة "فرضة نهم" عند البوابة الشمالية الشرقية لصنعاء.
وأكدت مصادر المقاومة مقتل وجرح عشرات الحوثيين خلال المواجهات المستمرة وغارات طيران التحالف التي طاولت مواقعهم في صنعاء ومحيطها ومحافظات صعدة وحجة وعمران ومأرب وتعز والحديدة، فيما كثف الانقلابيون نقاط التفتيش في الشوارع الرئيسة والفرعية في صنعاء وأقسام الشرطة والمصالح الحكومية خشية انفجار الوضع الأمني بالتزامن مع وصول القوات الشرعية إلى مشارف المدينة.
واتهم الرئيس عبدربه منصور هادي أثناء ترؤسه في عدن اجتماعا لمسؤولي السلطة المحلية والقيادات الأمنية في محافظة الضالع الجنوبية، جماعة الحوثيين وصالح بـ"الاتفاق منذ وقت مبكر على نقل التجربة الإيرانية إلى اليمن وتقاسم السلطتين الدينية والسياسية والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني والعملية الانتقالية".
وأكد هادي في الاجتماع الذي حضره نائبه رئيس الحكومة خالد بحاح، أن "الانقلابيين اختاروا طريق الحرب للوصول إلى مراميهم وأهدافهم"، التي وصفها بـ"الفئوية المناطقية المقيتة". وقال إن "إرادة الشعب دائماً منتصرة على المشاريع الصغيرة". وأضاف أن "ما حققته قوات الجيش والمقاومة الشعبية في مختلف جبهات القتال دليل آخر على فشل الانقلابيين".
وأفادت مصادر المقاومة بأن قوات الشرعية مدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي واصلت التقدم في شمال شرق صنعاء في جبال نهم على بعد 50 كلم من العاصمة. وأضافت المصادر أن 50 حوثيا على الأقل قتلوا في المواجهات التي دارت في محيط "فرضة نهم" إلى جانب 15 آخرين من قوات المقاومة والجيش، في وقت ضربت عشرات الغارات لطيران التحالف مواقع المتمردين في الجبال المتاخمة والمناطق القريبة من أطراف العاصمة في مديرية أرحب، شمال صنعاء.
وطال القصف معسكر قوات الاحتياط الذي يسيطر عليه الانقلابيون في منطقة "حزيز" جنوب صنعاء وامتدت الغارات إلى حجّة وصعدة وعمران وتعز والحديدة وغرب مأرب في صرواح، وفي حجّة دمرت الغارات تعزيزات للحوثيين وقوات صالح كانت متجهة إلى حرض وميدي حيث تدور معارك ضارية بين المتمردين وقوات الشرعية المدعومة من التحالف.
وتجددت المواجهات في معظم جبهات محافظة تعز مع استمرار القصف العشوائي للمتمردين على أحياء المدينة، أفادت مصادر المقاومة بأن قصفاً متبادلاً يدور في محيط بلدة "كرش" شمال لحج بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية من المدرعات والأطقم والأسلحة الثقيلة للمقاومة وقوات الجيش من القاعدة العسكرية في منطقة العند.
وأكدت مصادر أمنية وشهود مقتل ثلاثة من مسلحي تنظيم "القاعدة" عند حاجز أمني لعناصر المقاومة وقوات الأمن الموالية للحكومة في منطقة أحور في محافظة أبين شرق عدن. ويرجح أن مسلحي التنظيم كانوا قادمين من جهة محافظة حضرموت التي يسيطرون على عاصمتها المكلا، ورفضوا التوقف للتفتيش واشتبكوا مع عناصر المقاومة والأمن قبل أن يلقوا مصرعهم، وذكرت أنباء أن تحركات وتعزيزات لمسلحي "القاعدة" و"داعش" وصلت إلى الأطراف الشرقية والشمالية لعدن من جهتي أبين ولحج المجاورتين.
أرسل تعليقك