لقي ٢٥ شخصًا حتفهم وجرح 202 في هجوم انتحاري استهدف مسجد "جعفر الصادق" الشيعي في منطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، خلال صلاة الجمعة.
وأوضح شهود عيان، أنَّ انتحاريًا ذكر "داعش" أنَّ اسمه أبو سليمان، فجر حزامًا ناسفًا بعد انتهاء الخطبة وشروع الإمام في الصلاة. ويُعتبر الحادث الذي أعلن "داعش" مسؤوليته عنه، أسوأ اعتداء متطرف تشهده الكويت في تاريخها. ودانت دول مجلس التعاون الاعتداء المتطرف، الذي أبلغ به البيت الأبيض والرئيس باراك أوباما فور حدوثه بسبب وجود قاعدة أميركية رئيسية في الكويت.
وبعد الحادث مباشرة زار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد المسجد للتضامن مع المصابين وذويهم وعقد مجلس الوزراء اجتماعًا طارئًا دان فيه الاعتداء بشدة، وأوضح رئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك أنَّ الاعتداء "يستهدف وحدتنا الوطنية لكنه لن ينال منها".
وأكد بيان لوزارة الداخلية "عزم قوى الأمن على ملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة" ووعد بأنها "ستكشف تباعًا كل التفاصيل المحيطة بـ"الحادث الإرهابي الآثم". لكن البيان لم يؤكد أو ينف ما نقلته وكالات عن أن تنظيم "داعش" تبنى الهجوم.
وشهدت الكويت، بعد الحادث مباشرة، إجراءات أمن مكثفة وتحدثت مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال دهم واعتقالات لمشبوهين بالتعاطف مع التنظيم في بعض المناطق، كما حذرت سفارات أجنبية رعاياها من التردد على الأماكن العامة والمجمعات التجارية.
وبعد تفقده المصابين في المستشفيات،دعا ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الكويتيين "ليكونوا لحمة واحدة قلبًا وقالبًا"، موضحًا أنَّ الهجوم "جاء في ضوء التهديدات التي تعيشها المنطقة والكويت"، وشدد على أن قوات الأمن "ستلقي القبض على الجناة".
واستنكرت المجموعات السياسية والدينية الهجوم بشدة، ودان رئيس "جمعية الإصلاح الاجتماعي" التي تمثل تيار "الإخوان المسلمين"، حمود الرومي، بشدة "العمل الإجرامي من فئة تقتل وتروع الآمنين"، فيما حذر رئيس جمعية "إحياء التراث الإسلامي"، التي تمثل التيار السلفي، طارق العيسى، من "أياد خبيثة تريد إشعال الفتن". ودعا إلى "تفويت الفرصة على من يريد شق الصف الكويتي الواحد".
ووصف الداعية السني الكويتي الشيخ عجيل النشمي على موقع "تويتر" التفجير بـ"العمل الإجرامي ومقصده إثارة الفتنة"، مضيفًا أن "الشيعة والسنة سيفشلون مخطط الإرهابيين بتوحدهم وتعاضدهم". وبدوره، دعا النائب المستقل سلطان الشمري الحكومة إلى "الضرب بيد من حديد".
وكانت المحاكم الكويتية خلال الأسابيع الماضية حاكمت عددًا من الأشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، وحكمت على واحد منهم على الأقل بالسجن.
ويلقي الاعتداء الدامي بظلال ثقيلة على الأقلية الشيعية في الكويت، التي لا تزال تحتفظ بعلاقات دافئة مع الغالبية السنية. وحرص تلفزيون الكويت ووسائل الإعلام الرسمية، على تقديم وإبراز رجال الدين والإسلاميين السنة يدينون ويستنكرون الاعتداء والتشديد على الوحدة الوطنية. وأوقف التلفزيون برامجه العادية وأعلن أن البث سيركز على التضامن مع الشهداء والمصابين وأهاليهم.
وأشار شهود عيان إلى أن الانتحاري دخل المسجد أثناء صلاة الجمعة وراح يصلي من دون أن يثير الشبهات.
والهجوم، الذي تبناه تنظيم "داعش"، هو الأول الذي يستهدف مسجدًا للشيعة في الكويت، فضلًا عن كونه الاعتداء المتطرف الأول فيها منذ كانون الثاني/ يناير 2006.
وأفاد بيان أصدره التنظيم بأنه "في عملية نوعية انطلق أحد فرسان أهل السنة الغيارى الأخ أبو سليمان الموحد ملتحفًا حزام العز الناسف مستهدفًا معبدًا للشيعة في حي الصابري في منطقة الكويت". وأشار البيان إلى إصابة "العشرات".
وكان التنظيم تبنى في 17 حزيران (يونيو) سلسلة من التفجيرات ضد مساجد للشيعة ومنزل لأحد قادة "الحوثيين" في صنعاء، ما أسفر عن مقتل 31 شخصًا وإصابة العشرات. كما تبنى التنظيم الشهر الماضي تفجيرين ضد مسجدين للشيعة في السعودية وقع الاثنان أثناء أداء صلاة الجمعة.
ومن على متن طائرة الرئاسة الأميركية، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز، إن "الرئيس باراك أوباما تابع معلومات عن الهجمات في فرنسا وتونس والكويت، وإن مسؤولي أمن واستخبارات أميركيين عرضوا تقديم المساعدة".
ودان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني التفجير المتطرف، وأكدا الوقوف مع الكويت ورفض دول المجلس كل ما من شأنه المساس بأمن وسلامة الشعب الكويتي.
أرسل تعليقك