كثف طيران التحالف العربي، الأربعاء، غاراته على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في تعز ومأرب، وامتدت الضربات إلى محافظات ذمار والحديدة وصعدة، بالتزامن مع التقدم المستمر للقوات المشتركة لـ"المقاومة الشعبية" والجيش الموالي للحكومة الشرعية، في مناطق مديرية نهم شمال شرقي صنعاء وجبال "هيلان" غربي مأرب.
وعقد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني، اللواء الركن محمد المقدشي، مؤتمرًا صحافيًّا عقب لقاء جمعه مع محافظي ذمار وصنعاء والجوف وقائد المنطقة العسكرية الثالثة، في سياق تنسيق الجهود العسكرية والإدارية لتحرير هذه المحافظات من قبضة الحوثيين.
وأكد المقدشي أن الجيش سيدخل صنعاء قريبًا، مشيرًا إلى أن اليمن تعرضت إلى "غزو بربري فارسي نفذته أيد يمنية"، في إشارة إلى الحوثيين وقوات صالح، كما كشف أن الجيش السابق تعرض لخيانة كبيرة من قبل الرئيس السابق وحلفائه، وأنه بدأ العمل على تأسيس جيش وطني جديد منذ منتصف العام الماضي، على أسس وطنية وبعيدًا عن الفساد.
وأبدى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، بعد لقائه وفد الحوثيين وحزب صالح، تفاؤلًا بانعقاد جولة جديدة من المحادثات بين المتمردين والحكومة الشرعية.
وأفادت مصادر المقاومة أن طيران التحالف استهدف مواقع الحوثيين في جبال "هيلان" في مديرية صرواح غرب مأرب، كما ضرب مواقعهم في مديرية نهم شمال شرق صنعاء، في وقت اشتدت المعارك في منطقتي جبل "الحجر" وجبل "يام"، بعد سيطرة المقاومة على جبل “وترين” وجبلي “صلب” و“قرود” الاستراتيجيين، وعدد من القرى على بعد نحو 50 كلم شمال شرق صنعاء.
وشنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع للمتمردين في مديرية “آنس” التابعة إلى محافظة ذمار، واستهدفت مواقعهم في جبهتي “الضباب” و“المسراخ” في تعز، ودمرت تحصيناتهم في المجمع الحكومي في مديرية حيفان وفي مناطق متفرقة شرق مديرية الراهدة جنوب شرقي تعز، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.
وقُتل شرطيا مرور في مدينة عدن، التي تشهد سلسلة اغتيالات شبه يومية، وقال شهود إن مسلحَيْن مجهولَيْن كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على الشرطيين أثناء أداء عملهما في منطقة “الشيخ عثمان” وسط المدينة، وفرا هاربين.
وفي محافظة أبين المجاورة، أكد شهود أن مسلحي تنظيم “القاعدة” نشروا نقاط تفتيش على الطريق بين عدن وأبين، لتفتيش السيارات وحقائب المسافرين.
وكشفت مصادر أن غارات التحالف استهدفت مواقع المقهاية والتبة الحمراء ومزارع الميهال ومصنع المعدن بجوار السجن المركزي في مدينة تعز وريفها، كما قصفت المقاتلات تجمعات للحوثيين وقوات صالح داخل المجمع الحكومي في مديرية حيفان، وأدى القصف إلى تدمير آليات مسلحة.
وأوضح مصدر عسكري أن المقاتلات قصفت مواقع للجماعة المسلحة في جبهة الضباب ومناطق المسراخ، فيما ذكر مصدر طبي أن طفلًا قُتل وأصيب ثلاثة مدنيين في سقوط صاروخ “كاتيوشا” أطلقه الحوثيون وقوات صالح على قرية حنا في مديرية الوزاعية غربي تعز، وقال شهود إن اثنين من رجال المقاومة قُتلا نتيجة القصف المدفعي والصاروخي الذي استهدف مواقعهم في المنطقة.
وردّت القوات السعودية على قذائف أطلقها الحوثيون باتجاه بلدة الخشل السعودية الحدودية مع اليمن ولم تتسبب في أي أضرار، وتمكّن القناصة من قتل أكثر من 10 مسلحين أثناء محاولاتهم التسلل إلى الحدود السعودية.
واستهدفت طائرات التحالف تجمعات للحوثيين في حجة وصعدة، فيما لاحقت طائرات “اﻷباتشي” مسلحين في حدود حرض، وصد أفراد الجيش واللجان الشعبية محاولة تسلل للحوثيين باتجاه ميدي، أدت إلى مقتل وجرح أكثر من 14 مسلحًا من الحوثيين وقوات صالح، فيما فر المتبقون باتجاه منطقة عبس.
وأسقطت الطائرات السعودية 40 طنًّا من المساعدات الطبية والإغاثية في مناطق مختلفة في محافظة تعز، التي تعاني حصارًا خانقًا أدى إلى نفاد المواد الطبية وتعرض المدينة للتجويع، في أول عملية نوعية لكسر الحصار.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، الأربعاء، عن المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، قوله إن "قوات التحالف أسقطت 40 طنًّا من الأدوية الخاصة بالأطفال والمضادات الحيوية والمحاليل الطبية والمواد الغذائية الجافة".
وأوضح أن هذه العملية تأتي لكسر الحصار المفروض على أجزاء من محافظة تعز لتصل إلى المنكوبين هناك، حيث تشير المعلومات إلى تردي الوضع الإنساني والافتقار إلى المواد الأساسية.
أرسل تعليقك