سجن مقاتل بريطاني سابق في داعش 7 أعوام بعد هروبه من سورية عبر تركيا
آخر تحديث 00:17:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"سوبر مان" أبدى استياءه من الحياة القاسية داخل الخلافة المزعومة

سجن مقاتل بريطاني سابق في "داعش" 7 أعوام بعد هروبه من سورية عبر تركيا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - سجن مقاتل بريطاني سابق في "داعش" 7 أعوام بعد هروبه من سورية عبر تركيا

محمد الدين
لندن - سليم كرم

قضت محكمة بريطانية بسجن مقاتل سابق، يطلق على نفسه لقب سوبرمان، سبعة أعوام؛ لاتهامه بالإعداد لأعمال متطرفة، وذلك بعدما عاد أخيرًا إلى البلاد قادمًا من سورية، حيث كان يقاتل ضمن صفوف "داعش" .
وسافر المقاتل، الذي يُدعى "محمد الدين علي"، إلى سورية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي للانضمام إلى داعش والقتال معه، ولكن أسلوب الحياة في "الخلافة المزعومة" لم يرق له فقرر الهروب وقطع الحدود السورية التركية عائدًا إلى بلاده في 12 كانون الأول/ديسمبر، حيث احتجزته السلطات التركية لأنه لم يمتلك أيّة وثائق للسفر، ثم حوِّل إلى ضباط وحدة مكافحة التطرف التي أرسلته إلى بريطانيا في 22 كانون الأول/ديسمبر.
وخيّبت الحياة في الشرق الأوسط آمال محمد الدين، الذي كان على اتصال دائم مع صديق له في بريطانيا، والذي كان يتحضر بدوره للسفر إلى سورية للانضمام إلى داعش، إلا أن الشرطة داهمت منزله في بيدفورد واعتقلته، وأرسل محمد لصديقه هذا رسالة بعد أقل من أسبوعين على مغادرته بريطانيا كتب له فيه "صديقي لقد كان من السهل الدخول إلى سورية، لاسيما في النهار واستطعنا عبور الحدود بلا عجلة، لا تقلق من المجئ إلى هنا.

وتابع: عندما تعبر الحدود فإن الرجال يصطحبونك إلى مكان مشترك تتشارك فيه مع مجموعة أخرى من الرجال القساة، وأنصحك في هذا الطقس أن تجلب معك المزيد من الملابس، وحضر نفسك لاستخدام الماء البارد فقط وانعدام الكهرباء، واستعمال مراحيض مشتركة غير نظيفة، قبل أن تنقل إلى معسكر التدريب الذي يتطلب الكثير من الصبر مع رجال أشداء.
وأضاف محمد: ابدأ بتناول كميات صغيرة من الطعام لتعتاد على ذلك لأنك ستتقاسم طعامك القليل هنا مع أشخاص آخرين، وسيكون الوضع أحسن في المعسكر، وعليك أن تختار إلى أي مكان تريد أن تتوجه، فأنا اخترت حلب وأنا في بلدة صغيرة تسمى منبيج ليس فيها الكثير من الأحداث والحياة هنا طبيعية إلى حد ما.
وشكا الرجل لصديقه من عدم قدرته على الذهاب إلى الرقة؛ نظرا لارتفاع الطلب عليها وقلة الأماكن فيها للمقاتلين، وأشار "إذا كنت تخطط للذهاب إلى الرقة فانسى ذلك"، وسأله صديقه ردًا على هذه الرسالة "أي مكان أستطيع أن أحصل فيه على الشهادة بسرعة إنها حلمي".
وبدأت تتنامى مع الوقت خيبة أمل "سوبرمان" من الحياة في سورية، وكتب مرة أخرى لصديقه "أريد أن أغادر هذا المكان فورًا، لقد اكتفيت منه، هذا ليس جهاد ولا النظام الذي نريده"، وسأله صديقه في 19 تشرين الثاني/نوفمبر "ماذا تفعل في الشام؟ فقط تذهب إلى الحمام وتنام؟".
ورد على صديقه يوم 26 تشرين الثاني/نوفمبر "أنا هنا منذ 20 يومًا ولا أفعل أي شيء على الإطلاق"، وبعد أسبوع عاد وأرسل له "مازلت أدور في حلقة مفرغة، لقد حظيت بخلاف كبير مع اثنين من الرجال هنا، صدقني فالمكان ليس كما تظن، سترى بنفسك من يسمون أنفسهم بالمجاهدين"، وتباهى في إحدى الرسائل بأنه أطلق النار من مدفع رشاش مع مجموعتين من إخوانه في الخطوط الأمامية للمعركة.
وترك محمد الدين بريطانيا في 4 تشرين الثاني/نوفمبر بعد أن انفصل عن زوجته، وفي 3 كانون الأول/ديسمبر بعث رسالة يقول فيها إنه يفكر في الهروب من سورية، واعتقلته الشرطة التركية بالقرب من الحدود السورية من دون جواز سفر في يوم 12 كانون الأول/ديسمبر، وادعى أنه كان يقيم في إسطنبول حتى 8 كانون الأول/ديسمبر عندما أدرك أن جواز سفره مفقود، وقرر الذهاب إلى السفارة البريطانية في أنقرة.
وادعى أنه ركب الحافلة مع صديقته النرويجية إلا أنهما غفيا، واستيقظا في صباح اليوم التالي في منطقة بالقرب من الحدود السورية، واعترف لاحقًا في بريطانيا بأنه كذب على الأتراك وأنه كان في الواقع سافر إلى سورية حيث طلب منه أن يسلم جواز سفره.
وأقرّ بذنبه في الإعداد لأعمال متطرفة، وأشارت المحامية أنبيل دارلو "في غضون فترة قصيرة من وصوله سوريا أعرب المتهم عن سخطه من معسكر التدريب وخيبة أمله من النظام السائد هناك، وشهد في نفس الفترة ضغطًا للعودة إلى زوجته في بريطانيا، ثم خطط للعودة بالرغم من مصادرة جواز سفره، وبالرغم من أنه اختار العودة إلى بريطانيا إلا أن عدد من رسائله تشير إلى نيته العودة مرة ثانية في المستقبل".
وصرحت مساعد رئيس الشرطة ورئيس جهاز مكافحة التطرف جنوب شرق بريطانيا لورا نيكلسون "كان الغرض من سفر محمد للانضمام إلى سورية والانخراط في نشاط متطرف، وستتخذ الشرطة أقوى الإجراءات ضد الأشخاص الذين ينون أو يسافرون إلى سورية والعراق للقتال، يشكل العائدون من سورية من المقاتلين خطرًا على بريطانيا، ولدينا مسؤولية لحماية مصالحنا في جميع أنحاء العالم، ونحن نمنع السفر إلى سورية بالأساس للحفاظ على أمننا والحفاظ على الرأي العام البريطاني في الداخل والخارج".
وأكدت النائبة العامة سو هيمنغ "غادر محمد الدين إلى سورية للانضمام إلى داعش بنية التطرف، وكان واضحًا أنه خطط للذهاب، وأنه عاني من خيبة أمل لدى وصوله، وأوضحت عمليات البحث الخاصة به عبر الإنترنت بحثه عن حالة التناحر الإسلامي وهذا ما عرضه لخيبة أمل أكبر من أي وقت سابق".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سجن مقاتل بريطاني سابق في داعش 7 أعوام بعد هروبه من سورية عبر تركيا سجن مقاتل بريطاني سابق في داعش 7 أعوام بعد هروبه من سورية عبر تركيا



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates