دبي - صوت الإمارات
يُمثّل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ذكرى رحيل راشد آل مكتوم، في الوقت الذي تشهد بصماته البيضاء على آثاره الطيبة، على الرغم من وفاته عام 1990.
وولد راشد آل مكتوم، الشريك في بناء دولة الإمارات وإرساء قواعد الاتحاد، عام 1912م في العام الذي تسلم فيه والده سعيد بن مكتوم، زمام الأمور في دبي وتلقى راشد دراسته الأولى في علوم الفقه واللغة العربية التي كانت توفرها الكتاتيب في ذلك الحين ثم التحق بالتعليم النظامي في مدرسة الأحمدية في ديرة فتفقه في العلوم الدينية إلى جانب علوم اللغة العربية والتاريخ والحساب والجغرافيا. وكان راشد أصغر تلاميذ هذه المدرسة الوحيدة في دبي.
وأولى الصيد وخصوصًا الصقور اهتمامًا خاصًا، فمنذ سن مبكرة كان راشد هدافاً ماهراً بالبندقية. وإذا كان لوالدته دور كبير في تنشئته؛ فقد كان لهواية صيد الصقور دور كبير في مصاحبته لوالده سعيد إذ شغفا بها معاً؛ مما وطّد علاقته بوالده، ولما لم يكن قد تقلد مهام الحكم بعد في تلك الفترة؛ فقد كان ينعم بشيء من الحرية في رحلات الصيد، وكانت طيور الحبارى والغزلان والأرانب وطيور "الطيهوج" من طرائده المفضلة.
تولى راشد بن سعيد مقاليد الحكم في إمارة دبي عام 1958 عقب وفاة والده، ولم يكن راشد بجديد على الإدارة السياسية للإمارة فقد شارك والده في تسيير أمور الحكم منذ عام 1939، وانخرط في العمل السياسي منذ نعومة أظفاره؛ لكونه الولد الأول للشيخ سعيد،إذ اعتاد أن يحضر مجلس أبيه، وكان يبدي اهتماماً بالغاً بما يدور في المجلس، ويصغي للآراء والأفكار التي يطرحها الحضور. وإذ كان حريصاً على فهم دقائق حكم الدولة، كان يقضي الساعات الطوال يسأل أبويه عن أحداث اليوم.
ويعود الفضل له في وضع أسس النهضة الاقتصادية والعمرانية في الإمارة، حيث كان يعمل بلا مستشارين أجانب وجميع التجار المواطنين والوافدين كانوا يستشيرونه نظراً لحكمته وسداد رأيه وقدرته على قراءة المستقبل، وكان يطلب من الكل دوماً مراجعته بعد 3 أيام لإعطائهم المشورة إما بالمباركة أو التأني أو الرفض.
أرسل تعليقك