أقدم تنظيم "داعش" أخيرًا على نشر كتيب مفصل باللغة الإنكليزية عبر شبكة "الإنترنت"، كدليل سفر يتيح الكثير من المعلومات للأجانب الراغبين في التطوع للانخراط في صفوف التنظيم المتشدد، وكيفية الوصول إلى سورية، التي يسيطر مقاتلوه على أجزاء واسعة منها.
وكشفت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، عن أنَّ الكتيب يتألف من 50 صفحة ويحمل اسم "الهجرة"، ويتناول بالتفصيل البيوت الآمنة التي يعيش فيها المتشددون، فضلاً عن مختلف الطرق التي من الممكن أن يسكلها الأجانب الراغبين في الجهاد للوصول إلى سورية.
ويستهدف "داعش" فئة الشباب من الأجانب، وجاء عنوان الكتيب كاملا "الهجرة إلى داعش: ما الأمتعة التي يلزم حزمها، والأشخاص الواجب التواصل معاهم والأماكن المقصودة...قصص وأكثر!"
وأكَّد الكتيب أنَّ مقاتلي تنظيم "داعش" الذين يقيمون في تركيا يعيشون في أمان لأن اسطنبول تخشى الهجمات الانتقامية، مما يتيح السبل لمساعدة مجندي "داعش" في عبور الحدود إلى سورية المجاورة من دون أن يتم توقيفهم.
وزعم أحد المتشددين الذي يوصف بأنه مجند بريطاني، أن الجنود الأتراك يسهلون لمجموعة من المقاتلين الأجانب، عبور الحدود إلى سورية، وذلك في قسم من الكتيب الذي يحتوي على شهادات حقيقية من المقاتلين الأجانب الذين شقوا طريقهم إلى الأراضي التي يحكم "داعش" قبضته عليها.
وذكر الكتيب أنَّ أنقرة تغض الطرف فقط عن بعض أنشطة "داعش" بسبب مخاوف أمنية، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان الكتيب الذي أصدرته وكالة المخابرات المركزية الأميركية، لتقديم المشورة لعملائها، حول كيفية المرور عبر المطارات دون أن يتم كشف هويتاهم الحقيقية، وذلك وفقاً لما نشرته وثائق "ويكيليكس".
وينصح "داعش"أبحمل مجموعة اساسية من الأدوات أثناء الرحلة من ضمنها، شاحن بالطاقة الشمسية للهاتف المحمول، وأدوات لحماية الركبة والكوع، والسراويل الداخلية الطويلة، ومناظير ومعدات تسلق وأدوات الطعام.
وفور وصول الأجانب المتطوعين للانضمام إلى التنظيم، إلى تركيا، يتمكنون من الحصول على وثائق إثبات هوية مزورة، تصنع حسب الطلب، وذلك بفضل المتعاطفين مع "داعش".
وبيّن الكتيب وجود قسم خاص تديره النساء المنتميات إلى التنظيم، بشأن كيفية التواصل مع مكتب تنظيم "داعش" لتوفير المساعدة عبر الحدود، في إشارة واضحة إلى أن الجماعة المتشددة تحاول تعزيز شرعيتها، من خلال الحصول على الخصائص المميزة للبيروقراطية في أي دولة.
ويوضح الكتيب كذلك سبل التصرف عند المرور بأجهزة مراقبة الحدود.
واعتبر الباحث المتخصص في شؤون مكافحة التطرف، في مركز أبحاث تابع لمؤسسة "كويليام"، تشارلي وينتر، أن على الرغم من أن أسلوب الكتابة في هذه الوثائق، يعبر عن مستوى الهواة، إلا أن له انعكاسات كبيرة، مضيفاً أن الرسوم الملونة أمام النصائح المكتوبة، تستهدف جذب الشباب بشكل واضح.
وأضاف: "يوفر هذا الكتيب نصائح خطوة بخطوة، حول كيفية السفر إلى هناك، بالاعتماد على أمثلة من واقع الحياة، ولعل أكثر مايثير للقلق هو لهجة النص التي تميل إلى كونها، نصائح للسفر أكثر منها دعاية للتنظيم".
ويأتي ظهور هذا الكتيب في أعقاب عدد من القضايا البارزة، التي تفيد انضمام شباب بريطانيين إلى صفوف "داعش"، وتدريبهم وإعدادهم من خلال التواصل على شبكة "الإنترنت"، وذلك قبل أن يشقوا طريقهم بنجاح إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.
أرسل تعليقك