اعتقلت قوة من وحدة النخبة في القوات الخاصة الاميركية على ناشط كبير من تنظيم "داعش" في العراق، ويتوقع أن يؤدي إعتقاله وإستجوابه إلى القبض على المزيد في الأشهر المقبلة، معلنةً بذلك مرحلة جديدة مهمة في المعركة ضد التنظيم المتطرف.
ووصف مسئولون رفيعون في وزارة الدفاع الاميركية عملية الإعتقال بإعتبارها تطورًا حاسمًا في محاربة داعش ولكنها في نفس الوقت يثير تساؤلات متزايدة حول التعامل مع مجموعة كبيرة من معتقلي التنظيم.
وإستطاعت القوات الأميركية الخاصة إعتقال عدد من مقاتلي التنظيم في العراق وسورية في عمليات منفصلة في السنوات الأخيرة، وتواجه وزارة الدفاع اليوم إحتمال إعتقال مجموعة أكبر منهم، وهذا سيعيد تكرار بعض من أحلك الصور من حرب العراق وخاصة الانتهاكات السابقة في سجن أبو غريب.
وخاض الجيش الاميركي معارك كبيرة مع داعش، وقتل بذلك أعداد كبيرة من مقاتليه في العراق وسورية بسبب الغارات الجوية الاميركية، ويتكون فريق العمليات الخاصة من (200) عنصر التي وصلت الى العراق في الأسابيع الأخيرة، وهي أول قوة قتالية أميركية رئيسية على الأرض منذ انسحاب أميركا في العراق في نهاية (2011).
واعلن مسئولون في وزارة الدفاع أن الفريق انشأ بيوتًا آمنة وعمل مع القوات العراقية والكردية لإنشاء شبكات معلومات وشن الغارات على قادة تنظيم داعش وغيرهم من المقاتلين المهمين، وأشاروا أيضًا إلى أن الاميركان يحققون مع المعتقلين في مركز إحتجاز مؤقت في مدينة أربيل شمال العراق، وتقضي الخطة بتحويلهم في نهاية المطاف إلى القوات الكردية أو العراقية.
ورفض عدد من المسؤولين في وزارة الدفاع الإفصاح عن كمّ المعلومات الذي اعترف به المعتقلون، وقالوا أن الأمر يستغرق عدة أسابيع أو أشهر لإنهاء التحقيق، وكما هو معمول في البروتكول فان مسؤولين في وزارة الدفاع أبلغوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تحتجز مجموعة من معتقلي داعش، ورفض المتحدث باسم الصليب الأحمر" تريفور كيك" التعليق على المسألة، بما في ذلك إذا كان الصليب الأحمر بالفعل يراقب معاملة المعتقلين في سجن أربيل.
وأكد مسئولون في وزارة الدفاع على أن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لإعتقال المتهمين أو غيرهم لأجل غير مسمى، وأنه سيتم تسليمهم للقوات العراقية أو الكردية بعد الانتهاء من التحقيق معهم، وأنهم لا ينوون اقامة سجن على المدى الطويل خاص باحتجاز مقاتلي داعش، وإستبعدوا أن تقوم ادارة أوباما بإرسالهم الى سجن عسكري في خليج غوانتانامو في كوبا.
ويعتبر اغلاق غوانتانامو واحدًا من أهداف الرئيس أوباما قبل مغادرة سدة الرئاسة، وأكد المتحدث باسم البنتاجون الكابتن "جيف ديفيس" أنه لا وجود لخطط لاحتجاز معتقلي داعش على المدي الطويل، وأضاف " أي احتجاز سيكون قصير الأمد وبالتنسيق مع السلطات العراقية."
ويشار الى القوات الخاصة في وزارة الدفاع الاميركية بإسم قوة التدخل السريع المتخصصة، ويقول المسئولون أن الاعتقال يهدف الى زيادة المعلومات المؤكدة حول داعش بما في ذلك العمليات الجارية المستخرجة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة، وصرح السكرتير الصحفي في البيت الأبيض جوش أرنست " يعتزم القادة على التقاط المعلومات من الأقراص الصلبة والتي ستكون حاسمة في جهودنا المستمرة باعتبارها جزءًا أساسيًا من هذه الاستراتيجية."
وصرح وزير الدفاع أشتون كارتر للصحفيين يوم الاثنين الماضي عن قوة كوماندوس أرسلت، " انها اداة قدمناها كجزء من عملية تسارع شن الغارات من أنواع مختلفة، لتحرير الناس والأماكن التي سيطرت عليها داعش، ولإخافة التنظيم وإفهامه بأننا جاهزون له في أي مكان وأي وقت."
وقال المسؤولون أن النموذج في التعامل مع المعتقلين أُوكل إلى وحدة "الكوماندوز" الجديدة, وكانت (20) وحدة "كوماندوز" أميركية دخلت من العراق إلى سورية على متن مروحيات "بلاك هوك", وقتلوا أبو سياف الذي يصفه الأميركان بأمير النفط والغاز في التنظيم.
وإعتُقلت زوجة "أبو سياف" وأُقتيدت إلى مركز الفحص في العراق وإستجوبت مع المحتجزين، فيما إستولت القوات الأميركية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف وغيرها من المواد من الموقع، وتركت "أم سياف" معتقلة لمدة ثلاثة أشهر قبل أن ترسل الشهر الماضي إلى عهدة الأكراد، ووجهت لها وزارة العدل مذكرة بالتوقيف بسبب التآمر ودعم داعش، في جريمة أسفرت عن مقتل "كايلا مولر" العاملة الأميركية التي قتلت في سورية في شباط/فبراير (2014)، وقال مسئولون في وزارة الدفاع أن العملية الأخيرة التي أسفرت عن اعتقال مقاتلي داعش تمت في الأسابيع الأخيرة في العراق.
أرسل تعليقك