دمشق - خليل حسين
قطع تنظيم "داعش" طريق "خناصر" المنفذ الوحيد لمدينة حلب إلى باقي المناطق السورية بالتزامن مع انسحاب مسلحيه من عدد من المواقع والتلال في منطقة الضمير شمال شرق دمشق، فيما شن الطيران الحربي السوري عدة غارات على الغوطة الشرقية ومحيط مدينة تدمر وريف الزور؛ ففي ريف دمشق قال مصدر عسكري سوري إن الطيران الحربي أغار فجر اليوم على تل دكوة حيث تتحصن مجموعات من تنظيم "داعش" ما تسبب بتدمير عربات مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة".
وأعلن الجيش السوري مساء أمس سيطرته على مركز البحوث العلمية وشركة اسمنت البادية في منطقة الضمير شمال شرق دمشق بنحو 40 كم والتي سيطر عليها تنظمي داعش الأسبوع الماضي بعد أن اختطف أكثر من 300 عامل من الشركة وعشرات العناصر من القوات الحكومية التي كانت ترابط في الشركة.
وفي حلب أكد مصدر ميداني لموقع "صوت الإمارات" استمرار المعارك العنيفة بين القوات الحكومية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني من جهة وتنظيم جبهة النصرة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة ثانية في محيط مخيم حندرات بالريف الشمالي بهدف السيطرة على المخيم وقطع خط إمداد المسلحين المتمركزين في أحياء المدينة، واشار المصدر إلى استمرار عمليات الكر والفر والتبادل السيطرة بين الطرفين المتصارعين إذ تقدمت القوات الحكومية على نقاط عدة، لكنه سرعان ما انسحبت منها، بسبب صعوبة التمركز والتثبيت العسكري.
وأكد المصدر نشوب معارك موازية في مزارع الملاح المجاورة لطريق الكاستيلو، حيث تحاول القوات الحكومية تضييق الخناق على مسلحي الأحياء الشرقية من مدينة حلب واعترف المصدر بصعوبات عدة تواجه القوات الحكومية وحلفاءها بسبب التعقيدات الميدانية حيث يقع مخيم حندرات على مرتفعٍ يجعله مشرفاً على محوري الكاستيلو والجندول، وذكر مصدر في القوات الحكومية في تصريح لموقع "العرب اليوم" إن طريق خناصر المنفذ الوحيد إلى مدينة حلب مقطوع عند قرية شلالة قرب سبخة الجبول، بعد إمطار مسلحي «داعش» المنطقة بالقذائف.
وتترافق المعارك مع غارات للطائرات الحربية السورية ضد مواقع جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها وأسفرت الاشتباكات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عن مقتل «14 عنصراً من القوات الحكومية و20 مسلحا من جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها، وفي ريف حلب الجنوبي، تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية و جبهة النصرة في محيط بلدة العيس الإستراتيجية، والمطلّة على طريق حلب ـ دمشق الدولي. وسيطرت «النصرة» وفصائل إسلامية في نهاية الشهر الماضي على هذه البلدة، وتدور منذ ذلك الحين معارك في مسعى من قبل القوات الحكومية لاستعادتها.
وفي مدينة حلب لقي 5 اشخاص على الأقل مصرعهم بعد سقوط عدد من الصواريخ على حي الميدان ودوار شيحان في هذه الأثناء ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن 30 ألف شخص على الأقل "نزحوا خلال الـ48 ساعة الماضية" من حلب.
وفي محافظة إدلب، استهدف الطيران الحربي مناطق في مدينة خان شيخون وبلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة "محمبل" وريف جسر الشغور وأماكن أخرى في منطقة مخيم "خرماش" ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وفي محافظة الحسكة، اتهم سكان محليون عناصر من قوات "سورية الديمقراطية" بالاعتداء على رجل مسن بالضرب والاستيلاء على عشرات رؤوس الأغنام التي تعود له في قرية "جهفة الضبيب" بريف راس العين (سري كانيه)، وذلك بتهمة "تأييده لتنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مديرية تربية محافظة الحسكة التابعة للنظام السوري افتتحت عدة مدارس في منطقة الشدادي التي سيطرت عليها قوات "سورية الديمقراطية"، وذلك بعد انقطاع للتعليم فيها دام عاما كاملا، وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" يتخد من تلك المدارس مقاراً له. وأبلغت المصادر أن مديرية التربية وزعت المنهاج الدراسي المطبوع من قبل النظام السوري، وفي دير الزور شن الطيران السوري غارات مكثفة على مواقع لتنظيم "داعش" في حي الرشدية وسط المدينة وقريتي الجفرة والمريعية بالريف الشرقي.
أما في محافظة حماة، فقد استهدف الطيران الحربي مناطق في بلدة كفرنبودة ، دون أنباء عن إصابات، وفي محافظة حمص، استهدفت القوات الحكومية بالقذائف الصاروخية مناطق في مدينة تلبيسة وبلدة الزعفرانة بريف حمص الشمالي، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، وذكر مصدر عسكري سوري أن الطيران الحربي أغار على مقرات لتنظيم "داعش" جنوب وشرق مدينة تدمر ومحيط طريق سد وادي أبيض في ريف حمص الشرقي.
وفي محافظة درعا، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة، أن لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم "داعش" أعدم شخصا قرب مسجد صلاح الدين في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، وذلك رمياً بالرصاص بتهمة "إدخال عناصر جبهة النصرة إلى بلدة جملة لتنفيذ عملية اغتيال ابو علي البريدي القائد السابق للواء الملقب بـ"الخال" ومجموعة من قيادات اللواء"، فيما تجددت الاشتباكات المتقطعة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف، ولواء شهداء اليرموك المبايع للتنظيم من طرف آخر، في محيط سد سحم الجولان ومنطقة العلان بريف درعا الغربي، ما أدى لاستشهاد مقاتل في الفصائل المقاتلة ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وأخيراً في محافظة القنيطرة، دارت الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محور التلول الحمر بالقطاع الشمالي من ريف القنيطرة، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين بالقذائف ونيران الرشاشات الثقيلة، عقبه سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في بلدة حضر بالقطاع الشمالي من ريف القنيطرة، دون أنباء عن إصابات.
أرسل تعليقك