القاهرة ـ إيمان إبراهيم
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح الإثنين في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تعقد على هامش أعمال أسبوع أبو ظبي للاستدامة. وكان في استقباله لدى وصوله إلى قاعة المؤتمرات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف أن "الرئيس ألقى كلمة خلال المؤتمر أشار فيها إلى العلاقات التاريخية والروابط الراسخة بين مصر والإمارات العربية المتحدة، التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طالباً من الحضور توجيه تحية لروحه". وأشاد السيسي بالمواقف التاريخية لدولة الإمارات، حكومة وشعباً، في مساندة مطالب وتطلعات الشعب المصري.
القمة العالمية ..
ثم تحدث عن القمة العالمية لطاقة المستقبل وأهم التحديات التي تؤثر على قطاع الطاقة ولاسيما فى القارة الأفريقية. وتناول الظروف التي يمر بها العالم العربي وتفاقم ظاهرة الإرهاب، فحذّر من المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي الحنيف، وندد بالإرهاب وترويع المواطنين الآمنين. وأكد أن "التصدي لهذه التحديات يتطلب شراكة واعية مع المجتمع الدولي. كما طالب بتجديد الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة، ونوه بأهمية الارتقاء بجودة التعليم وربط مخرجاته بسوق العمل". وأوضح الرئيس أن "مواجهة هذه التحديات تتطلب جهداً عربياُ مضاعفاً"، مشيراً إلى أن "مصر تعتبر أن أمن منطقة الخليج العربي خطٌ أحمر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي". ووجه السيسي رسالة إلى الشعب الإماراتي، دعاه فيها إلى الحفاظ على دولته وأمنها واستقرارها.
واستعرض الرئيس فى كلمته السياسات التي تنتهجها مصر فى مجال الطاقة، لاسيما من خلال إصلاح الدعم وتنويع مزيج الطاقة وتبنّي خططاً لترشيد وتحسين كفاءتها. وأوضح أنه "للتغلب على التحديات الناجمة عن الفجوة بين احتياجات الطاقة والمتاح منها، تعمل مصر على تطوير استراتيجية وطنية للطاقة تقوم على عدة محاور، فضلاً عن تنفيذ خطة شاملة لإصلاح دعم الطاقة على مدى خمس سنوات تتضمن اتخاذ تدابير لحماية الفقراء، وهو الإجراء الذي أسهم أيضاً في إزالة إحدى أكبر العقبات أمام نمو الاقتصاد وزيادة القدرة التنافسية".
كما أوضح أن "هذه الاستراتيجية تشمل تحويل مصر إلى مركز محوري لتجارة وتداول الطاقة للاستفادة من موقعها الجغرافي الذي يتوسط كبار منتجي ومستهلكي الطاقة، ومن توافر البنية التحتية وعلى رأسها قناة السويس، أهم ممر ملاحي عالمي، خاصة في ظل التوسعة الجديدة التي تتم حالياً، وكذلك خط أنابيب "سوميد"، وخطوط شبكات البترول والغاز، وتسهيلات إسالة الغاز والطاقات المتاحة بمعامل تكرير النفط".
واستعرض السيسي توجه مصر للتوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في ظل الإمكانات الكبيرة لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وصولاً لنسبة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري إلى 20% بحلول 2020. ودعا إلى "مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ هذه الخطط، لاسيما مع عناصر الجذب التي تتمثل في استقرار سوق الطاقة المصرية، وتوافر المعلومات وقلة المخاطر، والعمل بمعايير ومواصفات قياسية لمشروعات الطاقة، فضلاً تطوير تشريعات جديدة لتحفيز إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة وتنمية استخدامها.
وفي ختام كلمته، تحدث الرئيس عن "مؤتمر تنمية ودعم الاقتصاد المصري" الذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ خلال شهر أذار/ مارس المقبل لعرض التوجه الاقتصادي للحكومة ولصياغة مشاركات فاعلة في عدد من القطاعات من خلال خريطةٍ استثماريةٍ موحدة لمصر. ودعا الحضور إلى المشاركة في المؤتمر.
وعقب انتهاء الرئيس من إلقاء كلمته، شارك في تسليم جوائز "الشيخ زايد لطاقة المستقبل"، التي تمنح للمشروعات الرائدة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة. كما تسلم "درع جائزة الشيخ زايد" من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تقديراً لجهوده ودعمه لتطوير قطاع الطاقة المتجددة وتحقيق التنمية المستدامة في مصر. ثم قام السيسي بجولة تفقدية في أجنحة معرض للشركات العالمية والإماراتية العاملة في مجال الطاقة المتجددة، وتحدث مع بعض العارضين حول مشروعاتهم وابتكاراتهم.
كما التقى الرئيس على هامش القمة مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الجديدة والمتجددة عدنان أمين، وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين الوكالة ومصر في المرحلة المقبلة.
أرسل تعليقك