دمشق ـ جورج الشامي
أعلنت المعارضة السورية، مقتل 75 شخصًا غالبيتهم في حلب وريفها، الأحد، نتيجة أحداث العنف المستمرة في البلاد، وأن محيط نبع الصخر في القنيطرة شهد اشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر "المعارض"، بعد سيطرة الثوار على بلدة جباتا الخشب الحدودية مع الجولان المحتل، وأن "الحر" ضرب فرع المخابرات الجوية في العباسيين، فيما أعلنت كتيبة الهندسة الحربية التابعة للجيش الحر بدء تصنيع صواريخ محلية
لاستخدامها في المعركة ضد الفوات الحكومية، وذلك على خلفية رفض الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي تزويد المعارضة بالسلاح في الوقت الراهن.
وأفادت لجان التنسيق المحلية، أن "75 سوريًا قُتلوا الأحد، غالبيتهم في حلب وريفها، نتيجة أحداث العنف المستمرة في سورية، وذلك بعد يوم دام سقط فيه 148 شخصًا، بينهم 35 طفلاً غالبيتهم في حلب ودمشق وريفها وحمص، وأن القوات الحكومية قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية بلدات جبّاتا الخشب وبريقة وبئر عجم، وسط تقارير عن انسحاب وحدات من الجيش السوري من المنطقة باتجاه العاصمة دمشق، وذلك في محاولة على ما يبدو منه لتغطية النقص في الجبهة الداخلية، فيما قامت قوات الجيش الحر بضرب فرع المخابرات الجوية في العباسيين في دمشق بقذائف الهاون، كما قصفت القوات الحكومية أحياء في درعا ودمشق وحمص ودير الزور، بينما تجددت الاشتباكات في أحياء دمشق الجنوبية وبلدات في ريف العاصمة، فيما تحدث ناشطون عن قيام قوات النظام بإطلاق صاروخ سكود من (اللواء 115) من القطيفة في ريف دمشق باتجاه الشمال السوري، ويأتي ذلك بعد يوم دام سقط فيه 148 شخصًا، بينهم 35 طفلاً غالبيتهم في حلب ودمشق وريفها وحمص".
وقال ناشطون سوريون، إن "مدينة دير الزور في شرق سورية شهدت اشتباكات قرب مبنى البريد، وأن الثوار أعلنوا سيطرتهم على كتيبة عسكرية وأخرى للدفاع الجوي، وسيطروا كذلك على حي المطار القديم، فيما شهدت درايا في ريف دمشق اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والقوات الحكومية على الجبهة المحيطة بساحة شريدي وجبهة مقام سكينة في محاولات مستمرة من القوات السورية للتقدم، وقصف من الدبابات باتجاه مؤسسة الكهرباء والمقام، في حين استمرت الاشتباكات في مخيم اليرموك والسبينة في الريف الدمشقي، وفي حلب اشتباكات عنيفة في منطقة مدرسة الشرطة في خان العسل وفي محيط المخابرات الجوية في حيّ جمعية الزهراء".
وذكر عدد من المصادر الميدانية في الجيش السوري الحر، أن كتيبة الهندسة الحربية بدأت بتصنيع صواريخ محلية "فضل1، فضل2، فضل3"، لاستخدامها في المعركة ضد الفوات الحكومية، ويأتي ذلك على خلفية رفض الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي تزويد المعارضة بالسلاح في الوقت الراهن.
ونقل موقع "زمان الوصل" المعارض، عن قائد كتيبة الهندسة الحربية في الجيش الحر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قوله إن "الكتيبة بدأت بتصنيع الصواريخ منذ حوالي 4 أشهر لهدف الاكتفاء الذاتي ولردع النظام عن أفعاله بعد تخلي معظم الدول عن الدعم النوعي بالأسلحة للثوار، وأن الفكرة خطرت على باله بعد مشاهدته للقوات الحكومية، وهي تقوم بقتل المتظاهرين العزل منذ بدء الحراك، وأخذت طريقها إلى التطبيق منذ 4 أشهر، كاشفًا عن تصنيع صواريخ "فضل 1و2و 3"، مشيرًا إلى أن مدى صاروخ فضل "1" هو 3 كيلو مترًا، وقوته التدميرية دائرة بقطر 100 متر، أما فضل "2" فقوته التدميرية دائرة بقطر 300 متر وبمدى 4 كيلو مترًا، أما الصاروخ المطوّر من منظومة الصواريخ التي تعمل على صناعتها الكتيبة "فضل 3" سيكون مداه 3 كيلو مترًا وقوته التدميرية حوالي 250 مترًا كقطر دائرة ووزنه 60 كيلو غرمًا، ومن المتوقع أن يكون له أثر فعال بالمعركة الحاسمة ضد السلطات السورية"، مضيفًا "نعمل حاليًا على تصنيع صاروخ فضل (4) بطول 360 سم، والمتوقع أن يكون ذا فعالية عالية على أرض المعركة، وفي ما يتعدى الصواريخ فتقوم الكتيبة بتصنيع القنابل ذات الأمنين، والتي تعتبر من الوسائل الدفاعية المميزة في الحرب، أما عن المكونات الأولية للتصنيع فتعتمد على بعض المواد الكيميائية والحديد بعد شرائها".
وعن الصعوبات التي تعترض العمل، أشار المسؤول في الجيش الحر، إلى "الافتقار للمادة الأولية وقدرات والتطوير التي تحتاج إلى إمكانات، حيث يعمل في الورشة حوالي 15 عاملاً، وأن سعر الصاروخ الواحد لا يتعدى الـ 100 دولار، حيث نبيعه بسعر التكلفة، لأن هدفنا هو دعم الثوار على الأرض بالأسلحة النوعية وليس الربح"، فيما تعّهد بالعودة إلى عمله في المقاولات وأعمال البناء بعد تحقيق الثورة لأهدافها المتمثّلة في "إسقاط النظام، لأن صناعة الأسلحة ليست من مهماته وأولوياته وما دفعه لهذا العمل هو الحاجة الآنية للأسلحة المتطورة للثوار".
كما اندلعت معارك عنيفة عند الحدود اللبنانية السورية، ليل السبت الأحد، بين الجيش السوري من جهة ومسلحين من جهة ثانية، بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بنيران مصدرها الجانب السوري، لدى وجوده على مقربة من نهر يفصل بين البلدين، فيما أفاد مسؤول محلي لبناني أن من بين المسلحين أفرادًا من عشيرة اللبناني القتيل، واستخدمت المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة في هذه المواجهات التي دارت بين الجيش السوري في بلدة المشيرفة ومسلحين في منطقة البقيعة اللبنانية، من دون الإشارة إلى وقوع أي إصابات على الفور، مشيرًا إلى أنه "لم يكن باستطاعته تأكيد ما إذا كان المسلحون لبنانيين أم سوريين معارضين للنظام في دمشق".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأحد، أنَّ "هناك تدفقًا لكميات من الأسلحة الثقيلة للثوار السوريين لمواجهة قوات بشار الأسد، وأنَّ الأسلحة الثقيلة الجديدة منها أسلحة مضادة للدبابات وبنادق عديمة الارتداد أرسلت عبر الحدود الأردنية إلى محافظة درعا جنوب سورية، وأنَّ هذه الأسلحة أيضًا لمواجهة النفوذ المتزايد للجماعات المتطرفة في شمال سورية من خلال دعم الجماعات المعتدلة التي تقاتل في جنوب البلاد".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ "هذه الأسلحة الثقيلة تعدّ الأولى من نوعها التي يتم توفيرها من قبل قوى خارجية للثوار منذ بدء الانتفاضة السورية قبل عامين لإسقاط نظام الأسد، وقد رفض المسؤولون تحديد مصدر الأسلحة لكنهم أشاروا إلى أنَّ البلدان التي تدعم الثوار بدأت تشعر بقلق من تزايد تأثير الجماعات المتطرفة في الثورة السورية".
وتأتي خطوة التصنيع المحلي للأسلحة عقب رفض الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي تزويد المعارضة بالسلاح، حيث قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تجديد العقوبات لمدة 3 أشهر حتى نهاية أيار/مايو، بما فيها منع بيع الأسلحة للمعارضة السورية، فيما رفض الرئيس باراك
أوباما تزويد المعارضة بالسلاح رغم موافقة ثلاثة جهات سيادية في أميركا على الخطوة، أبرزها وزارة الدفاع.
كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن أن "الفريق الجديد في إدارة الرئيس
أوباما يعكف على درس تسليح المعارضة، وذلك لغياب خطط الحل لنقل السلطة في سورية"، فيما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن "موضوع تسليح جماعات محددة من المعارضة قد يُعاد فتحه إذا استمرت الأوضاع في سورية في التدهور".
ودانت الولايات المتحدة بشدة، القصف بالصواريخ على مدينة حلب شمال سورية، الذي أدى إلى مقتل العشرات الجمعة الماضي، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، في بيان نشر مساء السبت، إن "واشنطن تدين بأشد العبارات القصف بالصواريخ على حلب، وآخر هذه الهجمات أطلقت خلالها صواريخ (سكود) على حي في شرق المدينة، الذي قُتل فيه 37 شخصًا على الأقل، بينهم 19 طفلاً وجرح 150 آخرون، الجمعة، جراء قصف المدينة بثلاثة صواريخ أرض-أرض"، معتبرة أن "هذه الهجمات الدامية تُمثل مظاهر وحشية النظام السوري، وانعدام التعاطف مع الشعب الذي يدعي تمثيله، وأن نظام الأسد فاقد للشرعية ويبقى في الحكم فقط بالقوة المتوحشة".
وأعلنت المعارضة السورية، السبت، تعليق مشاركتها في سلسلة لقاءات في الخارج، تنديدًا بـ"الصمت الدولي على الجرائم" المرتكبة بحق الشعب السوري، غداة القصف الصاروخي على حلب، حيث قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني في وقت سابق، إن "زيارتنا إلى واشنطن معلقة فقط، وننتظر من واشنطن مواقف تطابق ما تقوله عن دعمها للديمقراطية"، في حين أعرب عضو الأمانة العامة للائتلاف الوطني السوري "المعارض" سمير النشار، عن خيبة أمله من مجلس الأمن الدولي والمبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، لعدم إدانتهما قصف الجيش السوري للمدن بالصواريخ.
فيما تفقّد وزير الدفاع الألماني، توماس دي مايتسيره، بطاريات من صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود السورية - التركية، السبت، وقال إنها "ترسل تحذيرًا واضحًا إلى دمشق بأن حلف شمال الأطلسي، لن يتهاون مع أي صواريخ تُطلق على تركيا، ووجودنا هنا للتأكد من عدم استخدام سورية لقدراتها فعليًا"، مضيفاً أن "احتمالات الهجوم ضئيلة للغاية، ويمكننا أن نرى من هنا أن سورية تستخدم الصواريخ، وفي الغالب بضع مرات يوميًا"، في إشارة إلى إطلاق قوات الحكومة السورية صواريخ على مناطق تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
ومن المعتقد أن سورية لديها أكثر من ألف صاروخ يصل مداها إلى 700 كيلومتر، ونحو ألف طن من المواد التي تستخدم في الأسلحة الكيميائية، وتعتبر تركيا أحد أشد المؤيدين للانتفاضة المستمرة منذ نحو عامين ضد الرئيس بشار الأسد، وآوت لاجئين ومعارضين سوريين، وقد تصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة بعد أن قال حلف الأطلسي إنه "رصد إطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى داخل سورية، سقط عدد منها قرب الحدود التركية"، ودفعت تركيا طائراتها الحربية إلى الحدود، مما أجّج المخاوف من أن تتسع رقعة الصراع وتزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، حيث قال وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ، إن "نظام باتريوت مخصص للأغراض الدفاعية فقط، ونشره في أراضينا في إطار منظومة حلف شمال الأطلسي كان لحماية شعبنا وأرضنا من هجوم محتمل".
أرسل تعليقك