دمشق – خليل حسين
شنّت الطائرات الحربية السورية غارات على الأحياء التابعة لفصائل المعارضة في حلب، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وسط تجدّد الاشتباكات العنيفة بين جيش الإسلام من جهة، وفيلق الرحمن المدعوم من الفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية. وتمكن جيش الإسلام من محاصرة عشرات المقاتلين من فيلق الرحمن والفصائل المساندة له في منطقة المرج في الغوطة الشرقية.
ونقلت مصادر ميدانية معارضة أن الطائرات الحربية واصلت قصف الأحياء الشرقية من مدينة حلب، مسببة المزيد من الضحايا المدنيين، وسقط أكثر من عشرة قتلى وعددًا من الجرحى في حي الكلاسة، بعد استهدافه بعددِ من الغارات الجوية، وتُوفي ثمانية أشخاص جميعهم من المدنيين في حي بستان القصر الذي تعرض لقصف جوي ومدفعي كثيف، وطال القصف الجوي أحياء السكري سقط فيها ثلاثة قتلى، وحي الصاخور سقط فيه قتيلين، وأصيب أخرون في أحياء قاضي عسكر وأرض الحمرا وطريق الباب والهلك والمرجة وبعيدين، جراء استهدافها بعددِ من الغارات الجوية. وأكدت المصادر الميدانية أن القوات الحكومية حاولت التقدم نحو حي بني زيد، واستهدفت الحي بعدد من الصواريخ وقذائف المدفعية.
وأوضح مصدر في قيادة الشرطة أن من وصفهم بإرهابيي تنظيم "جبهة النصرة" والمجموعات المسلحة التابعة له استهدفوا بعدد من القذائف الصاروخية حيي شارع النيل والحمدانية في المدينة، وارتفعت حصيلة أعداد القتلى في مدينة حلب خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى 25 قتيلاً وأكثر من 80 جريحًا، مؤكدًا أن الاعتداءات الإرهابية المستمرة أسفرت عن ارتقاء شاب وامرأة وأضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة. ولفت المصدر في وقت لاحق إلى مقتل طفلة وإصابة والدتها بجروح خطيرة جراء قذائف أطلقتها التنظيمات الإرهابية على حي الحمدانية إضافة إلى سقوط قذيفة صاروخية على حي السليمانية اقتصرت أضرارها على الماديات.
وواصلت فصائل المعارضة المسلحة، هجومها على مواقع داعش وتمكنت من استعادة السيطرة على عدة مواقع كان قد سيطر عليها التنظيم مؤخرًا في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع قصف مدفعي تركي، وغارات لطائرات التحالف الدولي على مواقع التنظيم. وقال أحد القادة الميدانيين في صفوف المعارضة في ريف حلب الشمالي في تصريح صحافي أن مقاتلي غرفة عمليات حور التي تدير المعارك ضد داعش، واصلوا هجومهم ضد التنظيم، وتمكنوا من استعادة السيطرة على بلدة تل شعير الواقعة على الطريق الواصل بين بلدة الراعي ومدينة إعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، بعد معارك تمكنوا خلالها من قتل عدد من مقاتلي التنظيم.
واضاف أن المعارك لا تزال متواصلة بين الجانبين ، بمحاولة من فصائل المعارضة التقدم نحو بلدة الراعي الاستراتيجية، وترافق تقدم المعارضة بقصف مدفعي عنيف من مدفعية الجيش التركي نحو مواقع تنظيم داعش في بلدات جارز ومحيط صوران إعزاز، واستهدفت طائرات التحالف الدولي مواقع داعش في بلدات الراعي ومحيط كفرغان، ما أدى إلى تكبد داعش خسائر كبيرة.وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة تمكنوا هذا الأسبوع من استعادة السيطرة على العديد من البلدات المحاذية للحدود السورية – التركية، بدعم مدفعي تركي، وضربات جوية كثيفة من طائرات التحالف الدولي.
نفذت القوات الحكومية حملة دهم لمنازل مواطنين في حي القطعة في جديدة عرطوز في الغوطة الغربية، دون أنباء عن اعتقالات. وتجددت الاشتباكات العنيفة بين جيش الإسلام من جهة، وفيلق الرحمن المدعوم من الفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية، وسط سقوط مزيدًا من الخسائر البشرية في صفوفهما. وتمكن جيش الإسلام من محاصرة عشرات المقاتلين من فيلق الرحمن والفصائل المساندة له في منطقة المرج في الغوطة الشرقية. وقصفت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في شمال غرب مدينة تدمر، ومناطق اخرى في مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي. ونفذت الطائرات غارتين على مناطق في أطراف قريتي بسنقول وعدوان في ريف مدينة اريحا، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وتعرضت مناطق في الأطراف الشرقية من منطقة تل الأصفر في ريف السويداء الشمالي الشرقي، إلى قصف من قبّل القوات الحكومية، دون وقوع إصابات بشرية.
وشهدت الأحياء التي سيطرت عليها القوات الحكومية في مدينة حلب، سقوط قذائف أطلقتها فصائل إسلامية ومقاتلة على الخالدية وشارع النيل، بالتزامن مع إطلاق عدة طلقات نحو منطقة الموكامبو. وارتفعت عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية، السبت، إلى 28 غارة، على مناطق سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة في مدينة حلب، وشمل القصف مناطق في أحياء المعصرانية والسكن الشبابي والجزماتي وبستان القصر والكلاسة والحرابلة والأنصاري والهلك وطريق الباب وباب النيرب وكرم حومد، وارتفع عدد القتلى إلى 5 أشخاص، جراء قصف للطائرات الحربية على أحياء كفر حومد وباب النيرب وبستان القصر. وقصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة عندان في ريف حلب الشمالي ومناطق أخرى في بلدة كفرناها في ريف حلب الغربي ومنطقة طريق الكاستيلو، ما أدى إلى سقوط جرحى.
ورصد مركز التنسيق الروسي في حميميم 3 خروقات لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية نفذتها المجموعات المتطرفة المسلحة خلال ال24 ساعة الماضية ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للخروقات إلى 465 خرقًا منذ بداية تنفيذ الاتفاق، وكشف المركز في بيان أصدره اليوم أنه رصد 3 خروقات لاتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب حيث عمد مسلحو ما يسمى "لواء الفتح"، و"لواء أحرار حلفايا" إلى قصف مناطق الميدان والمحافظة بقذائف الهاون، وأضاف المركز أن 15 مدنيًا قتلوا وأصيب 50 آخرون جراء قصف مسلحي ما يسمى "لواء فرسان الحق" في منطقة المسجد في حي باب الفرج.
وبيّن المركز أن 3 بلدات جديدة انضمت إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية خلال الـ 24 ساعة الماضية ليرتفع بذلك عدد البلدات المنضمة إلى الاتفاق إلى 83 بلدة في حين ظلت المجموعات المسلحة التي أعلنت التزامها بالاتفاق 52 دون تغيير، ولفت إلى أن هناك مشاورات حول وقف الأعمال القتالية عقدت مع متزعمي بعض المجموعات المسلحة في حمص، مؤكدًا أن سلاح الجو الروسي لم ينفذ ضربات جوية ضد المجموعات التي أعلنت التزامها باتفاق وقف الأعمال القتالية والتي أعلنت عن أماكن انتشارها للمركزين الروسي أو الأميركي, وأشار إلى أن ثمة التزاما بنظام التهدئة شمال اللاذقية وضواحي دمشق، موضحًا أن عسكريين روسيين وأميركيين يراقبون التهدئة عبر مركزي حميميم وعمان. وكان اتفاق وقف الأعمال القتالية والمطبق منذ السابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي لا يشمل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".
أرسل تعليقك