واشنطن - رولا عيسى
شهدت مذبحة "أورلاندو" مشاركة 19 طالباً وطالبة بريطانيين من جامعة "غلوسيسترشاير" Gloucestershire في عمليات الإنقاذ لنحو 53 مصابًا عند الملهى الليلي "بالس" Pulse، وذلك خلال تواجدهم في زيارة تبادلية مدتها 12 يومًا مع جامعة "سنترال فلوريدا" Central Florida في أورلاندو. وكانوا قد تلقوا إستدعاء لخوض تجربة العمل كضباط للشرطة في مقاطعة "أورانج" مساء يومي 10 و 11 حزيران / يونيو، ومعاينتهم على أرض الواقع للتحديات التي يواجهها ضباط إنفاذ القانون في كل ليلة في إحدى المدن الرئيسية في الولايات المتحدة.
ولم يكن أحدٌ من الطلاب يتوقع بأن الليلة الثانية للتجربة سوف يواجهون فيها الإختبار الأكبر، وإستدعاءهم للعب دور حيوي في واقعة إطلاق نار هي الأعنف في التاريخ الأميركي الحديث، بعد فتح المناصر لتنظيم "داعش" القتيل عمر متين النار في مواجهة إستمرت ثلاث ساعات وخلفت 49 قتيلاً.
وكتبت جيما مكلير من "شلتنهام" عبر حسابها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" بأن هناك شيئاً لا يمكن ألا تراه، إلا أن هذه التغريدة مثل غيرها لبقية الطلاب الآخرين تم حذفها بمجرد بدء صحيفة "الديلي ميل" في التحقيق بشأن كيفية إشتراك الطلاب.
وقالت فيبي هولدر البالغة من العمر 20 عاماً بأنها لم تشعر أبداً بالتعب والإرهاق، في تغريدة تم حذفها هي الأخرى. بينما كتبت ليلي ليكمان من كورنوال Cornwall " تقول "الليلة الماضية حملت الكثير من العاطفة ". وفي اليوم التالي لواقعة إطلاق النار، أضافت ستايسي هيدون من كانوك Cannock في وست ميدلاندزWest Midlands بأن "الرحلة علمتها الجرأة والشجاعة التي يتمتع بها ضباط إنفاذ القانون كل يوم".
وأرسلت إحدى الطالبات من جامعة غلوسيسترشاير Gloucestershire ، والتي أظهرت بطولة حقيقية مساء يوم واقعة إطلاق النار بياناً الى صحيفة "الديلي ميل" عبر الجامعة. إلا أنها لم تكشف عن هويتها. حيث ذكرت بأنها قدمت الإسعافات الأولية للمصابين و ساعدت في نقل الضحايا إلى سيارات الإسعاف، فضلاً عن التحدث مع مجموعة من شهود العيان الذين هرعوا من مسرح الهجوم الإرهابي. وأضافت بأن بعض هؤلاء الفارين أصيبوا بالإنهيار، بينما لم يلاحظ العديد منهم الإصابة التي لحقت بهم إلى حين وصولهم الى مكانٍ آمن. مشيرةً إلى أنها "ليست بطلة، وهي أدَّت ما يتعين القيام به. بينما الشرطة هي البطل الحقيقي لطريقة تعاملهم مع الموقف، والشجاعة التي أظهروها في تلك الليلة".
وأوضحت الطالبة بأنه كان دائماً لديها طموح بالإنضمام إلى الشرطة ، وتطلعت نحو القيام برحلة ميدانية إلى ولاية فلوريدا منذ بداية دخولها المرحلة الجامعية، مؤكدة على أن الأحداث المروعة التي شهدتها "أورلاندو" عززت من عزمها في أنها سوف تصبح ضابط شرطة عند تخرجها من الجامعة.
وتوجه والداها بالشكر إلى الجامعة عقب إنتهاء الرحلة، وذكرا في رسالتهما بأنها فخوران بابنتهما، معبرين عن إعجابهما بالدعم الذي حصلت عليه من جامعتا غلوسيسترشاير Gloucestershire و سنترال فلوريدا Central Florida فضلاً عن شرطة مقاطعة أورانج.
وتوصلت صحيفة "الديلي ميل" إلى أسماء العشرات من طلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليـا، وحاولت التواصل معهم أو مع ذويهم، ولكن أغلبهم رفض التعليق. وأوضحت والدة إحدى الطالبات و والد أحد الطلاب بأنه تم إخبارهم من قبل جامعة غلوسيسترشاير Gloucestershire بعدم الإدلاء بتصريحات إلى الصحافة، على الرغم من نفي الجامعة قيامها بذلك.
وعقب وقوع الحادثة، قامت الشرطة و الجامعة بإرسال مستشارين وكاهن إلى الفندق الذي تقيم فيه مجموعة الطلاب من جامعة غلوسيسترشاير Gloucestershire لتقديم الدعم لهم. وعلي الرغم من العرض عليهم بالعودة قبل إنتهاء موعد الزيارة التبادلية، إلا أن كافة الطلاب قرروا البقاء وقضاء الفترة المتبقية لهم في الرحلة، مع العودة إلى إنكلترا في 17 من حزيران / يونيو.
وتجنب منظم الرحلات الأستاذ روس وولف الذي يعد أيضاً نائبا إحتياطيا للرئيس في قسم شرطة مقاطعة "أورانج" الرد على المكالمات الهاتفية التي وردت اليه من صحيفة "الديلي ميل"، وتعلل بالتواجد خارج المدينة أو المرض. وبالرغم من إصرار مساعديه على تحققه الدائم من رسائل البريد الإلكتروني، إلا أنه لم يستجب للرسائل التي ترد إليه.
وأكد مكتب شرطة مقاطعة "أورانج" على ما جاء في التغريدة التي كتبتها إحدى الطالبات عبر حسابها، فيما قالت بأن آخرين تم إستبعادهم وإبقاؤهم بعيداً عن مسرح الهجوم الإرهابي قبل وقوعه، وفق ما ذكرت الناطقة الرسمية جين واتريل لصحيفة "الديلي ميل".
وأشارت كارولين ميلز رئيس كلية العلوم الطبيعية والاجتماعية في جامعة غلوسيسترشاير ومقرها في غربي إنكلترا حيث مدينة شلتنهام Cheltenham التي رافقت الطلاب في ولاية فلوريدا بأن الشرطة الأميركية تأكدت من وجود الطلاب في مأمن عند إستدعائهم للتواجد عند الملهى الليلي. مضيفة بأنها كانت المرة الثالثة التي يذهب فيها الطلاب من الجامعة إلي فلوريدا.
وتنقسم الرحلة إلى شقين، حيث يشارك الطلاب خلال العشرة أيامٍ الأولى في دراسةٍ أكاديمية، والتعرف أكثر على مهام الشرطة الأميركية في ولاية فلوريدا. بينما يحصل الطلاب خلال الأربعة أيام الأخرى علي بعض الوقت للإنطلاق بحرية. ويعد البرنامج جزءاً من إلتزام الجامعة بدعم كافة الطلاب وثقل مهاراتهم، إلى جانب تعزيز خبرتهم التي تؤهلهم لمستقبل مهني ناجح.
أرسل تعليقك