عدن ـ عبد الغني يحيى
ذكرت مصادر اعلامية تابعة للميلشيات الانقلابية، أن طيران التحالف العربي شنَّ في وقت مبكر من فجر اليوم السبت، سلسلة غارات "استهدفت محطات كهرباء في 3 محافظات شمالي اليمن"، وذلك في أعقاب احتراق مولد كهربائي في منطقة نجران السعودية، نهار الجمعة، بصاروخ أطلقته الميليشيات الحوثية من الأراضي اليمنية.
وزعمت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، أن طيران التحالف استهدف محطتي الكهرباء والغاز المنزلي في محافظة صعدة، شمالي اليمن بثلاث غارات، ومحطة الكهرباء في محافظة عمران بثماني غارات. وأضافت القناة، أن 4 غارات أخرى استهدفت محطة الضغط العالي لتوليد التيار الكهربائي في منطقة" بني حسن" في مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة، شمال غربي اليمن.
الا أن سكان المنطقة قالوا إن انفجارات عنيفة سُمعت في محافظة عمران شمالي صنعاء، وأن 3 غارات أخرى استهدفت معسكر "اللواء 310" التابع لقوات صالح والحوثيين.
وأعلن الحوثيون عن إطلاق صاروخين باليستيين الجمعة، وقالوا إنهما أصابا شركة نفط سعودية، فيما أعلنت السلطات السعودية احتراق محول كهربائي بمقذوف من الأراضي اليمنية. وأفادت قناة "المسيرة" أن الصاروخين من طراز" زلزال 3"، وأنهما استهدفا موقع شركة "أرامكو"، كما نشرت لقطات لأعمدة دخان تتصاعد من الموقع.
ونفت شركة "أرامكو" السعودية، ما نقلته قناة المسيرة، مؤكدة أن جميع منشآتها "تعمل بشكل عادي"، بحسب بيانٍ صحفي صادر عنها، نشرته وسائل إعلام سعودية. وأوضحت الشركة أنه ليس لها منشآت نفطية جنوبي السعودية، قرب الحدود اليمنية، ماعدا مستودع لتوزيع منتجات نفطية في جازان. وأعلنت السلطات السعودية لاحقًا السيطرة على حريق اندلع في مولد كهربائي في نجران، إثر سقوط قذيفة من الأراضي اليمنية، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية.
وقتل مدني واحد وأصيب 9 آخرون بجروح متفاوتة، الجمعة، في محافظة تعز اليمنية، جراء استمرار قصف الانقلابيين الحوثيين وقوات صالح، بينما قتل نحو 21 عنصراً من الانقلابيين، و7 من أفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، خلال المعارك العنيفة التي شهدتها تعز.
وتمكّنت قوات الجيش والمقاومة الموالية للشرعية في اليمن، من تحرير قرية ماتع، وتلّة الضباب، غربي المدينة، وشعب الصومي والمخبأ، شمال جبل هان، بعد معارك عنيفة مع الانقلابيين، كبدتهم خلالها خسائر في الأرواح والآليات العسكرية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، على لسان مصدر عسكري، قوله إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وكل الشرفاء من أبناء تعز مستمرون في مواصلة التقدم في مختلف الجبهات والمواقع بمساندة طيران التحالف العربي من أجل دحر المليشيات من التباب والمواقع التي تسيطر عليها وتمارس من خلال قصفها العشوائي على المدنيين.
وأكد المصدر، أن مدينة تعز أصبحت قاب قوسين أو أدني من دحر المليشيات بعد الانتصارات التي حققتها قوات الجيش والمقاومة وتحريرها لعدد من المواقع في غرب وشمال وجنوب المدنية والذي ساهم في كسر الحصار وفتح الممرات والمنافذ أمام المدنيين .
و ما تزال الاشتباكات متواصلة في جبل النبيع عشملة، الواقع تحت سيطرة قوات الشرعية اليمنية، حيث حاول الانقلابيون الحوثيون وقوات صالح، شن هجوماً مباغتاً للسيطرة على الموقع، لكنهم يُجابهون تصديا شرسا من قوات الشرعية، وفق مصادر في المقاومة الشعبية.
وقد لقي عشرات المسلحين الحوثيين حتفهم الجمعة خلال مواجهات عنيفة في تعز احرزت خلالها قوات الجيش والمقاومة تقدم على الأرض .وقالت مصادر ميدانية، إن 21 مسلحا حوثيا قتلوا خلال مواجهات الجمعة، في مختلف جبهات القتال في تعز . وأضافت المصادر، أن 7 من رجال الجيش المقاومة استشهدوا خلال مواجهات اليوم الجمعة بمختلف جبهات القتال في تعز فيما اصيب 25 آخرين .
وأعلن الحوثيون مساء الجمعة، رفضهم تسليم الصواريخ الباليستية، التي اعتبرها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تهدد "أمن المملكة العربية السعودية والمنطقة وأيضا الولايات المتحدة"، في رفض ضمني من قبلهم للمبادرة التي طرحها الأخير لحل الأزمة اليمنية.
وكشفت رسالة صادرة عن ما يسمى بـ"وحدة القوة الصاروخية" التابعة للحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مساء الجمعة، عن رفض ضمني لخارطة دولية، أعلن عنها "كيري"، الخميس، في مدينة جدة السعودية.
وتتضمن الخارطة "تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيين، وانسحاب الحوثيين من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة في اليمن إلى طرف ثالث"، لم يفصح عنه كيري، أثناء الكشف عن الخطة.
وقالت الرسالة التي نشرها المتحدث باسم الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي في مشاورات الكويت، محمد عبد السلام، على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، ونقلتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة "من يطمع في انتزاع سلاحنا سنطمع في نزع روحه من بين جنبيه"، في رفض واضح لشق تسليم السلاح في المبادرة الدولية الجديدة لحل النزاع.
وذكرت الرسالة، أن "القوة الصاروخية تعلن بكل ثقة أنها إلى جانب امتلاكها إرادةً القتال، تحتفظ بالكثير من القدرات والإمكانات اللازمة للتصدي للعدوان (في إشارة للتحالف العربي)"، وأنها "ستضاعف الجهود على كافة المستويات حتى يتحقق الاقتدار الوطني الواجب امتلاكه (صناعة صواريخ جديدة) لمواجهة هكذا عدون".
ولم يعلق الحوثيون بشكل رسمي على خارطة الطريق الدولية الجديدة للحل، لكن مراقبون يرون أن نشر الرسالة التي يرفضون فيها تسليم الصواريخ، في الحساب الرسمي لمتحدث الجماعة والرجل الثاني فيها خلف زعيمها عبدالملك الحوثي، يعد موقفا رسميا إزاء خارطة الحل الأخيرة، والتي أعلن عنها"جون كيري" في ختام اجتماع بمدينة جدة السعودية، بعد الاتفاق بين وزراء خارجية دول الخليج العربي وأمريكا وبريطانيا.
وفي المقابل، لم يصدر أي تعليق ولو بشكل ضمني من جانب الحكومة اليمنية، وقال مراقبون، إن الحكومة "لم تفق من صدمتها" بعد رضوخ المجتمع الدولي لمطالب الحوثيين وإدراجهم في شراكة وطنية. وقال عضو في الوفد الحكومي التفاوضي "المبادرة الجديدة، لا تختلف عن مبادرة ولد الشيخ ولكنها بصيغة الحل الشامل وليس التدريجي".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الافصاح عن هويته "إذا عادت مشاورات السلام مجددا، أتوقع أن تكون شاقة ومعقدة، ولا تعرف خط نهاية حتى بعد 190 يوما (بإضافة 100 يوم عن مشاورات الكويت السابقة).
واستبعد المصدر، أن تكون المبادرة الجديدة والمعروفة في الشارع اليمني بـ"خطة كيري" قد تم تفصيلها لصالح الحوثيين، وقال إنها ليست بالطريقة والشكل الذي يحلمون به.
أرسل تعليقك