أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم الخميس، أن دول مجلس التعاون الخليجي فشلت في تجاوز الخلاف مع موسكو بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.
الوزير السعودي شارك في الاجتماع الرابع للحوار بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، والذي ضم وزراء خارجية الدول الأعضاء الأخرى في المجلس، وهي الكويت والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان، وكذلك الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني.
وقال الجبير في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف والذي تلى الاجتماع الرابع للحوار الاستراتيجي "روسيا و مجلس التعاون الخليجي" في موسكو، إن دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا لم تتمكن من تجاوز الخلاف بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه أشار في ذات الوقت إلى أن "ذلك لا يمنع التشاور مع موسكو من أجل التقدم إلى الأمام."
وأشار الجبير إلى أنه ما زال هناك خلاف بين الجانبين يتعلق بوفد المعارضة، مؤكدا أن مجلس التعاون الخليجي يعتبر وفد الرياض مجموعة وحيدة يمكن لها تمثيل المعارضة في المفاوضات، بينما يختلف موقف موسكو بهذا الشأن. ومع ذلك اعتبر الوزير السعودي أن هذا الخلاف ليس أهم خلاف.
من جهته أكد وزير الخارجية السعودي أن دول مجلس التعاون الخليجي أعربت خلال اجتماع الخميس في موسكو عن قلقها بشأن تدخل إيران في شؤون دول أخرى ورحبت بسعي موسكو إلى دعم تطبيع العلاقات مع طهران.
وأكد الجبير أهمية التشاور مع موسكو حتى في الأمور الخلافية، مضيفا أن مجلس التعاون الخليجي يقدر موقف روسيا الخاص باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وبناء علاقات حسن الجوار. وأشار إلى أن تسوية الأزمة السورية تتطلب وقف العملية العسكرية من قبل القوات السورية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين واستئناف المفاوضات السورية وتكثيف الجهود الدولية بهذا الشأن.
أما لافروف فقد أعرب عن أمل موسكو "في عقد جولة جديدة من المفاوضات السورية وتسريع العملية في مايو/ أيار الجاري، إلا أن هناك أنباء تشير إلى أنه من غير المرجح عقد مثل هذه الجولة قبل حلول شهر رمضان، وسنضطر إلى إجراء ذلك بعد رمضان، وذلك يقلقنا"
وأضاف لافروف: "أنا على قناعة بأن أصدقاءنا في مجلس تعاون دول الخليج العربية، بما في ذلك السعودية، معنيون بعقد جلسة جديدة من المفاوضات بأسرع وقت ممكن وعموما في تسريع عملية المفاوضات السورية من أجل إيجاد حلول للمهمات التي طرحها مجلس الأمن الدولي، خاصة أن السعودية وعادل الجبير شخصيا، بذل جهودا كبيرة من أجل تشكيل وفد المعارضة التي تعتبر واسعة التمثيل إلى حد كبير وتعتبر إضافة إلى مجموعتين أخريين لاعبا أساسيا في مفاوضات جنيف مع الحكومة".
وأشار وزير الخارجية الروسي من جهة أخرى إلى تحقيق تقدم على الأرض في التنسيق بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه اعتبر تعزيز هذا التنسيق بطيء، مضيفا أن الولايات المتحدة لم تعد مستعدة حتى الآن لتنسيق قتالي حقيقي مع القوات الروسية في سورية.
وقال لافروف: "إن الاميركيين كانوا في البداية مستعدين فقط لوضع آلية لمنع وقوع حوادث، ثم وافقوا على إقامة قناة اتصال لتبادل المعلومات حول انضمام جماعات إلى نظام وقف القتال، إلا أنهم لم ينضجوا حتى الآن لتنسيق قتالي حقيقي".
وأكد أن المشاركين في اجتماع الحوار الروسي الخليجي رحبوا بإقامة التحالف الإسلامي بقيادة السعودية، ودعوا إلى تعزيز تنسيق الخطوات بين روسيا والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سورية.
وأضاف الوزير الروسي أن اختلاط المعارضة مع الإرهابيين لا يزال يعقد عملية مكافحة الإرهاب في سورية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وعدت بتحقيق تنصل المعارضة عن "جبهة النصرة"، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وقال إن موسكو اقترحت اعتبار 25 مايو/أيار موعدا لإنهاء عملية الفصل بين المعارضة والإرهابيين، إلا أن الأميركيين طلبوا تمديد المهلة المخصصة لإكمال عملية الفصل، مضيفا أن الجانب الروسي وافق على ذلك.
وأكد لافروف أن موسكو ترى أن محاولات اعتبار الخلافات بين دول الخليج العربية وإيران بأنها انقسام في العالم الإسلامي غير مقبولة، مؤكدا استعداد روسيا للمساعدة على تجاوز الخلافات المذكورة. وأضاف أن أي دولة يمكن لها أن تسعى إلى توسيع نفوذها في الخارج، لكن ذلك في إطار الشرعية الدولية ودون أي "أجندات خفية".
وقال الوزير الروسي إن كلا الجانبين أكدا خلال اجتماع اليوم ضرورة تجاوز مشاكل الشرق الأوسط على أساس احترام القانون الدولي واستقلال وسيادة الدول ووحدة أراضيها ومن خلال إقامة حوار وطني شامل.
وأضاف أن روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي أكدت تمسكها الكامل بقرارات مجموعة دعم سوريا ومجلس الأمن الدولي ودعمت عملية تسوية الأزمات في اليمن وليبيا وغيرها من دول المنطقة تحت إشراف الأمم المتحدة، وبحثت الوضع في العراق.
وحول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قال لافروف إن المشاركين في اجتماع الحوار الروسي الخليجي أكدوا أهمية تجاوز الانقسام الفلسطيني في طريق تسوية النزاع في الشرق الأوسط.
أرسل تعليقك